أحمد مرسي (الشارقة) أكد إبراهيم الجروان، نائب المدير العام في مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، أن نجم «سهيل»، المبشر باعتدال الأجواء عند العرب، يتزامن في طلوعه خلال الوقت الحالي مع طلوع الشمس، وأنه سيتقدم في الطلوع خلال الأيام القليلة المقبلة إلى أن يصل لارتفاع خمس درجات فوق الأفق الجنوبي عند طلوع الشمس، ويكون مرئياً يوم 24 الشهر الجاري، وقت الشفق الصباحي قبل شروق الشمس بمدة لا تقل عن 20 دقيقة. وقال: «بما أن الجزيرة العربية تقع على حدود 12 درجة شمالاً عند جنوب اليمن، وتقع الإمارات على دائرة عرض 25 درجة شمالاً في المتوسط، وبناء على الحسابات الفلكية، فإن طلوع النجم «سهيل» يكون مقترناً بوقت طلوع الشمس في الإمارات بتاريخ 12 أغسطس، أي يكون مماساً للأفق ذلك الوقت، لكن من الصعب رؤيته في أفق الإمارات خلال هذه الأيام كما هو متعارف عليه عند البعض، بينما يمكن مشاهدته في الربع الخالي في الجزيرة العربية». ونوه بأن فرصة رؤية النجم في جنوب اليمن تكون متوافرة مع بداية أغسطس، وفي ظفار وعسير في العاشر من أغسطس، وفي وسط الجزيرة العربية بحدود 24 أغسطس، أما منطقة شمال الجزيرة العربية، فيمكن مشاهدته ابتداء من يوم 9 سبتمبر المقبل. ولفت الجروان إلى أن ظهور نجم «سهيل»، يعني اعتدال الجو تدريجياً، خاصة خلال ساعات الليل، وانكسار حدة الحرارة بصورة ملحوظة، وبعد ظهوره بـ 52 يوماً، يدخل حساب الوسم مع منتصف أكتوبر، واحتمالية سقوط الأمطار النافعة التي تنبت من خلالها أنواع كثيرة من النباتات البرية النافعة للمرعى. وذكر الباحث في علوم الفضاء والفلك، أن نجم سهيل معروف عند العرب، ومنذ القدم، وهو نجم لامع من القدر الأول، وله مسميات عدة عند العرب، ويسمونه بأسماء عدة، منها: «البشير اليماني»، «نجم اليمن»، «سهيل اليماني»، ويستبشرون بظهوره لتحول الظروف الجوية للاعتدال، ويبدأ منخفض الهند الموسمي بالتراجع جنوباً، وتهب رياح قوية يطلق عليها «هبايب سهيل» تعمل على تلطيف الأجواء. وأضاف: «إن أبناء الجزيرة العربية اهتموا منذ القدم بمطالع النجوم والنظر فيها ومعرفة منازلها، وذلك لارتباطها بحياتهم اليومية، فهم يعرفون من خلالها دخول فصول السنة ووقت نزول الأمطار، ووقت البرد والحر، ومن خلال حساب النجوم، يعرف أهل القرى والفلاحون متى يحرثون أراضيهم، ومتى يبذرونها استعداداً لنزول المطر، وأهل البر يعرفون مواسم الرعي والسفر، وأهل البحر يعرفون مواسم الصيد البحري والسفر». وأفاد أن مع طلوع «سهيل» يبدأ تقويم خاص لأهل الخليج، وينقسم إلى أربعة منازل، تبدأ «بالطرفة» ومدتها 13 يوماً، من 24 أغسطس، حيث لا يزال الجو دافئاً ورطباً في الليل مع بقاء الحرارة المرتفعة في ساعات النهار، ثم «الجبهة» وتمتد 13 يوماً، وهي أول نجوم فصل الخريف تبدأ من 6 سبتمبر، وتزداد الرطوبة ويتشكل الضباب صباحاً، وينشط قدوم الكتل الهوائية عالية الرطوبة، تليها «الزبرة» وتستمر 13 يوما، تبدأ من 20 سبتمبر، ويتساوى فيها الليل بالنهار، ثم يأخذ الليل بالزيادة، وأخيراً «الصرفة» في الثالث من أكتوبر المقبل، وينصرف فيها الحر. وبيّن أن النجم، كمعظم نجوم السماء، يختفي عن الأنظار فترة من السنة ثم يعود إلى الظهور فترة أخرى تبدأ في صبيحة الرابع والعشرين من أغسطس من كل عام، ثم يأخذ ظهوره بالتقدم يوماً بعد يوم إلى أن يرتقي وسط السماء منتصف الليل في نهاية ديسمبر، ثم يظهر بعد غروب الشمس في الأفق الجنوبي الغربي مع نهاية مارس، وبعدها يستتر حتى يطلع من جديد قبيل شروق الشمس في 24 أغسطس في دولة الإمارات والدول التي في عرضها.