فاطمة عطفة (أبوظبي) ضمن برنامج «سينمائيات»، في متحف «اللوفر أبوظبي»، والذي يقيم حواراً بين روائع الإنتاج السينمائي وأعمال وتحف فنية تحتضنها أروقة المتحف ضمن المجموعة الدائمة والمعارض العالمية، والتي تعرض مساء كل سبت، وعلى مدى 6 أسابيع، جرى مساء أول أمس، عرض الفيلم الصامت «حول الصين مع آلة تصوير»، وهو بالأبيض والأسود، وشارك في إنتاجه مخرجون عدة من الصين والمملكة المتحدة خلال ما يقارب نصف قرن (1900 ـ 1948) ومدته 68 دقيقة. أضاءت الشاشة على لوحة مستوحاة من مشهد صيني للفنان جان بابتيست بين 1765 و1767، يصور الحياة اليومية في الصين من خلال عيون غربية في القرن الثامن عشر، وهذه اللوحة معروضة باللوفر أبوظبي في القاعة 9. ومن يزور الصين يمكن له أن يعرف الكثير عما كانت عليه، والتطور السريع الذي حققته من خلال تجوال الكاميرا في العديد من المدن والأرياف في لقطات عن يوميات الناس والبيئة البحرية والبرية، حيث تعرض عدسات المصورين صورا ومشاهد متنوعة من خلال قصص الرحلات النادرة، إضافة إلى لقطات من الأفلام الشخصية مختارة من الأرشيف الوطني لجمعية الأفلام البريطانية، ورافقت العرض موسيقى لروث شان. وفي المشاهد المصورة ما بين عامي 1910 و1928 يظهر الناس وهم يستخدمون الدواب في التنقل وحمل الأشياء في المدينة والأرياف، كما كانت قوافل الجمال تحمل المسافرين، وهي ترزح تحت الأثقال في دروبها عبر السفوح والوديان، إضافة إلى العمل الشاق الذي كانت تقوم به النساء، سواء في حمل الحطب على رؤوسهن، أو في الزراعة وجني المحاصيل، كما تبيّن طريقة السفر بين الغابات والمسالك الجبلية، إضافة إلى عرض الحياة البحرية، ولم يكن في ذلك الحين إلا القليل من الزوارق. حتى الجنود يظهرون وكأنهم يتحركون بطريقة غير منتظمة. وهناك لقطات ومشاهد من المدن والبناء الشعبي، فضلا عن تفاصيل تظهر العلاقات البسيطة بين الناس رغم معاناتهم. كم عرض الفيلم بعض الاحتفالات الشعبية التي تتخللها رقصات في شرائط الحرير، وهذه العادة ما زالت تجري في الاحتفالات الشعبية. وقدم الفيلم نماذج للتطور الذي طرأ على البلاد، فقد ظهرت نفس الأماكن وقد أخذت المعالم العمرانية تقام في مكان الشعبيات، ثم ظهرت الدراجات والعربات التي تجرها الحيوانات، ثم مقطورات الترام قبل أن ينطلق في الصين المترو السريع. وهذا التطور شمل أيضاً البيئة البحرية، فامتلأت المرافئ بمئات السفن. ورافق كل ذلك مناظر من السور العظيم. ولم يغفل المخرج عن تقديم بعض المشاهد الخاصة بتنظيم الاحتفالات بعيد التنين، وكيف كان الناس يشتغلون بفنية كبيرة، كل عام، على منحوتة اسمها التنين ليسيروا بها في مواكبهم الاحتفالية عبر الشوارع.