رام الله (الاتحاد، وكالات) - اتهمت الحكومة الفلسطينية أمس، إسرائيل باتباع مخطط ممنهج ومدروس للسيطرة كلياً على المسجد الأقصى، ومن ثم تقسيمه من خلال الاقتحامات المتزايدة للمستوطنين، وقالت إن بعثة من “يونيسكو” ستبدأ زيارة إلى القدس المحتلة الاثنين المقبل بطلب فلسطيني للاطلاع على أوضاع المقدسات. وقال وزير الشؤون الخارجية رياض المالكي خلال مؤتمر صحفي عقده في رام الله “هناك سياسة إسرائيلية أخذت تتبلور بوضوح في كيفية الاستيلاء الكامل على المسجد الأقصى والأماكن المقدسة، تتمثل في دخول المستوطنين اليومي إلى المسجد بحجة السياحة ثم الانتقال إلى العبادة، ونحن نعتقد أن الخطر عندما يصبح الاقتحام يومياً وتصبح القضية يومية، لتبدأ بعدها عملية وجود المستوطنين بشكل دائم في المسجد، ومن ثم التغيير في المكان (معالم الأقصى) ثم عملية تقاسمه، ثم اتخاذ إجراءات بمنع المسلمين والفلسطينيين من الدخول والصلاة في المسجد”، مبيناً “إن الحال تشير إلى محاولة تقسيم الأقصى على غرار ما حصل للحرم الإبراهيمي في الخليل جنوب الضفة”. وبعثت وزارة الخارجية الفلسطينية رسائل إلى وزراء خارجية العالم كافة لحثهم على التحرك من أجل حماية المقدسات والضغط على إسرائيل، كما بعثت رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي، ومسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون. وقال المالكي “إن بعثة دولية من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم الثقافة (يونيسكو) ستصل القدس يوم 20 مايو بطلب فلسطيني للاطلاع عن كثب على أوضاع المقدسات والتهويد الإسرائيلي للمدينة”، لافتاً إلى أن البعثة ستمكث 5 أيام وتعود لتقدم تقريرها لصياغة مشاريع قرارات دولية. وأكد المالكي أن خيار انضمام السلطة الفلسطينية إلى المحكمة الجنائية الدولية لا يزال مطروحاً لكنه يحتاج إلى دراسة مستفيضة لتلبية الإجراءات اللازمة لذلك. وأضاف أن القيادة أعطت تعليماتها لاستكمال جميع الجهود للانضمام إلى المحكمة، لكن ذلك بحاجة لدراسة قانونية ويجب التوقيع على ميثاق روما، وهو بحاجة لدراسة قانونية لمعرفة تبعات التوقيع. إلى ذلك، أغلقت الشرطة الإسرائيلية أمس المسجد الأقصى أمام حركة الزوار غير المسلمين في محاولة لمنع تكرار الاضطرابات التي جرت الأربعاء خلال إحياء الذكرى الخامسة والستين للنكبة. وقال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة “الوضع هادئ حتى اللحظة ونريده أن يبقى هادئاً”. واقتحم حاخام يهودي على رأس مجموعة من المستوطنين أمس ساحات المسجد الأقصى تحت حراسة أمنية إسرائيلية، ما أثار توتراً بين الفلسطينيين المرابطين داخله. وقال حراس المسجد “إن الحاخام يسرائيل أرئيل قام باقتحام المسجد من جهة باب المغاربة بصحبة 20 مستوطناً من كريات أربع المقامة على أراضي الخليل بالضفة الغربية، فيما قامت الشرطة بإغلاق باب المغاربة أمام مجموعة أخرى من المستوطنين حاولت اقتحام المسجد، تخوفاً من الاشتباك مع المرابطين”. وطالب مفتي القدس والأراضي الفلسطينية الشيخ محمد حسين أمس العالم العربي والإسلامي والشعب الفلسطيني بالعمل لحماية المسجد الأقصى والقدس والحفاظ على وجههما الحضاري. وقال في مؤتمر صحفي “إن المسجد الأقصى مستهدف من قبل المستوطنين والحكومة الإسرائيلية التي تدعمهم ضمن حملة صهيونية شاملة لإحلال عرقي للمستوطنين في القدس بدلاً من المقدسيين الفلسطينيين”. وشدد المفتي على أنه آن الأوان للتنظيمات الفلسطينية، خصوصاً حركتي فتح وحماس، أن تتوحد وأن يلتحم الشعب الفلسطيني في وحدة واحدة للدفاع عن المقدسات والحفاظ على الثرى الطاهر، فلا عذر لهم لعدم وجود وحدة. بينما حذر الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في إسرائيل من خطر قادم، إذ يحاول الاحتلال إدخال قوانين عبر الكنيست لتقسيم زماني ومكاني للأقصى مثلما فعل بالمسجد الإبراهيمي في الخليل بقوة السلاح.