عواصم (وكالات) - بحث الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في اجتماع مغلق بالقاهرة مع المبعوث الأممي والعربي لدى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس التحضير للمؤتمر الدولي (جنيف 2)، الذي اتفقت واشنطن وموسكو على عقده بمدينة جنيف السويسرية في موعد لم يتم تأكيده بعد. وقال مصدر دبلوماسي أممي في القاهرة إن “الإبراهيمي سيلتقي كلا من الرئيس المصري محمد مرسي ووزير خارجيته محمد كامل عمرو، لعقد مباحثات بشأن المؤتمر الدولي حول سوريا، وما يمكن أن يحدث بعد جنيف 2”. وقال مسؤول دبلوماسي كبير في الجامعة العربية إن “العربي استعرض مع الإبراهيمي الإجراءات التي اتخذتها الجامعة حيال الأزمة السورية منذ اندلاعها وحتى الآن من أجل الوصول إلى حل سياسي، وإنه أبلغه تأييده للمقترح الروسي الأميركي بعقد مؤتمر جنيف 2 لحل الأزمة السورية”. وأضاف المسؤول - الذي طلب عدم الكشف عن هويته - أن “العربي أوضح للإبراهيمي أنه أبلغ الائتلاف الوطني السوري تأييده للمؤتمر، وأنه نصح المعارضة بتأييد هذا المؤتمر وضرورة المشاركة فيه بكثافة”. وشدد العربي على أهمية المؤتمر من أجل وقف إطلاق النار في سوريا على غرار العديد من الأزمات الدولية، معرباً عن أمله في أن يسهم المؤتمر الدولي المرتقب في حل الأزمة السورية وبما يتفق مع الشرعية الدولية، مؤكدا حق الشعب السوري في تحقيق الديمقراطية وتقرير مصيره مثلما حدث في الدول العربية التي شهدت ثورات منذ يناير 2011، وأجبرت أنظمتها على التنحي. ولفت المسؤول لدى الجامعة العربية إلى أن “الإبراهيمي أبلغ العربي بوضوح أنه لا يستطيع تنفيذ مهمته في سوريا، من دون دعم عربي ودولي وإجماع من مجلس الأمن الدولي. وإن الأمر قد يحتاج لاحقا إلى قرارات دولية جديدة بشأن سوريا”، من دون الإفصاح عن طبيعة هذه القرارات. من جانبه، قال المصدر الدبلوماسي الأممي إن “الإبراهيمي أبلغ العربي أنه مستمر في مهمته، بدافع إنهاء الأزمة السورية، وأن كل مساعيه هذه الفترة تتجه إلى إنجاح مؤتمر جنيف 2، الذي يراه خطوة جيدة وإن جاءت متأخرة”. وأضاف الإبراهيمي للعربي بحسب المصدر أنه “يجب التعامل مع مؤتمر جنيف 2 على أنه خارطة طريق لسوريا جديدة من دون عنف وقتل، وليس على أنه قطعة ورق”. وبشأن إمكانية حضور الإبراهيمي لمؤتمر “أصدقاء سوريا” الذي دعت إليه إيران الأربعاء الماضي، قال أحد مساعدي الإبراهيمي عبر الهاتف من نيويورك، “الإبراهيمي لم يحضر أي اجتماعات لأصدقاء سوريا من قبل، ولن يحضر ذلك المؤتمر”. في غضون ذلك، أعلن الجنرال ألكسندر بوستنيكوف نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أن روسيا سوف تلتزم إلى أقصى حد ممكن بعدم التدخل في الشأن السوري. وقال بوستنيكوف “تؤيد وزارة الدفاع تماما موقف الرئيس الروسي كونه قائدا أعلى للقوات المسلحة. وقد أعلن الرئيس عن هذا الموقف مرارا، ومفاده أننا نعارض أي تدخل خارجي وأي استخدام للقوة لحل المشاكل التي تواجهها سوريا حاليا”. وأكد الجنرال أن تلك المشاكل داخلية، ويجب أن تحل من قبل الحكومة السورية والشعب السوري فقط. وأضاف قائلا: “أظن أننا سنلتزم إلى أقصى حد ممكن بموقف عدم التدخل”. وقال بوستنيكوف إن روسيا الاتحادية أوضحت للناتو الهدف من استحداث تشكيل عملياتي للسفن الحربية الروسية في البحر المتوسط. وأكد أن الأسطول العملياتي الروسي يعتبر”آلية بيد قيادة دولتنا لضمان الأمن في المنطقة”. وقال بوستنيكوف “أبلغنا شركاءنا في الناتو أن القيادة السياسية والعسكرية الروسية اتخذت قرارا بتشكيل الأسطول العملياتي بهدف أداء المهام التي توكل إليها لتنفيذ كل التزاماتنا الدولية، بما في ذلك مهام التعاون العسكري. وأشار بوستنيكوف إلى أن المهام المطروحة على عاتق الأسطول البحري الحديث تضم إجراءات إجلاء السكان المحليين من المناطق التي يحتمل نشوب نزاع فيها، ومكافحة عمليات القرصنة وكذلك التعاون مع القوات البحرية الموحدة للناتو إذا اقتضى الأمر. بدوره، حذر وزير الدفاع الأميركي تشاك هاجل من “تبعات الأزمة السورية” قائلا إن واشنطن وموسكو، على حد سواء، تريدان استقرار سوريا. وأشار إلى أن البلدين لديهما مصلحة مشتركة في تفادي حصول حرب إقليمية لها تبعات مدمرة. وأضاف هاجل انه على الرغم من بقاء الأولوية للحل الدبلوماسي بالنسبة لواشنطن، إلا أن الولايات المتحدة لم تتخل بالكامل عن القيام بعمل عسكري. وأكد هاجل “نواصل العمل مع روسيا ونبذل قصارى جهدنا لإقناع القوى في المنطقة بأخذ الحيطة من أي تصعيد في الخيارات العسكرية أو التسليح”. وأضاف “نحن نخطط لأي طارئ عسكري وما لا نريد رؤية حدوثه وما لا يريد الروس رؤيته هو انفجار سوريا إلى درجة نجد أنفسنا معها أمام حرب إقليمية في الشرق الأوسط”. من جانبه، اعتبر رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي أن تسليم روسيا صواريخ إلى النظام السوري، من شأنه أن “يشجعه” على مواصلة الحرب كما يؤدي إلى تأجيج النزاع المستمر منذ اكثر من عامين. وقال ديمبسي “في الحد الأدنى هذا قرار مؤسف سيؤدي إلى تشجيع النظام وإطالة المعاناة. هذا أمر غير مناسب ومؤسف للغاية”. وقال ديمبسي “ما يقلقني فعلا هو أن يتمكن الأسد من التفكير في انه مع هذه الأسلحة الجديدة بات يعيش في أمان اكبر، وبالتالي بات قادرا اكثر على اتخاذ قرارات سيئة”. وأشار رئيس الأركان المشتركة إلى أن الولايات المتحدة لا تعتزم عرقلة تسليم موسكو شحنات الأسلحة إلى سوريا. إلى ذلك، أعرب جيدو فيسترفيله وزير الخارجية الألماني عن تشككه حيال فرص نجاح المؤتمر الدولي المزمع عقده بشأن الأزمة السورية. وقال الوزير الألماني إن هذا المؤتمر الدولي “سيكون صعبا للغاية”. وأكد فيسترفيله أنه على الرغم من أهمية عقد المؤتمر إلا أن فرص نجاحه أبعد ما تكون عن اليقين، في الوقت نفسه أكد فيسترفيله مجددا أهمية العمل على حل الأزمة السورية سياسيا، مشيرا إلى أن الحل التفاوضي هو الخيار الأوحد لإنهاء هذه الأزمة. وأوضح أن الحل السياسي هو الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يجلب السلام والاستقرار وكذا التحول الديمقراطي إلى سوريا بشكل دائم وعلى المدى الطويل. اقتراح إيراني بعقد اجتماع للدول الصديقة لسوريا موسكو (وكالات) - أعلن السفير الإيراني في موسكو رضا سجادي أن طهران تقترح عقد اجتماع دولي بمشاركة ممثلي نحو 30 دولة صديقة لسوريا مثل العراق ولبنان والجزائر والسعودية. وقال سجادي إن طهران تقترح عقد هذا الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية أو نوابهم، لبحث سبل تسوية الأزمة السورية وإمكانيات دفع المعارضة السورية الداخلية للجلوس إلى طاولة المفاوضات. وأكد السفير الإيراني أن طهران تدعم جهود روسيا الرامية إلى عقد مؤتمر دولي حول سوريا، مشيرا إلى أن بلاده تثمن عاليا الجهود الروسية بهذا الشأن. وأضاف أن طهران تدعم الموقف الروسي بشأن سوريا فيما يتعلق بضرورة تسوية الأزمة، بمشاركة كافة الأطراف من دون فرض أية إرادة خارجية على شعوب المنطقة.