ناصر الجابري (أبوظبي) ثمن مسؤولون في قطاع الفضاء توقيع الإمارات اتفاقية مع جمهورية روسيا الاتحادية لإرسال أول رائد فضاء إماراتي، معتبرين أنها تمثل خطوة تاريخية في قطاع الاستثمار الفضائي، وتبرهن على رؤية لاستشراف المستقبل التي تنتهجها القيادة الرشيدة بما ترسخه من اتفاقيات. وأكد الدكتور محمد الجنيبي المدير التنفيذي لقطاع الفضاء في وكالة الإمارات للفضاء، أن الاتفاقية تعكس نهج القيادة الرشيدة ودعمها المتواصل من خلال إيمانها العميق بضرورة أن يكون الإنسان محوراً للتقدم والنهضة، واليوم نرى نتاج الاستثمار في المواطن ومنحه الفرصة نحو الإبداع والتفوق في مسار التميز العالمي. وأضاف أن برنامج الإمارات لرواد الفضاء يشكل طفرة علمية وتقنية، حيث استطاعت الدولة أن تقفز لأعلى المستويات المعرفية، حيث يؤكد المشروع الوصول إلى مرحلة متفوقة في العالم، وهو ما نلمسه من خطوات مستمرة نحو التقدم العلمي والتخطيط عبر مراكز الفضاء. وأشار إلى أن مشروع الإمارات الفضائي يدعم الفكر والمعرفة بين الناس، كما أنه ملهم للأمل والطموح واستمرارية الإنتاج في المستقبل، حيث ستواصل الكوادر الإماراتية الشابة الإنجاز عبر الدفعة المعنوية المتواصلة الناجمة عن سباق الفضاء، وصفات التحدي والإرادة التي سترسخ مع الزمن. التنمية المستدامة وأكد ناصر الراشدي مدير إدارة السياسات والتشريعات الفضائية في وكالة الإمارات للفضاء أن قطاع الفضاء محظوظ بوجود القيادة الرشيدة الداعمة للاستثمار الفضائي، حيث تتكاثف جهود جميع الجهات والشركات والمراكز البحثية بهدف تقديم المساهمة المشرفة في المحافل الدولية الضخمة والتي تبرز دور الدولة في أحد أبرز القطاعات دولياً. وأضاف: «نشارك حالياً في مؤتمر الأمم المتحدة في فيينا، حيث يتم التركيز على دور قطاع الفضاء على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي في تحقيق التنمية المستدامة، حيث تشارك الدول بتقارير تتناول عددا من التحديات التي تواجه العالم، وكيفية تحفيز الشراكات والقطاع الخاص على المساهمة الفاعلة، بما يسهم في تحقيق أكبر قدر من النتائج للقطاع في شتى المجالات». وتابع: «يبحث المؤتمر أهمية الحفاظ على الفضاء نفسه، وأهمية دعمه بالكوادر الوطنية المؤهلة القادرة على تحقيق النتائج المثمرة، إضافة إلى تشارك المعلومات في مجال الفضاء، وجعلها مفتوحة، بحيث نصل للتعاون العالمي الذي يعزز الجهود الدولية». ولفت الراشدي إلى أن القطاع الفضائي في الإمارات يعد نموذجاً إقليمياً ودولياً بإسهاماته المختلفة، حيث يعمل برنامج الإمارات الفضائي على المساهمة في إدارة الكوارث والأزمات، وقضايا البيئة، بما يحقق أهداف التنمية. وأكد أن قطاع الفضاء يعد ملهماً للجيل باعتبار أنه لا يوجد مستحيل، ولذلك تبرز أهمية التعليم من خلال الورش التي تحل مختلف التحديات وتدرس البيئة الأرضية ومكونات الفضاء. دبلوماسية الفضاء ووصف ناصر بن حماد رئيس الشراكات الاستراتيجية والتعاون الدولي في وكالة الإمارات للفضاء أن ما تنجزه الإمارات في القطاع بدبلوماسية الفضاء، حيث تقوم وزارة الخارجية والتعاون الدولي، إضافة لمختلف الجهات بتعزيز مكانة الدولة عبر المشاركة في مختلف المحافل، فيما يترافق ذلك مع جهود أخرى مبذولة في مجال الفضاء من خلال وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء وبقية الجهات المعنية. وأضاف: «تشارك دولة الإمارات حالياً في مؤتمر الأمم المتحدة، حيث تستعرض البرامج والتجارب التي تقوم بها، اكتساباً للتجارب المختلفة في مواجهة تحديات قطاع الفضاء، وإيماناً منها بأهمية التواجد الدولي المثمر لما له من تأثير كبير على الاستفادة من خبرات العالم الفضائية». ولفت إلى أن دولة الإمارات أبرمت العديد من الاتفاقيات التي تطبق في برامج ومشاريع الإمارات الفضائية، والتي لها الأثر الكبير في تعزيز الاستثمارات ومكانة القطاع الفضائي، مشيداً بنهج الدولة في استخدام القوة الناعمة لتعزيز مكانتها كإحدى الدول التي استطاعت أن ترسخ جهودها وتحظى بالإشادة الدولية من مختلف الجهات. بصمة فخر وأعربت شيخة المسكري الرئيس التنفيذي للابتكار في وكالة الإمارات للفضاء عن فخرها واعتزازها البالغ لكونها أحد الكوادر الوطنية العاملة في مشروع الإمارات للفضائي، لما يمثله إرسال أول رائد فضاء إماراتي من تأثير إيجابي على قطاع الفضاء وترسيخ مكانة الدولة عالمياً. وقالت: «الاتفاقية بصمة في كتاب التاريخ فهي تضع الدولة ضمن الدول الرائدة عالمياً في قطاع الفضاء، وهي ترجمة لرؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث التقى القائد المؤسس بمجموعة من رواد الفضاء، وحرص على ترسيخ المفاهيم والأسس الأولى لنهج الإمارات المستمر في القطاع». وأضافت: تتمتع دولة الإمارات اليوم بثقل استراتيجي في مجال الاستكشاف الفضائي، ففي السابق كانت الريادة في مجال الفضاء تقتصر على دول بعينها، لكن الإمارات اليوم دخلت السباق العالمي بكوادرها الوطنية ذات الكفاءة التي ترسم المستقبل يومياً بما تحتويه من طاقات ومهارات متقدمة. ولفتت إلى أن هذه الكوادر نقلت بالإمارات من مرحلة الاستخدام إلى التصنيع، حيث سيتم إطلاق خليفة سات نهاية العام الجاري بصناعة 100% من كوادر وطنية من المهندسين الشباب، ونحن نمتلك الكفاءات اللازمة لوضع الدولة في أعلى منصات التميز العلمي. وأشادت بدعم القيادة الرشيدة المتواصل للكوادر العاملة في قطاع الفضاء عبر الالتقاء بهم ومتابعتهم ودعوتهم لمواصلة الجهود والعطاء لترسيخ مكانة الدولة عالمياً، بما أدى إلى اتجاه الكفاءات الشابة نحو دراسة التخصصات العلمية ذات المردود الإيجابي على مشروع الإمارات الفضائي. ودعت شباب الإمارات إلى مواصلة الجهود المبذولة والعطاء المستمر في كافة المجالات، وخدمة الوطن تجسيداً لقيم البذل والعمل التي ترسخت عبر برامج الإمارات التي تستشرف المستقبل وتواكب التطلعات والمتغيرات المتسارعة في عالمنا المعاصر.