دبي (الاتحاد) - اعتبر المشاركون في جلسة “إعلام المراحل الانتقالية.. متطلبات التطوير” أن الإعلام في المنطقة يعاني حالياً من فوضى لعدم وجود ضوابط تحدد بوصلته، وأن الإعلام التقليدي فقد هيبته وقيمته وأصبح الإعلام الجديد هو صاحب مبادرة السبق الآن لما يتيحه من خلال ما يسمى بـ “إعلام الجمهور” أو “الإعلام البديل”. وناقشت الجلسة الوضع الإعلامي الراهن في ظل المتغيرات الحديثة والتي طرأت جراء ظاهرة “الربيع العربي” التي طالت العديد من الدول وشهدت على اثرها حالة إعلامية وصفت بأنها حالة فوضوية. وقالت حاملينها البرعصي، الكاتبة والإعلامية الليبية أن الإعلام له الفضل في انجاح الثورة في بلادها، وخصوصا العربي منه الذي أسهم كثيرا في نقل الحالة الليبية حيث معظم الأحداث في ليبيا كانت واقعية وليست من صناعة الإعلام، واستطاع هذا الإعلام أن يجابه المقاومة الشرسة من النظام وقتها حتى تحقق للثورة الليبية أهدافها. وعن الوضع الإعلامي حاليا قالت حاملينها إن الفوضى هي عنوان المرحلة حاليا، فمعظم العاملين في القنوات والمؤسسات الإعلامية في الساحة الآن هم من المبتدئين الذين يفتقدون المهنية والكفاءة وبعضهم يعملون كمراسلين ومذيعين، لأن بعض هؤلاء عمل اثناء الثورة بمجهوداته الشخصية ثم تحول الي العمل في القنوات مراسلا أو مذيعا. وقال خالد الفرم، أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام بالمملكة العربية السعودية، إن سقوط الأنظمة السياسية العربية أفضى إلى سقوط الأنظمة الإعلامية بشكلها الكلاسيكي، وان هناك وسائل ومنتجات جديدة برزت على الساحة تعبر عن هموم المواطنين والثورة الحديثة في شبكات التواصل الاجتماعي أتاحت فرصة كبيرة لكل هؤلاء أن يمارسوا العمل الإعلامي والتواصل المباشر. وأطلق خالد الفرم على الإعلام الجديد مسمى “إعلام المواطن” الذي سبق أو تقدم على إعلام الحكومات فأصبح يحرر ويكتب ويصور ما يريد ويبثه على الملأ عبر الفضاء الفسيح الذي أتاح للناس التواصل عبر العديد من الوسائل منها التواصل الاجتماعي واليوتيوب وغيرهما. وأشار الفرم إلى انه من محركات الأزمة هو سيطرة رجال المال والدين والسياسة على الإعلام وأغلب القنوات الفضائية غير الرسمية، مؤكدا على ان غياب التقويم المهني ساعد في فوضى الإعلام. وطالب باستحداث مجالس أمناء للمؤسسات الإعلامية وتنمية الإعلام الشعبي، مشيرا إلى أن إصلاح الإعلام جزء من التحول الديمقراطي، خصوصا في الزيادة المضطردة لجمهور الإعلام الجديد وانخفاض واضح زاد عن 50% من قراء الصحف الورقية. بدوره، وصف راكان المجالي وزير الدولة لشؤون الاتصال والإعلام الأسبق بالأردن الإعلام في الوقت الراهن بأنه بين أمرين هما القائم والحصيد، وتناول العديد من البنود المهمة، واشار الى ان الإعلام العربي يعاني الانفجار في التعاطي مع التقنيات الحديثة. واعرب عن تفاؤله بإمكانية إطلاق مبادرة من دبي لإصلاح الشأن الإعلامي العربي بعيدا عن المراوغة بين السياسة والإعلام والتي نعيشها الآن بشكل واضح. ولفت كمال العبيدي رئيس الهيئة الوطنية لاصلاح الإعلام والاتصال بتونس ان الانفلات الإعلامي العربي ليس بدعة عربية، وانما حصل في السابق في اوروبا الشرقية خلال التحولات التي شهدتها، وكذلك في أميركا اللاتينية، وقد عارضه في ذلك الإعلامي سمير عطاالله الذي قال إن الانفلات المعاش حاليا هو احتكار وصناعة عربية بامتياز.