أكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن تجميد البناء في المستوطنات لن يستمر بشكله الحالي، خاصة إذا لم تجر مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. ونقلت صحيفة (معاريف) العبرية أمس عن باراك قوله، خلال استعراضه رؤيته للتسوية مع الفلسطينيين، “يجب رسم حدود داخل أرض إسرائيل وفقاً لاعتبارات أمنية وديموغرافية”.وتفصل هذه الحدود بحسب باراك بين “دولة يهودية ذات أغلبية من المواطنين اليهود ودولة فلسطينية مجردة السلاح ومستقلة وقابلة للحياة”. وأضاف باراك “بموجب هذه التسوية ستحتفظ إسرائيل بكتل استيطانية بينما سيتم التعامل مع مستوطنات معزولة إما من خلال ضمها إلى الكتل الاستيطانية أو إعادة سكانها إلى داخل حدود إسرائيل”.وعلى صعيد قضية القدس قال باراك إنه “سيتم التعامل معها في نهاية المفاوضات” مؤكداً وجوب حلها.واعتبر أنه “يجب إنشاء نظام خاص ومقبول بالنسبة للحوض المقدس”، مضيفاً “هناك أحياء عربية ليس هناك أي مبرر سياسي لمواصلة سيطرة إسرائيل عليها للأمد البعيد”. وأعرب الوزير الإسرائيلي عن اعتقاده بأنه يجب حل قضية اللاجئين في إطار الدولة الفلسطينية. وفي القاهرة، قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد أمس إن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز سيقوم بزيارة للقاهرة غداً الأحد يلتقي خلالها مع نظيره المصري حسني مبارك لبحث تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط. وأوضح عواد أن زيارة بيريز إلى مصر تأتي استكمالاً لما أجراه الرئيس مبارك مؤخراً من مشاورات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتي طالب فيها إسرائيل بالقيام بتحرك استراتيجي يعيد الثقة في نياتها للسلام وتبني رؤية تمنح الفلسطينيين الثقة في وجود نيات ورغبة إسرائيلية حقيقية للتوصل إلى هذا للسلام. وأشار إلى أن القاهرة ستؤكد من جديد خلال زيارة بيريز على موقفها بأن تتركز المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على ثلاث نقاط تتمثل في أن تقوم الدولة الفلسطينية وفق حدود عام 1967 وأن يتوقف الاستيطان تماماً خلال المفاوضات بالإضافة إلى وضع إطار زمني محكم للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. في هذه الأثناء، نقلت الإذاعة العبرية عن بيريز قوله إن الجامعة العربية ما كانت لتتخذ قراراً بالتصديق على إجراء المفاوضات المباشرة خلافاً لموقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ودعا بيريز إلى إجراء مفاوضات مباشرة على مستوى كبار صانعي القرار، مؤكداً أن مسألة الاستيطان يجب أن تسوى بالمفاوضات وليس قبلها. ورحب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بقرار الجامعة العربية منح الضوء الأخضر لبدء المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وقال نتنياهو إنه على استعداد للبدء بالمفاوضات المباشرة خلال الأيام القليلة القادمة، مضيفاً أنه يمكن التوصل إلى اتفاق سلام عن طريق هذه المفاوضات. من جانبه وصف وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط اجتماع لجنة متابعة المبادرة العربية الذي عقد أمس الأول بأنه اتخذ موقفاً “إيجابياً” من جهود تحقيق السلام من دون التفريط في ثوابت الموقف العربي الفلسطيني. وأعرب أبوالغيط في تصريحات للصحفيين أمس عن أمله في أن يرتقي الموقف الإسرائيلي إلى المستوى ذاته من المسؤولية والحرص على إنجاح الجهد الأميركي وأن يتعاون ويبدي المرونة اللازمة. وقال وزير الخارجية المصري إن “الرسالة التي قامت اللجنة بتوجيهها إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما تعكس بدقة هذا التوازن بين تأييدنا لجهود تحقيق السلام التي تقودها الولايات المتحدة من جهة وبين الحفاظ على أساسيات الموقف المطلوب فلسطينياً وعربياً، والتي تتمثل في ضرورة توافر مرجعية سياسية واضحة للعملية التفاوضية، ووقف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي طوال العملية التفاوضية”. وأشار إلى أن هناك أفكاراً عربية مصاحبة للرسالة تتحدث أيضاً عن الرؤية الخاصة بكيفية المضي قدماً على مراحل عدة وعلى مستويات مختلفة. وبشأن ما يتردد حول موافقة اللجنة على الانتقال إلى التفاوض المباشر وإسقاط المطالب الفلسطينية أكد أبو الغيط أن اللجنة لم تأخذ موقفاً يؤدي إلى الانتقال الفوري أو التلقائي إلى المفاوضات المباشرة بل إنها تمسكت بالمطالب اللازمة لتوفير الأجواء المناسبة لبدء التفاوض المباشر. وأكد أن “الوضع الآن يحتاج إلى المزيد من الاتصالات للتوصل إلى المطلوب”، داعياً المجتمع الدولي ممثلاً في اللجنة الرباعية الدولية إلى أن “يضطلع بدوره في هذا الشأن”.