أشرف جمعة (أبوظبي) كثيراً ما يعود للبيت فتعود الطمأنينة لساكنيه، وتملأ الصغار فرحة الحضور المباغت بعد عودته من العمل وبين يديه حلوى الصغار، وتهرول الزوجة لتعد له مائدة الطعام وتقوم على حاجته، إنه الأب صمام الأمان وصوت الهيبة بين جدران المنزل وشجرة الحكمة التي يستظل تحت فيئها الزوجة والأبناء، وعلى الرغم من مكانته في الحياة فإن الاحتفال بيوم الأب العالمي الذي يتصادف الاحتفال في بعض الدول العربية اليوم، قد يضيع في متاهة النسيان وقد لا ينتبه إليه أحد، فإن كانت الأم تحظى بنصيب وافر من الاحتفال والاهتمام في يوم الأم فإنه لا يجب أن يمر يوم كهذا لكيلا يسقط من الذاكرة، عرفاناً للأب واحة الأمان رمز المحبة الطاغية والحزم حين يجب أن يكون الحزم، وكم من أب يعبر بأسرته إلى حدائق البهجة ويغمر أسرته بكل عطف مودة. اعتراف بالمكانة يقول الدكتور حمزة دودين أستاذ القياس النفسي في جامعة الإمارات: لا شك أن الاحتفال بيوم الأب يسهم في تكريم عنصر مهم في المجتمع وركن كبير في الأسرة؛ إذ يأتي في إطار الحوافز المعنوية التي ترضي الحاجات الذاتية للإنسان وتكمل عملية التقدير من خلال لمسة وفاء تبرز الثناء على دور الأب وجهوده المبذولة في رعاية الأسرة، مبيناً أن مثل هذا الاحتفال يزيد من التماسك بين أفراد المجتمع . ويذكر أن الحاجة إلى التقدير تسهم في إشباع حاجة الذات، وغالباً ما ينسى بعض أفراد المجتمع يوم الأب والاحتفال به، لذا فإن تقدير الآباء من خلال المجتمع وكل أفراد الأسرة هو اعتراف بالمكانة المرموقة للآباء، وأنهم يستحقون الشكر على كل ما قدموه عبر مسيرتهم الاجتماعية والإنسانية والحضارية، خصوصاً أن الاحتفال بيوم الأم يطغى على الاحتفال بيوم الأب وهو ما يتطلب نوعاً من التكافؤ في هذا الأمر. وأضاف الدكتور طلال الجنيبي، خبير دولي في الإدارة والتخطيط: قد يقبل المجتمع بأسره على الاحتفال بيوم الأم على الرغم من أن الأب في حاجة إلى تكريم مماثل وبالدرجة نفسها، خصوصاً أن دوره محوري في قيادة الأسرة؛ إذ إنه العمود الفقري وأن الاحتفال به يدعم دوره اجتماعياً ونفسياً ويشعره أن سنوات العطاء لا تضيع هباء، وأنه كشخص ملهم فإن مجرد اهتمام الأبناء يشعره بالسعادة. رسائل الحب ويبين الشاعر محمد البريكي أن يوم الأب وهو يوم قد يكون غائباً في مخيلة الكثير من الناس، إلا أن الاحتفال به يعطي دفعة معنوية كبيرة لكل أب، لافتاً إلى أن الكثير من الأبناء عندما يكملون دراستهم في الخارج يرسلون إلى الآباء رسائل مفعمة بالحب والجمال، وأن مجرد التذكير بيوم الأب يصحح مفاهيم ويوقد مصابيح من نور، ويرسم السعادة الحقيقية على وجوه كل الآباء في مجتمعاتنا. ويقول المستشار القانوني رامي نور الدين: على الرغم من الاهتمام البالغ بيوم الأم واستحضاره اجتماعياً، فإن الاحتفال بيوم الأب لا يقل أهمية عنه، خصوصاً أن الأب الذي لا يتمتع بالحقوق التي حققتها المرأة في هذا العصر يحتاج إلى مساندة حقيقية، كونه هو الكيان الذي يمثل الحماية والأمن، ويسعى إلى تأمين مستقبل الأسرة وهو للزوجة السند وللأبناء المربي والسفينة التي ترسو بالجميع إلى بر الأمان.