نفى ''تيار المستقبل''، الذي يتزعمه النائب اللبناني سعد الحريري امس أية علاقة له بمجموعات سنية متطرفة، أعلن أعضاؤها في ''اعترافات'' بثها التلفزيون السوري أنهم نفذوا اعتداء دمشق الذي وقع في 27 سبتمبر· وبث التلفزيون السوري تسجيلا لما قال إنه اعترافات لعناصر ما يعرف بتنظيم ''فتح الإسلام'' قاموا خلالها بتبني عملية تفجير في دمشق أدت إلى مقتل 17 شخصا، وزعم هؤلاء أن تمويلهم يأتي عن طريق ''تيار المستقبل'' ، كما قالوا إن عناصر سعودية تشارك في عملياته· ومن جانبه، قال النائب أحمد فتفت من كتلة تيار المستقبل النيابية ''هذه ادعاءات لا أساس لها من الصحة، ومسرحية تؤكد أن الاستخبارات السورية مرتبطة بفتح الإسلام''· وأضاف النائب فتفت ''إذا كان لديهم أية حقائق فليقدموها للجنة تحقيق عربية أو دولية''· وتساءل فتفت عما إذا كان هناك علاقة ''بين الاعترافات والانتشار السوري عند الحدود'' مع لبنان· وقال إنها ''مسرحية متكاملة الأطراف، ولذلك نخشى من عمليات أمنية في الشمال وفي أنحاء أخرى من البلاد''· وحذر من أن السوريين ''يعتقدون أنه يمكنهم استغلال المرحلة الانتقالية في الولايات المتحدة للاستفادة على حساب لبنان''· واعتبرت الاكثرية النيابية في لبنان ''ان الاتهامات الاخيرة التي وجهها النظام السوري ضد اللبنانيين تشكل محاولة جديدة ومكشوفة للتهرب من مسؤوليته في جرائم الاغتيال، استباقا لتقرير لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري وقيام المحكمة الدولية''· وأضاف بيان الامانة العامة لقوى 14 مارس ''يحاول هذا النظام الإيحاء بأن مسؤولية القتل انما هي مسؤولية يتشارك فيها الجميع بدليل الحملة الارهابية التي تستهدف سوريا، وذلك تمهيدا لتبرير رفضه الانصياع لما قد يصدر بحقه نتيجة التحقيق في جرائم الاغتيال''· واعتبر أن ''النظام السوري يمهد اليوم الطريق الى حملة إرهابية جديدة في لبنان تحت عنوان الدفاع عن النفس''· وقد عرض التلفزيون ''اعترافات'' 12 شخصًا، قال إنهم أعضاء في ''فتح الإسلام''، أقروا فيها بأنهم ساعدوا بالتخطيط للهجوم الذي استهدف مجمعا للمخابرات في العاصمة السورية· وظهر في الاعترافات شخص قدم نفسه على أنه المسؤول الأمني والمتحدث الرسمي باسم ''فتح الإسلام'' عبد الباقي الحسين أبو الوليد، السوري الجنسية، من إدلب، والرجل الثاني بعد الفلسطيني شاكر العبسي، قائد التنظيم· وقال ''إن المسؤول عن تفجير السيارة المفخخة في المتحلق الجنوبي مدخل السيدة زينب هو أبو عائشة السعودي، الذي قتل فيها''، وأضاف أن ''السيارة المفخخة سرقت من أحد السائقين العراقيين وهو طه حسن عبود الدليمي في الـ26 من سبتمبر الماضي، عندما اعترضه 4 أشخاص من التنظيم، هم أنس عثمان وأحمد رمضان وعبد الحليم رعد واليمني نبيل أحمد الذهب، وأخذت السيارة إلى مزرعة في خان الشيح وتم تفخيخها''· وتابع يقول إن العبسي ''توارى عن الأنظار واحتمال وجوده في العراق أو في مكان آخر، وسلمت القيادة إلى ''أبو محمد عوض'' في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، الذي سمي أميرًا للتنظيم، وأصر على القيام بعمل تفجيري في سوريا لإضعاف النظام السوري والأجهزة الأمنية، بسبب قتلهم عددا من عناصر التنظيم على الحدود العراقية واعتقال آخرين، ووضعهم في السجون الأمنية السورية''· وقال أيضا إن ''التنظيم سيقوم بأعمال إرهابية تستهدف عددا من المراكز الأمنية السورية، ومنها سيارات المبيت لعناصر الأمن التي قامت بقتل أحد أعضاء التنظيم على الحدود السورية العراقية وهو أبو الليث، واعتقال عدد كبير منهم موجودين في الفروع الأمنية السورية· وأكد أن ''جميع من قاموا بأعمال إرهابية وعرضوا على التلفزيون كانوا متأثرين بكتب ومراجع تحتوي فكر تنظيم القاعدة، ويدرسون في معهد الفتح الإسلامي بدمشق، ولهم اتصالات مع القاعدة في العراق وفتح الإسلام في لبنان في مخيمات البداوي والبارد وعين الحلوة''· ومن بين المعترفين امرأة قالت إنها ابنة زعيم تنظيم ''فتح الإسلام'' شاكر العبسي· وذكرت وفاء شاكر العبسي أن ''التنظيم حصل على أموال من التيارات السلفية، ومنهم كثير من السعوديين المنظمين بينهم أبو رتاج وأبو يوسف السعودي الموجودان في طرابلس بلبنان، وكذلك من تيار المستقبل وبنوك تابعة للتيار''· وقالت إنها سألت والدها عن العلاقة مع ''تيار المستقبل'' ومواصلة العلاقة معه، فأجابها ''نحن لسنا واثقين منهم·· ممكن أن تتبدل هذه العلاقة لمصلحة أو لتيار سياسي''، وأفادت أنها تزوجت ''مرتين الأولى من السوري محمد طيورة الذي قتل على الحدود السورية اللبنانية، والثانية من ياسر عناد المعتقل حاليا''