أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)

نجح وفد من المجلس السيادي السوداني في احتواء أزمة الصراع القبلي بمدينة بورسودان بشرقي السودان الذي أدى إلى مقتل مواطن سوداني وإصابة العشرات. وضم الوفد الذي توجه إلى المدينة، مساء أمس الأول، عضوي المجلس السيادي الفريق شمس الدين كباشي وحسن شيخ إدريس، إضافة إلى مدير عام الشرطة وقيادات من الإدارة الأهلية والأمن. وقالت مصادر سودانية مطلعة لـ«الاتحاد» إن وفد مجلس السيادة تمكن من الصلح بين قبائل البني عامر والنوبة ببورسودان، وتجديد الهدنة وتهدئة الأمور. وتشكلت لجنة لحصر الخسائر والتحقيق لمعرفة أسباب المشكلة، وسبل معالجتها بصورة جذرية.
وكانت لجنة أطباء السودان المركزية قد أعلنت مقتل سوداني وإصابة 58 آخرين، 14 منهم بطلق ناري خلال نزاع قبلي في المدينة الساحلية التي تطل على البحر الأحمر. وحملت اللجنة في بيان لها الجهات الأمنية وحكومة الولاية كامل المسؤولية في حفظ أمن وأمان السودانيين.
ومن جانبه، أعرب تجمع المهنيين السودانيين عن أسفه للأحداث الدامية في بورسودان، وانتقد الغياب الكامل للأجهزة العسكرية والنظامية.
في حين، قال الكاتب السوداني محمد جميل أحمد لـ«الاتحاد»: إن جذور هذه الفتنة في بورسودان بدأت ليلة عيد الفطر تزامناً مع فض الاعتصام أمام القيادة العامة في الخرطوم. وأكد أحمد أنها تدبير سياسي من الإسلامويين «الإخوان» لضرب السلم الأهلي.
وفى الوقت ذاته، قام رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك بتفقد المتضررين من الفيضانات في منطقة ودرملي. كما اجتمع حمدوك مع أسر شهداء الثورة السودانية في مقر تجمع المهنيين بالخرطوم.
والتقى رئيس الوزراء السوداني بالقصر الجمهوري بوكلاء الوزرات، بحضور اللواء إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة، وتناول خلال الاجتماع التحديات التي تواجه السودان، وضرورة العمل على مواجهتها، وقدم الشكر لوكلاء الوزارات على الجهد الذي بذلوه خلال فترة تكليفهم بمسؤولية الوزارات.
كما عقد حمدوك اجتماعاً مع لجنة الطوارئ في مجلس الوزراء، اطلع خلاله على حجم الآثار التي خلفتها الأمطار والسيول في كل ولايات السودان. وأطلق حزب الأمة القومي نداء لغوث متضرري السيول والفيضانات.
وعلى صعيد آخر، أعرب العديد من السودانيين عن سعادتهم بالتغيير الذي بدأ يطرأ على خطبة الجمعة في السودان. وقال الناشط السوداني القوني إدريس إن خطيب المسجد الذي صلى فيه الجمعة تحدث عن مفهوم الدولة المدنية، وإن الخطيب قدم دعوات صادقة بنجاح الحكومة الجديدة.
وأضاف إدريس: «أخيراً تتحرر مساجد السودان شيئاً فشيئاً من الهوس والقصص القديمة التي لا تقدم». وقال الناشط السوداني أيمن البشير إن إمام المسجد الذي صلى فيه الجمعة بدأ خطبته ببيت الشعر «حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي»: «وهي من قصيدة للشاعر السوداني الراحل محجوب شريف، وغناها الفنان الكبير الراحل وردي، وتعني أننا سنبني الوطن الذي نحلم به يومياً».
وطالب الناشط السوداني هشام هباني بعدم ترك المساجد محتكرة لمن أسماهم أئمة النفاق الذين ظلوا عبرها طوال ثلاثين عاماً أبواقاً للنظام البائد و«الإخوان» يشرعون جرائمه ونهبه باسم الدين. وطالب ناشطون ومدونون سودانيون أن تبتعد المساجد تماماً عن السياسة، وتنحصر في الشؤون الدينية. ومن جانبه، أشاد آدم أحمد يوسف، نائب الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار، في خطبة الجمعة بمسجد الهجرة بود نوباوي بالإجماع السوداني على حمدوك، وعلى تصريحات الأخير التي أكد فيها أن الأولوية للسلام وتوطين النازحين واللاجئين وإنعاش الاقتصاد ومحاربة الفساد، وقال يوسف: «إن هذه هي المعاني التي قامت من أجلها الثورة السودانية، والتي استمر من أجلها النضال 3 عقود، أدخل فيها نظام الجبهة الإخوانية السودان في نفق مظلم، وطالب بحماية المرحلة الانتقالية من الانقلابيين».
وفى تطور مفاجئ، قدم مبارك أردول المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان استقالة مسببة إلى رئيس الحركة مالك عقار، إثر ما وصفه بخلافات تنظيمية متجذرة بينه ونائب رئيس الحركة ياسر عرمان. وسرد أردول في خطاب استقالته بالتفصيل الدواعي التي اضطرته للاستقالة، من بينها مواقف شخصية وتنظيمية، تجعل من الصعوبة أن يعمل مع عرمان كفريق واحد.