أشرف جمعة (أبوظبي) يعتمد منصور الرميثي الفائز بالمركز الأول في مسابقة «شاعر المستقبل» التي نظمها مجلس أبوظبي للتعليم في إطار الارتقاء بالموروث الشعبي، على ثقافة أصيلة مكنته من إنضاج موهبته الشعرية، فهو من عائلة لها جذور ممتدة في الشعر الشعبي، فضلاً عن أن أخاه راشد الرميثي هو حامل بيرق شاعر المليون منذ عامين، وهو ما أعطاه دفعة قوية لكتابة الشعر بمهارة عالية. الصورة والمعنى حول حصوله على المركز الأول في مسابقة «شاعر المستقبل»، يقول الشاعر منصور الرميثي الذي يبلغ من العمر17 عاماً ويدرس في المدرسة الأميركية في أبوظبي: «المناخ الثقافي العائلي شكّل وجداني الشعري في مرحلة مبكرة من العمر، وأعلم جيداً أن أجدادي كانوا يكتبون الشعر، وكذلك والدي الذي يحرص على الموازنة بين تعليمنا في مدارس وجامعات أجنبية، وغرس اللغة العربية في وجداننا، وهو يطلق لنا العنان في التعرف إلى موروثنا الشعبي العريق». ويلفت منصور إلى أن فوز أخيه راشد بلقب شاعر المليون غيّر مسار حياته وجعله ينطلق من مرحلة الخاطرة الشعرية إلى محاولة كتابة قصيدة لها مقومات وجود، من خلال تحقيق عناصرها الإبداعية في الصور والمعاني وطريقة السرد. مرحلة البدايات وأكد أن الكتابة للوطن هي التي تشكل الذائقة الإنسانية وتمنح الشاعر القدرة على التحليق في سماء الشعر، وعندما شعر بأن جينات الشعر تسرّبت إليه بحكم انتمائه إلى عائلة شعرية، توجه إلى راشد حتى يمنحه المزيد من أسرار الشعر، وهو ما ساعده في تكوين عالمه الشعري الذي يعد حالياً في مرحلة البدايات، ويؤكد منصور أنه مدين للقراءة التي يحرص عليها بشكل يومي، ومدين أيضاً لشعراء النبط القدامى في الدولة في مده بسيل جارف من المفردات التراثية الأصيلة التي تعطي الشعر الشعبي نكهته المتميزة، إذ أنه يقتطف من مكتبة البيت الضخمة العديد من الكتب الشعرية التي تعد سفراً إلى الماضي بكل تفاصيله، لأن الشعر النبطي هو الذاكرة الحية للوطن والمعني بتاريخ الحياة في الدولة. ويتمنى شاعر المستقبل منصور الرميثي أن يحقق إنجازات شعرية في المستقبل، خصوصاً أنه يمارس هواية الفروسية ويرى أن الشعر والفروسية مرتبطان، خصوصاً أن الفروسية مرتبطة بالشجاعة والإقدام والجرأة، وهو ما يدعم الشاعر ويعزز وجوده في الحياة، ويأمل أن تكون هذه الجائزة الأولى التي حصل عليها بعد تنافس مع 45 طالباً وطالبة من مختلف المدارس الخاصة في أبوظبي انطلاقة لكي يحقق طموحاته الشعرية ويتميز في عالم الكتابة الإبداعية ويحمل بيرق «شاعر المليون».