حديث يتردد على الألسن وتتناقله السرائر ويطرق آذاننا بين عشية وضحاها ويغازل مشاعرنا ويتردد بين أفئدتنا وبين جنبات مجالسنا وهو شعار يرفعه الاقوياء في وجوه الضعفاء دون رحمة أو شفقة ألا وهو أن الغلبة للأقوى وأن من ملك قوت يومه وأمن طعام غده وهبت له الحياة وضمن العزة وابعده الله عن التسول وطلب الحاجة من الآخرين وأن الدول والشعوب والافراد تقاس قوتهم بما في كنائنهم من ذخائر وما في أكياسهم من أموال تنفعهم وقت الحاجة وتحميهم من غوائل الدنيا وكوارثها وشدائدها فمحطات الدنيا لا نهاية لها منها المضيء ومنها المظلم منها ما يبهج القلوب ويسر النفوس ومنها ما يؤجج المشاعر ويورقها ألما وشجنا ولا يجدي في هذه المواقف الا ما تخبئه في كيسك وما دون المال في هذا الموقف لا قيمة له لا كيلا ولا وزنا وقيمة الانسان في هذه اللحظات لا يكتسبها من أخلاقه السامية وقيمه النبيلة ولكن من ضخامة كيسه وكبر مخبئه أو هميانه···· فعلى كل منا الاعتدال في كافة مناحي الحياة لننهل شهد الدنيا وننال نعيم الآخرة وعلينا كذلك أن نقدر هذه الجوهرة التي وهبنا الله اياها وميزنا بها ونجعلها محط أنظارنا دائماً فنفكر في مرسانا اليوم وما نتمنى تحقيقه غداً ومايجب علينا عمله من أجل تحقيق العزة لاسرنا والشرف لاوطاننا والمجد لأمتنا·
محمود عبدالباقي