عصام أبو القاسم (الشارقة) شهدت الفترة الصباحية من اليوم الثالث في المرحلة النهائية للدورة الخامسة من مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي تقديم ثلاثة عروض لمدارس البنات، استهلت بمسرحية «صديقتي تخجل» لمدرسة الطلاع النموذجية للتعليم الاساسي وهي من تأليف أمل حويجة وإخراج رانيا عبدالعزيز وتمحور موضوعه على عقدة خجل تعاني منها إحدى التلاميذات وتكتشف مدرسته هذا الأمر عند دعوتها للمشاركة في عرض مسرحي، وتبدأ معها رحلة التحرر من الخجل بمعاونة بقية زميلاتها في المدرسة. في العرض الثاني قدمت مدرسة البردي للتعليم الأساسي بنات مسرحية «قرود كردانة» من تأليف محمود كحيلة وإخراج عبير أحمد عبدالعاطي، وهي ضمت نسبة عالية من الممثلاث وناقشت موضوع القيادة في مجتمع القرود، ففيما القرود متصارعة يدخل عليها قرد عائد إلى الغابة من المدينة؛ فلقد حرره الآدمي الذي كان اصطاده في وقت سابق بعد صدور قانون يحرم اصطياد القرود، ويدل القرد العائد بقية القرود على نظام للقيادة يعتمده البشر وتستحسن القرود تجربة القيادة البشرية وتعمل على تطبيقها على مجتمعها لكنها سرعان ما تكتشفها انها قاسية وانانية وظالمة. وفي المسرحية الثالثة التي قدمت تحت عنوان «طالبة للبيع» وهي لمدرسة الهجرة للتعليم الاساسي ومن تأليف واخراج علياء الزعابي، تعرض تلميذة نفسها للبيع في السوق تعبيراً عن تبرمها وضيقها من اهمال والدتها لها، فهي لا تجالسها ولا تنصت لها وتنشغل باعباء العمل والبيت من دون أن توليها ما تستحقه من عناية، وتقول الطالبة حين تصادفها امها في السوق ان تريد بيع نفسها حتى تجد الصديقة أو الأم التي تعتني بها. الجدير أن المهرجان قد نظم مساء الأمس الثلاثاء ملتقى حول «المسرح وآفاق المستقبل في دول مجلس التعاون الخليجي» بقصر الثقافة، شارك فيه كل من: ناصر بن سالم الهنائي من سلطنة عمان، علي بن خليفة المعمري من سلطنة عمان، محمد البلم من قطر، عبدالله ملك من البحرين، وعيسى بورحمة من الكويت، وحضره أحمد بورحيمة، مدير إدارة المسرح بالدائرة ومدير المهرجان، حيث تم التحاور والنقاش حول آفاق وتجليات المسرح المدرسي في دول الخليج العربي والوقوف على القضايا التي تزاحم الإنتاج ومخرجاته وسبل تطويرها، وسبل التعاون بين دول مجلس التعاون والجهات المعنية في تنشيط المسرح المدرسي وآليات عمله من مشرفين ومختصين وفاعلين في تطوير منهجية التعاون بين المناطق التعليمية وإدارات المسرح أو الجهات الراعية له، وكذلك تقديم الدعم والرعاية حيث تم عرض تجربة الشارقة التي تعتبر ريادية في مجال المسرح وخاصة مسرح الطفل، بدعم ورعاية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة لتنمية المواهب والاهتمام بالنشء وتعزيز إمكاناته ومتابعة تطور مهاراته ودفعها نحو مزيد من الإنتاج المبدع تماهياً مع رؤية الشارقة ومشروعها الثقافي والتنموي. إلى ذلك أطلقت إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة مسابقة لكتّاب المسرح المدرسي في فئتين «المدرسين والطلاب»، ويحق لكل مواطني دول مجلس التعاون المشاركة في المسابقة التي وجه صاحب السمو حاكم الشارقة بتنظيمها لإثراء تجربة المسرح المدرسي، وقال أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بالدائرة: «إن المسابقة تهدف إلى تعزيز المكتبة المسرحية المدرسية كما تسعى إلى تحفيز كتّاب المسرح المدرسي وحثهم على المزيد من الإبداع والابتكار لمواكبة واقع المدرسة العربية الحديثة». وذكر بورحيمة في مداخلته التي قدمها في ملتقى لخبراء المسرح المدرسي بدول مجلس التعاون نظمته الشارقة في قصر الثقافة على هامش فعاليات المرحلة الختامية من مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي في دورته الخامسة، ان معظم مهرجانات المسرح المدرسي في الوطن العربي تعاني من ندرة النصوص المسرحية، مؤملا ان تسهم المسابقة الجديدة في تعويض هذه الندرة واغناء المكتبات بنصوص جديدة ومتميزة، داعياً إلى المزيد من الورش التدريبية في مجال التأليف والاستعانة بالكتاب المتمرسين والمكرسين على نحو أكثر كثافة.