إبراهيم الملا (الشارقة) لا يفصل الفنان الإماراتي الشاب أحمد جمعة الحوسني بين حياته المهنية وبين عالم الفن التشكيلي الذي يحتاج بدوره إلى تنظيم ودقة ومهارة، وتوزيع رشيق للفراغات المكانية والزمانية، كتوجه عام يفرض نوعاً من التنظيم، والرغبة المتواصلة قي تطوير المهارات الإبداعية والحياتية. دخل الحوسني ــ الذي يعمل حالياً كمهندس مدني ــ عالم الفن منذ طفولته، وتنامت موهبة الرسم لديه حتى وصل إلى مرحلة النضوج الفني مبكراً، ولكنه لم يتوقف عن تطوير نفسه لإيمانه بأن الموهبة تحتاج إلى دعم واهتمام حتى تستمر، وساهم هذا الأمر في تحفيز الطاقة الإبداعية والجمالية الكامنة فيه، وتمت ترجمة هذا التفاعل الذاتي والإيجابي في مشاركاته الدائمة بالمعارض والمسابقات الفنية، وأثمرت هذه الطاقة الإيجابية كذلك عن حصوله على مراكز متقدمة فيها، وأصبح الحوسني اليوم عضواً في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية وجمعية (زي آرت) الدولية الخاصة، وحصل على المراكز الأولى في العديد من المسابقات المحلية والدولية وهو بصدد افتتاح معرضه الخاص، الذي سيبرز فيه موهبته وإمكاناته الفنية للمجتمع.  وفي سؤال عن مشاركاته الجديدة في مسابقات ومعارض الفنون التشكيلية المحلية والإقليمية، أوضح الحوسني أنه شارك مؤخراً في مسابقة الجائزة الدولية للفنان الناشئ ومسابقة الشيخة سعاد الصباح ومسابقة المدينة هي لوحتك، وكان ضمن المواهب الطلابية المشاركة في المعرض الفني لجامعات الإمارات. وعن الأساليب والمدارس الفنية التي يميل إليها، ويرى فيها مجالاً لصقل موهبته وتأكيدها، قال الحوسني:«تجذبني كثيراً حركة الجسد وتقاسيم الوجه البشري، إضافة إلى ولعي برسم الطبيعة التي أعتبرها موطن الجمال والإبداع لكل فنان». وحول اختياره الرسم بالألوان الزيتية، أوضح الحوسني أن الألوان الزيتية تعطي الرسام مساحة أكبر من الزمن لإنجاز عمله الفني، كونها لا تجف بسرعة، كما أن الألوان الزيتية ــ كما أشار ــ تتميز بتقنياتها المتنوعة، من حيث طريقة التعامل معها وتوظيفها. وعن المراحل والمحطات المهمة التي طور من خلالها تجربته الفنية، أشار إلى أن محطته الأولى في تعلم فنون الرسم كانت هي غرفة التربية الفنية، التي احتضنت موهبته منذ بداياته المبكرة، وفي المرحلة الثانوية بدأ في التعامل مع «الباليته» بشكل أكثر تركيزاً واستخدم في تلك الفترة الألوان الزيتية، التحق بعدها بمعهد الشارقة للفنون لتعلم أسس وقواعد الرسم الزيتي، إضافة إلى التعرف إلى المدارس الفنية المختلفة، ثم انضم إلى جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وفي الفترة الأخيرة قام بمتابعة الفنانين العالميين وتطبيق تقنياتهم الجديدة في أعماله. وعن دور الفن في حياته الخاصة، قال الحوسني: «ممارستي للرسم انعكست على رؤيتي الخاصة لكل ما حولي، حيث أصبحت أكثر دقة في اختياراتي وتعاملاتي مع الآخرين، وتعلمت أيضاً أن أكون أكثر توازناً في حياتي، لأن الفنان المتمرس يدرك أهمية المحافظة على توازن الألوان والفراغات في لوحته، وبالنسبة لي أصبحت أحافظ على التوازن في حياتي من خلال تنظيم أولوياتي وإدارة المهام المخطط لها، دون إغفال أي منها».