تقول الأسطورة القديمة أن “نرسيس” غرق في الماء، لأنه فُتن بصورته، وذابت مهجته فيها، ليجسد أول حالة افتتان المرء بالصورة على مر التاريخ، وبدء خوض تجارب تحويلها إلى واقع.. لكن المصورة الفوتوغرافية الإماراتية منى الكتبي تفننت بأكثر من صورة، فهي تأخذنا نحو سر هذا الافتتان من خلال لقطاتها ومشاهداتها، وإن اختلفت وتعددت الرؤى إلا إنها تبرز ما تتمتع به من حساسية بارعة تجاه اقتناص اللحظة المناسبة في مشاهد الحركة وإيقاعاتها البصرية في تطور ضوئي تميز بتنوع التجارب الضوئية و الإبداعية. في ترحال ضوئي إلى فضاءات أرحب في مشوارها الفوتوغرافي تنطلق منى الكتبي وتحدثنا عن بدايتها: “البداية كانت طبيعية فتوفر مشاهد جميلة دفعني إلى اقتناء كاميرا مميزة لتصوير تلك اللقطات الجمالية التي لا تتكرر كثيرا، وبتشجيع أخي الكبير عبدالله ووالدي وصديقتي ونادي التصوير بجامعة زايد حرصت على صــقل الموهبة من خـلال أخذ مجموعة من الدورات الأساسية في التصوير الفوتوغرافي”. صور متعددة لا أحب البقاء في منظور واحد والحياة ليست مجرد صورة واحدة بل لها عدة جوانب عن ذلك تعبر عنها الكتبي بقولها “لا أحب أن اختص بمجال واحد فاللقطات المختلفة والمتنوعة تشدني لالتقاطها مهما كانت صعبةً أو يصعب الوصول لها. فالصورة لحظة خاطفة من الزمن، تغني عن ألف كلمة، تصل إلى المشاهد أسرع وبسلاسة متناهية، وهي توثيق للحدث ولقضية ما، أما التصوير بحسب الكتبي” هو علم كبير وبحر مليء بكل جديد ومثير، والغوص فيه ربما يكون مُخاطرة، والمصوّر أهم جزء من هذه المنظومة، وبالعلم والتدريب والتأهيل يستطيع المصوّر رسم خارطة طريق له تحدد أولوياته ووسائله وطُرقه للوصول إلى هذا الفن الجميل، ولهذا أصبح التصوير جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولا يمكن أن نستغني عنه”. سرعة البديهة اللقطة بنت لحظتها كما توضح الكتبي وتقول بابتسامة: “ان هناك لقطات تمر في ثوان قليلة فتحتاج إلى سرعة بديهة لاقتناصها ويجب أن يتمتع المصور بصفات القناص غير المتردد وأن يكون متوقد الذهن وسهل التأقلم مع المحيط الذي يكون فيه. وتتابع: “أحيانا يحتاج المصور إلى الصدفة أو الحظ، ولكن هناك قاعدة معروفة في التصوير الفوتوغرافي أن الصدفة لا تأتي إلا للمصور الموهوب أي بمعنى آخر، أن الموهبة مع الاجتهاد تنتج صورا جمالية”. حول عناصر صقل الموهبة تلفت الكتبي إلى عدة نقاط، وتقول: “الثقافة الفنية وسرعة البديهة والقدرة على اختيار واقتناص اللحظة المناسبة بشكل سريع ودقيق لالتقاط الصور بالتمرين المستمر. أيضا هناك عنصر هام وهو القدرة على معرفة النواحي الجمالية في اختيار موضوع الصورة بشكل دقيق. فالمصور على حد تعبير الكتبي” يستشف تفاصيل صغيرة من الممكن أن تغير المشهد في الصورة، وهذا ما يحاول المصور البارع في تجسيد التفاصيل الصغيرة. وكل تلك العناصر تعتمد اعتماداً كلياً على الموهبة والمعرفة التقنية والعمل على التطوير”. نجاح المصور لنجاح أي صورة لابد أن تتوافر في المصور عدة عوامل أهمها كما تذكر الكتبي: “الإخلاص والجدّية والحب والمثابرة. كما أن المقوّمات الأساسية لنجاح أي مصور هي حب المهنة أولاً، وثانياً الموهبة وهي هبة من الله سبحانه وتعالى، ثم الاطلاع والقراءة الكثيرة والإلمام بقوانين التصوير والتأهيل والتدريب. أما طرق باب الاحتراف أعتقد بأن التصوير في الأصل هواية احترافية”. عن مشاركتها في معارض الجامعة ومؤخرا في مسابقة أبوظبي من خلال عيونكم. تقول الكتبي بفرح: “سعدت كثيرا باختيار صورة “اليدين المشغولتين “ضمن الفئة المتميزة من مجموعة الصور التي قمت بترشيحها للمشاركة، حيث إن هذه المسابقة تعد فرصة ذهبية لابد كل من يملك هواية التصوير أن يشارك فيها، باعتبار المسابقة تروج عن إمارة أبوظبي كوجهة سياحية واستثمارية. كما تؤكد هذه المسابقة على التنوع الثقافي لمجتمع أبوظبي والاهتمام الكبير في إبراز جوهر الإمارة وهويتها. مشاركات منى الكتبي ? شاركت في العديد من المعارض التي أقيمت في جامعة زايد ? شاركت في مسابقة أبوظبي من خلال عيونكم 2010-2009 ? تم اختيار صورة “اليدين المشغولتين” في مسابقة أبوظبي من خلال عيونكم 2009 ضمن الفئة المتميزة.