محمد صلاح (رأس الخيمة)

كشف معالي المهندس الدكتور عبد الله بلحيف النعيمي وزير تطوير البنية التحتية عن حزمة من المشروعات التي ستنفذها الوزارة ضمن مشروعات مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة وبالتعاون مع الوزارات والجهات المحلية والخاصة بالسدود والبحيرات والحواجز لتلافي آثار الأمطار الغزيرة على المناطق الجبلية.
وأوضح معاليه لـ«الاتحاد»، بأن المشروعات الجديدة التي سيبدأ العمل فيها خلال العام الجاري ستشمل إنشاء سد على وادي نقب وسد آخر على وادي العجيلي بإمارة رأس الخيمة، إلى جانب عدد من السدود والحواجز وتوسعة البحيرات لأودية البيح وغليلة وشعم، لافتاً إلى أن الوزارة تقود فريقاً من العمل يضم عدداً من الوزارات والجهات المسؤولة والجهات المحلية في المناطق التي ستقام فيها هذه المشروعات.
وأكد معاليه أن إنشاء السدود يحتاج للكثير من الدراسات البيئية والهيدرولوجية للمنطقة التي سيقام فيها إلى جانب التأثيرات المستقبلية لهذه السدود على المنطقة والمناطق المجاورة لها والأثر البيئي وغيرها من الدراسات التي تحتاج لوقت طويل.
وأضاف: في العام 2017 شهدت الدولة هطول أمطار غزيرة ولاحظنا جريان أودية وشعاب جبلية لم تجر منذ سنوات طويلة، ومنها أودية نقب والعجيلي في رأس الخيمة، كما لاحظنا زيادة كميات الأمطار التي هطلت على باقي الأودية مثل البيح، شعم وغليلة، وباقي الأودية في المنطقتين الشمالية والشرقية، ولاحظنا أن كميات المياه المتدفقة من أعالي الجبال كانت كميات هائلة واتخذت مسارات الأودية القديمة نفسها والتي كانت في السابق تصل للبحر ولم تكن تسبب أي مشاكل، ومع التطور الكبير والنمو السكاني وحركة النهضة التي شهدتها الدولة جرى تشييد العديد من المناطق السكنية للأهالي، وتم إنشاء المرافق مثل الطرق والمستشفيات والمدارس والمؤسسات والهيئات الخدمية، ولم تعد المسارات القديمة للأودية موجودة مع هذه الحركة التنموية الشاملة.
وتابع: بدأنا إيجاد الحلول لمشاكل فيضان هذه الأودية منذ هذا التاريخ عبر إعداد دراسات عديدة للمناطق الجبلية والمناطق المجاورة، لها وخلصت الدراسة التي أجرتها مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة إلى عدة تصورات وحلول لهذه المناطق، ومن بينها سد على وادي نقب وسد آخر على وادي العجيلي جنوب إمارة رأس الخيمة، وبالنسبة للمنطقة الأولى هناك احتمال لانشاء سدين في المنطقة بدلاً من سد واحد إلى جانب تنفيذ بعض الحواجز وتشييد بحيرة ذات سعة تخزينية عالية لاستيعاب أكبر معدلات من الأمطار وفيما يخص المناطق الجبلية في إمارة رأس الخيمة هناك تصور حالياً لإنشاء سدين آخرين في كل من شعم وغليلة إلى جانب توسعة الأودية والبحيرات القائمة، وبناء بعض الحواجز التي تضمن عدم تكرار فيضان هذه الأودية بهذه الصورة.
وأشار معاليه إلى أن العمل في هذه المشروعات سيبدأ خلال العام الجاري وسيستغرق إنشاء السدود من 3 ــ 4 سنوات، وسنبدأ في موازاة ذلك وضع الحلول السريعة لوادي نقب لحماية المناطق السكنية في الحيل والفحلين ولضمان عدم تكرار فيضان الوادي مرة أخرى.
وأكد معاليه أن السدود ستسهم بشكل كبير في تعزيز المخزون الجوفي من المياه والحفاظ على أهم الموارد الطبيعية بالإضافة لحماية المناطق السكنية المجاورة للمناطق الجبلية والتي من ضمنها على سبيل المثال في إمارة رأس الخيمة مناطق: السيح، الحيل، الفحلين، القصيدات، الفلية وشمل وغليلة وشعم، لافتاً إلى أن حزمة المشروعات الجديدة التي سيجري تنفيذها ستتضمن أيضاً توسعة وادي البيح لاستيعاب كميات أكبر من مياه الأمطار في المستقبل.
وعن الحلول الخاصة بالعبارات والأنفاق أكد معاليه أن أنفاق الطرق شيدت لتسهيل حركة عبور السيارات والأفراد وكذلك الحيوانات، وعند إغلاقها فإن الوصول للمناطق السكنية لوجود مخارج ومداخل بديلة تسهل وصول مستخدمي هذه الطرق للمناطق، مشيراً إلى أن طريق رأس الخيمة الدائري أحد أهم الطرق الحديثة التي صممت وفق أرقى المواصفات العالمية، ووصول المياه لأنفاق الطريق يأتي بسبب فيضان الأودية الجبلية القريبة من الطريق بكميات كبيرة من المياه، وعقب تنفيذ المشروعات المشار إليها لن تصل المياه إلى هذه الأنفاق.