أســرى إلى مَـعـنــاك مِــلءَ يباسهِ
طفلاً، تخطــى الحلمُ أرضَ نعــاسهِ
سكـنـتــهُ نـــارُ الظامئــيــنَ فلم يـجـد
نبــعـاً يـشـــيِ بالماء غــيرَ حواسهِ
منذ الســـؤال الحُــرِ منذ تصعـدَ
الشكُ القديــمُ وأجَّ في أنفاسه
راحــت يـدٌ عُـلويــةٌ تـنجــو بهِ
ليلــوذَ حيــثُ سَـنــاكَ مِـن حُـــرَّاسهِ
سفــراً يـُسـمــي الأبجديــة كـلما
بـجَــسَ الحنــينُ خطــاه في كراسهِ
و صدًى يـعودُ مِـن الـمـوشـحِ مُـتـرعــاً
بالشــجــوِ آن يعــودُ من قداســهِ
من عَـلـمَّ الرعوي أن غمامةً
تكفــي غـداً ليذودَ عن أغـراسهِ
أن المــدى ينهــارُ بين غزالةٍ
برقٍ وجوعٍ نــدَّ عن أقواسهِ
أن الحيــاةَ بسيطةٌ كشظيــةٍ
عَـثــرت بقلــبٍ زلَّ عــن مـتــراسهِ
من علـمَّ الرعوي ألا يـَـنـتــمِــي
إلاَّ إلى وَطــنٍ عـلى مِقيــاسهِ
. . .
قمرٌ نحاســيٌ و كهــفٌ بــاردٌ
كالخوفِ إذ يـصطَـكُ في أضـراسِـهِ
وهواجسٌ تــتــرى عليهِ كــأنمــا
ازدحــمَ الوجــودُ غمامة في راسهِ
هذا المدارُ الحَـــيــرةُ الكُـبـرى ..
ولا نجمٌ تـفســرهُ التماعةُ ماسهِ
هذا النــهــارُ البكِــر سقــفٌ غارقٌ
بالليلِ أيـن الشمـسُ عـن إيناسهِ ؟
هــي حـيــرةُ البشــري منذ وقـوفـهِ
المشدوهِ قربَّ الـنــارِ في نبراسهِ
منذ استبــدَّ الرمل مُـنذ استــشرفَ
الــعطشـى السرابَ المُــــرَ دون مساسهِ
حتــى استدلَّ عَـليكَ ذات تـوهجٍ
و لَـقـد تـشــي بالحـقــلِ ضـوعـةُ آسهِ
يا من جعلتَ الآدميةَ فكرةً
ليكون سِـر الـطـينِ فــي إحساسهِ
وبسطتَ درب الحبِ كي نـسعــى بهِ
والمــوتُ ألاَّ نحــتــسي مِـن كـَـاسهِ
لكَ نـشـوةُ الصوفيِّ وهــي تـفـيضُ عـن
جسدٍ سما بالرقــصِ عن جُـلاَّسهِ
ومَــطالـعُ الشعــراءِ حين تهــبُ من
قـلبٍ تدفـَّــقَ في ثــرى قـرطاسهِ
ولفطــرةِ الـرعــويِ أن تــرثَ الهــوى
درجــاً بــهِ يــرقــى عَـلى وَسـوَاســهِ