أعرب وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري العربي عن أمله في أن تنجح مصر في محاولاتها لإزالة الخلاف الفلسطيني الذي يهدد القضية الفلسطينية برمتها·وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة عمرو موسى انه اذا لم يجد الفلسطينيون حلا لخلافاتهم عند مصر، فإن أي جهد لن يكتب له النجاح ولن يجدوه في مكان آخر·وأضاف أن مصر بذلت قصارى جهودها واذا كانت هناك وسيلة للنجاح في هذا الاطار فسيكون للجهد المصري· فمصر عبر تاريخها الطويل كانت دائما الملجأ للفلسطينيين عندما تواجههم المشاكل· وحول المخاوف من أن تنتهي ولاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ظل الخلاف الفلسطيني· قال الفيصل ان وزراء الخارجية العرب يريدون ألا يحدث فراغ في الساحة الفلسطينية لانه اذا حدث ذلك ستكون كارثة حقيقية ودور الرئيس عباس محوري لذلك أكدنا اصرار المجلس الوزاري على دعوة عباس الى تحمل مسؤولياته·وحول عدم تحميل أي طرف مسؤولية عرقلة الحوار الفلسطيني قال الفيصل انه لا يمكن فرض أي حل على الفلسطينيين لا يريدونه· مجددا التأكيد على انه اذا لم تكن النيات صافية والرغبة موجودة سيضيع كل شيء·وقال ان كل الدول العربية تريد ان تساعد الفلسطينيين لكنها لن تحل محلهم في قرارهم· من جانبه قال عمرو موسى ان وزراء الخارجية العرب فوضوا مصر تفويضا كاملا في الاستمرار في الوساطة لحل الخلاف الفلسطيني الفلسطيني والاتصال بكل الاطراف المعنية· مشيرا الى ان الاسابيع القليلة القادمة ستكون محل نشاط كبير في الوفاق الفلسطيني· وحول ما تردد عن تحفظات سورية على بعض ما تضمنته القرارات الصادرة عن الاجتماع قال موسى ان الاجتماع شهد وجهات نظر مختلفة لكن صدرت القرارات في النهاية بالاجماع وبموافقة الكل وتفاهمنا عليها جميعا خاصة في ظل التطورات العالمية الجديدة·وأضاف انه لا يستطيع احد ان يحجر على حريتنا في الاختلاف لكن في النهاية اتخذت القرارات بالاجماع ازاء الملفات الثلاثة التي نوقشت· وحول تحميل أحد الاطراف مسؤولية عرقلة المصالحة قال موسى ستكون هناك قطعا مسؤولية على كل الاطراف، وما يحدث الآن تتحمل فيه الاطراف الفلسطينية كلها المسؤولية، ولكن الموضوع مازال مستمرا، والجهد المصري لم يتوقف، وبالتالي ليست هناك نتيجة نهائية بعد، مشددا في الوقت ذاته علي ان الموضوع ليس له ''نهاية مفتوحة''· وأضاف أن هناك أفقا زمنيا اتفقنا عليه لكن لابد أن نعطى فرصة ولن نسمح بالفشل· مشددا على ضرورة اعطاء فرصة لأن الفشل معناه نهاية القضية الفلسطينية·وأكد موسى اننا جميعا لا نريد فراغا في السلطة الفلسطينية لأنها مؤامرة كبرى على الكيان والدولة الفلسطينية· وأوضح ان الخلاف بين حماس وفتح هو لب عملية المصالحة· وفي تطور آخر أكدت مصر ترفعها عن الدخول في مزايدات ومهاترات مع سوريا· وقال مصدر مصري مسؤول أمس تعقيبا على دعوة وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب لان تقف مصر على مسافة واحدة من حركتي ''فتح وحماس'' بأن منطق الأمور، والعديد من المواقف والتصرفات والحقائق المعروفة، انما يقتضي توجيه هذه الدعوة لسوريا ذاتها على وجه الخصوص· وأضاف المصدر أن مصر في سعيها لتحقيق الوفاق الوطني بين كافة الفصائل الفلسطينية، انما يدفعها الحرص على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وتترفع عن الدخول في مثل هذه المزايدات والمهاترات· ونفى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط حدوث صدامات بينه وبين المعلم في الاجتماع الوزاري · وقال لم تحدث صدامات واصفا ما حدث بأنه مجرد خلاف في وجهات النظر مؤكدا وقوف مصر على مسافة واحدة بين كافة الفصائل الفلسطينية وانها ستستمر في جهودها لاستئناف الحوار الفلسطيني· إلى ذلك تباينت ردود الأفعال الفلسطينية أمس بين مرحب ومنتقد لنتائج الاجتماع الطارئ الذي عقده وزراء الخارجية العرب بالقاهرة أمس الاول· وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الايطالي تأييده لقرارات وزراء الخارجية العرب ،لاسيما ما يتعلق منها باستئناف الحوار الوطني الفلسطيني· وقال عباس ''إن حماس عطلت الحوار الذي كان مقررا في القاهرة ولكننا لن نيأس ونحن نؤيد قرار الجامعة العربية بضرورة استئناف الحوار من أجل حل الأزمة الداخلية''· وتابع: ''العنف والصواريخ والاقتتال لن تحل أي مشكلة، الحل فقط يكمن في الحوار ويجب حل الأزمة الداخلية حتى لا تؤثر على العملية السلمية ويتخذها الآخرون ذريعة لعدم استئناف المفاوضات ولعدم إحداث أي تقدم ملموس''· بالمقابل اعتبرت حركة ''حماس'' أن قرارات وزراء الخارجية العرب ''لم تحقق النتائج المرجوة في إنهاء الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وتوفير مستلزمات الحوار لاسيما أن ظروف تعثر الحوار ما زالت قائمة''· وقال فوزي برهوم الناطق باسم الحركة إن اجتماعا بهذا الحجم ''وفي هذه الظروف الصعبة والكارثية التي تمر بها غزة، كان يجب أن يتخذ فيها قرار عربي رسمي بإنهاء كامل للحصار المفروض على غزة وفتح معبر رفح''·وانتقد برهوم دعوة الوزراء العرب إلى تمديد ولاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس· وقال إن ''الشرعيات الفلسطينية لا تمنح من أي جهة بل تأتي عبر صناديق الاقتراع ومن الشعب الفلسطيني وبالخيار الديمقراطي وطبقا للقانون والدستور وإن تمديد فترة ولاية الرئيس هي أحد الملفات المطروحة في الحوار وهي قضية قانونية الأصل أن تبحث عبر جلسات الحوار''· واختتم تصريحه بالقول ''إننا في حماس سنتعاطى بكل إيجابية مع أي جهد عربي بحيث يعمل على توفير كل مستلزمات ومقتضيات إنجاح الحوار ويدفع باتجاه إنهاء الانقسام الفلسطيني