عصام أبو القاسم (الشارقة) لم يسجل للمسرح العربي أي حضور ملحوظ في المشهد الثقافي الصيني برغم ما تتسم به علاقات الصداقة والتعاون من عمق وعراقة بين معظم العواصم وبكين. وفي القليل من المناسبات جاءت بعض الفرق المسرحية الصينية إلى بعض المهرجانات المسرحية العربية الدولية، خاصة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي الذي تنظمه وزارة الثقافة المصرية سنوياً، إضافة إلى بعض مهرجانات المسرح الجامعي، ولكن، بالمجمل، بدت الصلة منقطعة بين المسرحيين العرب ونظرائهم الصينيين. بداية من العام الماضي، وفي إطار مبادرة «الحزام والطريق»، أبدت المؤسسة الثقافية الرسمية الصينية اهتماماً أكبر بفتح طريق أوسع مع المشهد المسرحي العربي، ودعت ثلة من مديري المسارح العربية، من المغرب ومصر ولبنان والجزائر والسودان والأردن وتونس، إلى لقاء حواري، (سبتمبر 2017)، وسم بـ»المنتدى العربي الصيني الرفيع المستوى لمديري المسارح»، ونظمته وزارة الثقافة لجمهورية الصين الشعبية، بالتعاون مع المجموعة الصينية للفنون والترفيه، وبدعم من مجموعة من أهم دور الأوبرا وأكبر المسارح في الصين. وجاء المنتدى جزءاً من برنامج واسع لوزارة الثقافة الصينية، تحت عنوان: «معرفة الصين: تبادلات بين المسؤولين العرب والصينيين في شؤون المسرح»، ويشمل توقيع اتفاقات مع 11 دولة عربية. وشكلت دعوة مديري المسارح العربية لـ»المنتدى العربي الصيني لمديري المسارح» مناسبة لتشجيع المشاركين العرب إلى الانتساب لـ»الاتحاد الدولي للمسارح في طريق الحرير»، وهو كيان مؤسسي لمديري المسارح من مختلف دول العالم، رعت تأسيسه وزارة الثقافة الصينية سنة 2016، لتعزيز التعاون والثقافي والفني بين الدول الواقعة على طول طريق الحرير، ويضم 88 مؤسسة، ممثلة لـ33 دولة من مختلف القارات. ويرد في نسخة مترجمة إلى اللغة العربية من البيان التأسيسي لـ «الاتحاد» أنه يسعى إلى خلق منظومة عمل مشتركة بين مسارح الدول الواقعة على طول طريق الحرير، وتقاسم ثمرات التنمية الفنية والثقافية. كما يرد فيه أن «المجموعة الصينية للفنون والترفيه»، مستعدة للعمل مع الأفراد كافة على إثراء وتحسين محتويات وطرق التعاون، ووضع المواعيد الزمنية، وخطة الطريق، وتحقيق الالتقاء بين الخطة التنموية للدول والمناطق التي ينتسب إليها أعضاء الاتحاد.