القاهرة - الاتحاد:
اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس 'أبومازن' ان حركة 'حماس' لن تشكل الحكومة الفلسطينية الا اذا اعترفت بإسرائيل وبمفاوضات السلام واوقفت العنف· وذلك وفقا للوزير عمر سليمان رئيس المخابرات العامة المصرية عقب مباحثات الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الفلسطيني أمس بالقاهرة· وقال عمر سليمان إن تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة ربما يستغرق ستة أشهر· وأكد سليمان أن يتعين على 'حماس' ان تلتزم بثلاثة شروط هي اولاً: وقف العنف وان يكون هذا نهجا لها، ثانياً: الالتزام بكافة الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، ثالثاً:ان تعترف بوجود إسرائيل· وقال إنه في حالة عدم التزام 'حماس' بهذه الأمور فإنه لن يتعامل معهم أحد· واضاف انه من الصعب اقناع 'حماس' بالتغيير 180 درجة وانهم متشددون ومن الصعب اقناعم ولكنه يأمل ان يحدث ذلك· فيما اعتبر تصعيدا من جانب الرئيس الفلسطيني ومصر تجاه 'حماس'·
ومن جانبها، اكدت 'حماس' على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري أن هذه التصريحات بحاجة إلى مراجعة وتدقيق وان الحركة تجري اتصالات للايضاح حول هذه التصريحات· فيما اعلن مسؤول فلسطيني أن عباس لم يطلب من 'حماس' الاعتراف بإسرائيل لتشكيل الحكومة·
جاء ذلك في الوقت الذي تشهد فيه القاهرة تحركا دبلوماسيا مكثفاً بشأن تطورات الأوضاع بعد فوز حماس، حيث التقى مبارك بعد اجتماعه بعباس مع وزيرة الخارجية الإسرائيلي تسيفي ليفني ، كما يزور وفد من 'حماس' القاهرة اليوم للاجتماع مع خالد مشعل ، فيما غادر عباس القاهرة متوجها للاردن·
وكشف المتحدث الرئاسي المصري السفير سليمان عواد عن أن الرئيس مبارك أقنع الرئيس أبومازن بعدم الاستقالة التي كان يعتزم إعلانها عقب فوز 'حماس' في الانتخابات التشريعية· وقال إن مبارك شجع أبومازن على المضي في ممارسة مهامه رئيسا شرعيا منتخبا للسلطة الفلسطينية الى ان تنتهي ولايته في عام 2009 ووعده بدعم مصر الكامل له في عملية السلام وان أبومازن يعلم صدق نصيحة الرئيس مبارك له وللأسف لم يحظ أبومازن بما كان ينبغي أن يحظى به من دعم المجتمع الدولي بما في ذلك اسرائيل·
وقال المتحدث الرئاسي ان الوضع الراهن غير قابل للاستمرار فأيا كان الفائز في الانتخابات الفلسطينية وايا كان الفائز في الانتخابات الاسرائيلية المقبلة عليه ان يتعامل مع التوافق الدولي العام تجاه عملية السلام وقضية شعب فلسطين· وعلى من فاز في فلسطين ومن سيفوز في اسرائيل ان يعمل مع الجهود الاقليمية والدولية من اجل تحقيق رؤية الرئيس الاميركي بإقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان جنبا الى جنب في امن وسلام·
وقال المتحدث الرئاسي المصري إن رئيس المكتب السياسي لحركة 'حماس' خالد مشعل سيزور مصر قريبا للتشاور خاصة وأن مصر لديها اتصالات مع كافة الفصائل الفلسطينية وأن 'حماس' وكافة الفصائل تعي التدليل على ان هناك شريكا فلسطينيا يتحدث بصوت واحد قادر على تنفيذ خريطة الطريق وتحقيق السلام·
واكد المتحدث عدم شعور مصر بالقلق من فوز حركة 'حماس' وأن الحديث الآن ليس عن مشاعر القلق ولكن عن كيفية التحرك في المرحلة المقبلة والتي تشهد مستجدات على الساحتين الفلسطينية والاسرائيلية وهي مرحلة ما بعد شارون ومرحلة كيف نحرك جهود السلام وكيف يظل الباب مفتوحا امام عملية السلام، واعرب عن امل مصر ان تتماشى حركة 'حماس' مع العملية السياسية· وقال ان حماس تضم عناصر مثقفة تثقيفا سياسيا رفيعا تستطيع ان تقدر الموقف وتخلص النصيحة لقيادتها وتحقق ما نأمله من ان يعمل الجميع بما في ذلك حماس وفق حس وطني فلسطيني خالص يصب في خانة قضية السلام وقضية الشعب الفلسطيني العادلة·
وحول ما اذا كان قد تم بحث فكرة تولي وزير المالية الفلسطيني السابق سلام فياض رئاسة الحكومة الفلسطينية وان تتولى عناصر من حماس وزارات اخرى قال المتحدث ان كافة السيناريوهات تم التعرض لها باستفاضة في لقاء مبارك وأبومازن·