تامر عبد الحميد (أبوظبي)

بعد مقتل والدته في حادث تفجير في متحف المتروبوليتان، يتولى رجل ثري رعاية الصبي الصغير «ثيو ديكر» البالغ من العمر ثلاثة عشر عاماً في نيويورك مع عائلته في إيست سايد، وفي خضم الكارثة التي حلت بالمتحف، يستولى الصبي على لوحة «طائر الحسون» التي لا تقدر بثمن، وتبدأ بعدها أحداث الفيلم الجديد «طائر الحسون» (The Goldfinch)، التي تجمع بين الدراما والتراجيديا والحب والجمال.
الفيلم مقتبس من الرواية التي تحمل الاسم نفسه، للكاتبة دونا تارت الحائزة جائزة بوليتزر بعد أن باعت ملايين النسخ منذ إصدارها عام 2013، وظلت الرواية على قائمة الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة لأكثر من 30 أسبوعاً، وتولى إخراج الفيلم جون كرولي، وتولى عملية التأليف والسيناريو بيتر ستروجان، وشارك في بطولته أنيورين بارنارد وجيفري رايت وفين وولفارد وويلا فيتزجرالد وأنسيل يلجورت وسارة بولسون.

ماض وحاضر
الفيلم الذي بلغت ميزانيته 40 مليون دولار، وانطلقت أحداثه في غرفة في فندق أمستردام، حيث يرى المشاهد «ثيودور ديكر» الذي جسده آنسل يلجورت يتناول الأدوية والمشروبات الكحولية، ويحلم بأن والدته لا تزال على قيد الحياة، لكن في حين أن «ثيودور» يروي قصته بالرواية بشكل خطي، إلا أن المخرج اختار في نسخة الرواية المحولة إلى فيلم، أسلوب الماضي والحاضر في أغلب مشاهده، فتنتقل بين الصبي «ثيودور» الذي لعب دوره أوكس فيغلي، و«ثيودور» وشخصيته بعد أن أصبح كبيراً، ليتذكر ما حدث له في الصغر خلال الانفجار ووفاة والدته، ما يجعله مضطرباً ووحيداً وخائفاً على مستقبله.

حياة استثنائية
أظهر الفيلم حياة «ثيودور» الاستثنائية، والمليئة بالدراما والتراجيديا، حيث تبدأ رحلته في اليوم المشؤوم الذي يزور فيه «ثيودور» الصغير متحفاً فنياً، فتنفجر قنبلة وتتسبب بمقتل والدته، ولم يدرك «ثيودور» أنه لا يزال حياً إلا عندما ناداه رجل مسن كان يلفظ أنفاسه الأخيرة ليوصيه بأن يأخذ خاتماً أثرياً إلى مكان يسمى «هوبارت وبلاكويل»، وبأن يحمل معه لوحة «الحسون» التي كانت ملقاة على الأرض، ويغادر ثيو مسرح الجريمة مع لوحة فنية للرسام الهولندي الشهير كاريل فابريتشز تحمل اسم The Goldfinch - «طائر الحسون» التي رسمها قبل 350 عاماً، والتي كان يتوافد إليها عدد كبير لمشاهدتها في المتحف.

رحلة مؤلمة
تستقبل العائلة الصبي اليتيم «ثيودور»، وتتولى أمه بالتبني «باربور» التي لعبت دورها نيكول كيدمان رعايته، إلى أن يكبر «ثيودور» وتتمحور هذه المشاهد بين الماضي والحاضر، حول جهوده للتأقلم مع حياته الجديدة حينما كان صبياً، حتى يظهر والده «لاري» الذي لعبه لوك ويسلون، ويأخذه إلى لاس فيجاس، لكنه يتجاهله بعد ذلك تماماً مع انغماسه في المقامرة، ليعيش «ثيودور» مجدداً في رحلة مؤلمة، ومع تسلسل الأحداث يتحول «ثيودور» في الزمن الحاضر إلى تاجر تحف ناجح، بعد أن تعلم هذا المجال من «هوبي» الذي جسده جيفري رايت.