تل أبيب، رام الله (الاتحاد، د ب أ) - منعت قوات الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين أمس من حصاد أراضيهم شرق بلدة يطا جنوب الخليل وقامت بتدريبات عسكرية في محيط البلدة، لإجبار سكانها على ترك أراضيهم. وقالت عضو لجنة مقاومة الاستيطان راتب الجبور إن هناك مخاوف من أن يقوم الجيش الإسرائيلي بمنع الفلسطينيين من الوصول لأراضيهم بأعمال قمعية ضد المزارعين الفلسطينيين، تمهيدا لمصادرة الأراضي الزراعية. وأضاف الجبور أن المساحة التي تنوي إسرائيل مصادرتها تقدر بـ 20 ألف دونم، وأنها تنوي تقسيمها لزيادة مساحة 10 مستوطنات مقامة على أراض شرق بلدة يطا. وقال سهيل خليلية، مسؤول ملف الاستيطان في معهد الأبحاث التطبيقية “اريج” إن التخوفات الفلسطينية مبررة بسبب المحاولات المتكررة للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في بلدة يطا لتعزيز الاستيطان، وأضاف أن الممارسات الإسرائيلية اليومية على الأرض تهدف إلى ضم مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية، لإبقاء السيطرة الإسرائيلية الحدودية باتجاه البحر الميت، وللمحافظة على الأماكن السياحية في المنطقة نفسها. على الصعيد نفسه قال مسؤول بارز في الحكومة الإسرائيلية أمس إنه يجب على إسرائيل تجميد كل البناء في الضفة الغربية بعيدا عن مستوطناتها، في ابتعاد غير متوقع عن السياسة الرسمية. وقال نائب رئيس الوزراء دان مريدور للنسخة الإلكترونية من صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”: لا تبنوا في كل أنحاء المكان، لأن هذا هو العمل الأكثر ضرراً من جميع الأعمال التي نقوم بها أمام العالم”. وتابع “لأن الناس يقولون أنت تعرض على الفلسطينيين دولة. ولكن إذا كنت تقوم بالبناء هناك في كل مكان، فأنت لا تعني ذلك حقاً”. وأوضح أن اقتراحه بتجميد الاستيطان لا ينطبق على القدس الشرقية أو الكتل الاستيطانية التي تأمل إسرائيل في الاحتفاظ بها كجزء من اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وتابع مريدور “نحن بحاجة إلى استخدام كل جهودنا وطاقاتنا ومواردنا لمحاولة إضافة هذه الكتل إلى إسرائيل”. وأضاف “أعتقد أننا في بداية التمكن من القيام بذلك”، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وسلفه جورج بوش تحدثا عن إمكانية تبادل الأراضي في إطار اتفاق فلسطيني إسرائيلي. وأشار مريدور إلى أن الدولة الفلسطينية “لن تكون على طول خطوط 1967.. مستحيل. ستكون مختلفة مع بعض التعويض. ولكن إذا قمنا بالبناء في كل المكان فسنخسر. حتى لو لم يكن لدينا اتفاق (مع الفلسطينيين)، نحن بحاجة إلى سياسة عقلانية”. واعتبر أن الهدوء النسبي الحالي في العلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يمكن أن يمنح الإسرائيليين “الوهم” بأن الوضع الراهن يمكن أن يستمر على المدى الطويل. وأضاف مريدور “إنه ليس كذلك. إنه وضع غير عادي.. يجب علينا أن نغيره”.