اعلنت الامم المتحدة أن دولة جنوب السودان ابلغتها انها سحبت كل قواتها من منطقة ابيي المتنازع عليها مع السودان، قبل انتهاء مهلة في هذا الشأن، مؤكدة انها “تتحقق” من هذه المعلومات. وقال مارتن نيسيركي احد الناطقين باسم المنظمة الدولية ان قوات الامم المتحدة على الارض ابلغت بأن جوبا “امرت رسميا بسحب قوات شرطة جنوب السودان من ابيي”. واضاف المتحدث “على اثر الاعلان، اعيد نحو 700 شرطي من جنوب السودان الى بلادهم بدعم لوجستي من قبل بعثة الامم المتحدة”. وأوضح ان “بعثة الامم المتحدة تقوم بالتحقق من ان جميع عناصر شرطة جنوب السودان انسحبوا من منطقة ابيي”. وقال مسؤولون في الامم المتحدة ان عملية التأكد من ان كل قوات جنوب السودان انسحبت يمكن ان تستغرق اياما عدة. وابيي واحدة من مناطق حدودية عدة متنازع عليها بين السودانين وشهدت معارك منذ تقسيم البلاد في يوليو الفائت. وقد امهل مجلس الامن الدولي الجانبين حتى السادس عشر من مايو لسحب قواتهما من ابيي، وبدء مفاوضات سلام حول كل القضايا الخلافية، والا ستفرض عقوبات عليهما. واشاد الاتحاد الافريقي بقيام جنوب السودان بسحب قوات الشرطة التابعة له من ابيي ودعا الخرطوم الى القيام بالمثل. وقال الاتحاد الافريقي في بيان ان “رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينج يرحب بسحب 700 عنصر من قوات شرطة جنوب السودان من ابيي في العاشر من مايو”. واضاف ان “هذا الانسحاب اكدته قيادة قوة الامم المتحدة المؤقتة لأبيي، في رسالة موجهة الى الاتحاد الافريقي”. وسيطرت قوات السودان على ابيي في 21 مايو الماضي، مما ارغم قرابة 110 آلاف شخص بحسب الامم المتحدة على الفرار نحو الجنوب. وتسيطر الخرطوم اليوم على المنطقة وذلك على الرغم من انتشار قرابة اربعة آلاف عنصر من القوات الدولية. واكد بينغ ايضا انه “يشيد” بجوبا “لاحترامها التزامها بالانسحاب من ابيي”، داعيا حكومة السودان الى “القيام بالمثل وسحب قواتها من ابيي عملا بموافقتها على خارطة الطريق” التي تبناها مجلس السلام والامن في الاتحاد الافريقي في 24 ابريل”. من جانبه، اكد ممثل الخرطوم في منطقة ابيي الخير الفهيم في تصريح خاص لـ”الاتحاد” انه لم يتلق بعد أي اوامر من الخرطوم، بسحب القوات السودانية من المنطقة في خطوة مماثلة لما اتخذته جنوب السودان. وقال لم تصلنا أوامر بانتشار القوات السودانية خارج ابيي، مشيرا الى ان نحو 300 من قوات الجيش والشرطة السودانية لايزالون متواجدين في المنطقة، فيما اكمل امس الاول 700 شرطي يتبعون لجنوب السودان انسحابهم من المنطقة النفطية المتنازع عليها بين الجانبين. واكد الفهيم استقرار الاوضاع الامنية في ابيي وقال ان السكان يمارسون حياتهم بشكل طبيعي في المنطقة المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، وفيما يتعلق بالرعاة من القبائل العربية المرتبطين بالمراعي في جنوب السودان، قال انهم يمارسون نشاطهم الرعوي بحرية ولا يواجهون أي صعوبات عند الدخول إلى المراعي في جنوب السودان، باستثناء بعض حالات السرقة التي يتعرضون لها، اثناء رحلتهم من ابيي إلى المراعي الجنوبية، الامر الذي اعتبر أنه لا يشكل خطرا كبيرا على الرعاة وثرواتهم الحيوانية. الى ذلك، بدأت امس مجموعة اولى من الجنوبيين السودانيين العالقين في مخيمات مؤقتة في السودان، رحلة العودة الى بلادهم بعد اسابيع من التوتر بين البلدين، على ما اعلنت المنظمة الدولية للهجرة. وتوجه نحو 400 شخص في حافلات الى ميناء كوستي في ولاية النيل الابيض السودانية باتجاه الخرطوم، حيث سيتجهون جوا فجر اليوم الاحد الى جوبا، بحسب ما افادت جيل هيلكي رئيسة المنظمة في السودان. وأضافت “انهم يسيرون في قافلة” تحت حراسة عناصر امن محليين. وقدرت المنظمة عدد الجنوبيين السودانيين العالقين في كوستي منذ تقسيم السودان، بين 12 و15 الف شخص. والطائرة التي يفترض ان تتوجه الى جوبا من المقرر أن تعود الى الخرطوم لنقل مجموعة أخرى من اللاجئين. وسيتكرر الامر يوميا. وقالت هيلكي ان عملية الاخلاء جوا قد تستغرق اسبوعين مضيفة انها تجهل عدد اللاجئين الذين سيتم اجلاؤهم. وتجري العملية وسط مراقبة مشددة من السلطات السودانية التي تخشى ان يستقل جنوبيون سودانيون يقيمون في الخرطوم هذه الطائرات.