افتتحت نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية في سوريا للشؤون الثقافية أمس أعمال مؤتمر وزراء الثقافة العرب الذي يستمر يومين في دمشق بمشاركة عبد الرحمن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع· ويناقش المؤتمر تمكين اللغة العربية بين أجيال الأمة ودور المثقفين في هذا المجال والمساهمة العربية في دعم فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية في عام 2009 ومواضيع أخرى على جدول الأعمال· وقالت العطار خلال كلمتها الافتتاحية إن هذا الاجتماع يأتي في ظل إيمان من الأمة بقدراتها وإمكانياتها وثقافتها، وفي ظل معارك لا يمكن أن تحسم إلا لصالحنا في ظل أمة متوحدة بثقافتها· وأشارت إلى أن المؤتمر الثقافى العربي الأول الذي عقد في عمّان في العام 1976 يشكل حدثاً فريداً في تاريخنا العربي في محاولة لتحديد هوية الثقافة العربية وتعيين الأهداف التي علينا أن نعمل لتحقيقها حتى تسهم في العملية المعرفية التي تنشر الوعي وتصون الوجدان وتسهم في الارتقاء بالعلوم والفنون وتقف ضد العنصرية البغيضة · وأضافت أن المهمة الأساسية لهذا المؤتمر هي بحث السياسة الثقافية العربية وآفاق التعاون العربي والدولي، موضحة أن دراسة الأوضاع العربية الثقافية يعني أن يدرس المؤتمر مجمل النشاط الثقافي العربي لوضع الثقافة العربية سياسة وهدفاً· وقال وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع عبد الرحمن محمد العويس في تصريح لوكالة أنباء الإمارات إن من أهم إنجازات المؤتمر هو عدم تغيب أحد، وهذا دليل على أهمية دمشق كعاصمة للثقافة العربية، وأهمية دمشق التاريخية وكذلك لأهمية المحاور التي طرحت ولعل أهمها تحديث استراتيجية الثقافة وطرحها بأسلوب نستطيع من خلاله الوصول إلى حوار راقٍ مع الحضارات، نستطيع أن نوصل به ثقافتنا المتجددة والمتجذرة إلى الآخر· واعتبر العويس أن الموضوع الأكثر أهمية هو قضية اللغة العربية، مذكراً بمبادرات سابقة تقدمت بها دولة الإمارات باعتماد اللغة العربية، والتأكيد على تواجدها الدائم في المخاطبات الرسمية، إضافة إلى كثير من المبادرات الخاصة بتأصيل هويتنا ولغتنا العربية· وعن دور هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية، قال وزير الثقافة إن الهيئة تتواجد في الأسبوع الثقافي الإماراتي بمطبوعاتها وبكثير من الفعاليات ولها مع الكثير من الهيئات في دولة الإمارات دور فاعل ومؤثر في جـميع الدول العربية· من جهته، قال وزير الثقافة الكويتي صباح الخالد في رده على سؤال حول دعم الدول العربية لترشيح وزير الثقافة المصري فاروق حسني لمنصب الأمين العام لليونسكو إن أي منصب دولي في أي مجال نحن نحرص ان يكون الممثل عربياً، لأنه لدينا كثير من الكفاءات العربية، لإثراء هذه المناصب واليونسكو من المنظمات المهمة التي نحرص أن يكون هناك ممثل للدول العربية في قيادة هذه المنظمة· وحول فرص إنشاء صندوق عربي للتنمية الثقافية، قال الخالد إن ذلك ليس معروضاً علينا، ولكن كل عمل ثقافي يحتاج إلى عدة أمور من بينها التمويل وبالتالي لإنجاح أي عمل ثقافي لابد ان يكون هناك متطلبات تشريعية وبشرية وتمويلية· وعما إذا كان انعقاد الاجتماع كل عامين كافياً لخدمة الثقافة العربية، قال هناك اجتماعات تنفيذية يقودها خبراء ومثقفون ومختصون، وموضوع اللغة العربية أحد محاور الخطة الثقافية التي اعتمدت منذ 25 عاماً، لأنها تمثل إرثنا وتاريخنا ووحدتنا· وأشار الخالد إلى أن الحفاظ على اللغة العربية بعد الثورة المعلوماتية أصبح تحدياً كبيراً، يحتاج إلى جهود مضاعفة، حاثاً الدول العربية على تحديث الخطط الثقافية ووضع برامج للنهوض باللغة العربية للحفاظ على هويتنا الثقافية· من جانبه قال وزير الثقافة القطري حمد بن عبد العزيز الكواري إن هذا المؤتمر على جانب كبير من الأهمية لأنه يناقش موضوعات على العرب ان يعطوها الاهتمام المناسب، والذي يليق بأهميتها لأنها موضوعات ثقافية ذات علاقة بالهوية وذات علاقة بتقديم العرب إلى العالم الآخر وتقديم العالم الآخر إلى العرب· وقال إن لغتنا العربية لغة خالدة ولغة القرآن وهي عنوان هويتنا وكرامتنا، وتواجه في الوقت الراهن تحديات على مستوى كل بلد على حدة وعلى المستوى العربي، ولذلك أعتقد ان هذه اللغة لها حق علينا بأن ننتبه لما تواجهه من صعوبات وتحديات وأن نتدارس كيفية تعزيز مكانة هذه اللغة وكيفية تعاملها مع عالم المعرفة· من جهته، أعرب المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور المنجي بوسنينة عن شكره وتقديره لدولة الكويت على تبنيها مشروع تحديث الخطة الشاملـــــة للثقافـــــــة العربية، امتداداً للجهد الذي بذلته في مطلع ثمانينيات القرن الماضي لوضع الخطة نفسها· ودعا بوسنينة وزراء التربية والتعليم العالي والإعلام ومختلف الجهات المعنية باللغة العربية إلى دعم وإنجاح مشروع النهوض باللغة العربية بالفكر والرأي والعمل الميداني، لإنقاذ لغتنا مما يتهددها اليوم من أخطار تتضافر فيها العوامل الخارجية مع العوامل الداخلية· من جانبه، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى إيجاد صيغة للتعاون بين مختلف المؤسسات الثقافية العربية، مؤكداً أن الاحداث والمتغيرات الاقليمية والدولية تستوجب اعادة تقييم الاوضاع واعمال الاصلاح والتحديث في الوطن العربي· وطالب موسى أيضاً بتحديث الخطة الشاملة للثقافة العربية باعتبارها استراتيجية لهذه الثقافة في عصر جديد ومختلف يتعامل مع متغيرات جذرية ويواجه تحديات غير مسبوقة طرحتها ثورة الاتصالات والمعلومات· من جهته، أعرب وزير الثقافة السوري رياض نعسان آغا عن اعتزازه باجتماع قادة الفكر والثقافة العرب في بلاده، مؤكداً أننا أمة تنشد السلام، وأن الذي يصنع المستقبل هم المفكرون والمثقفون والمبدعون· وقال إن اجتماع وزراء الثقافة يأتي والأمة العربية بأشد الحاجة إلى تلك الجهود، خصوصاً مع تمزق الأمة العربية في الوقت الحالي، مؤكداً أن الأمة العربية تمد إلى العالم يد السلم ولكنها في ذات الوقت تشدد على ثقافة المقاومة·