يصطف الأميركيون كل أربع سنوات أمام لجان الاقتراع لاختيار رئيس جديد لبلادهم من بين مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لكن هؤلاء المصطفون في طوابير طويلة ليس لديهم القرار الحاسم حول من سيسكن البيت الأبيض وإنما للمجمع الانتخابي الذي له اليد العليا في تحديد هوية الرئيس الجديد. وتعد تركيبة الانتخابات الأميركية، عملية معقدة بعض الشيء، فحتى يصبح المرشح رئيسا عليه الحصول على 270 صوتا ممن يعرفون بمندوبي المجمع الانتخابي البالغِ عددهم 538. ولكل ولاية عدد معين من المندوبين يتم احتسابه استنادا إلى عدد المقاطعات في الولاية ويضاف إليه عدد أعضاء الولاية في مجلس الشيوخ. وعلى سبيل المثال فكاليفورنيا البالغ عدد سكانها 36 مليون نسمة في ثلاث وخمسين مقاطعة ولديها عضوان في مجلس الشيوخ، إذا تحصل على 55 مندوبا في المجمع الانتخابي. لذلك فهي ولاية أكثر أهمية من كانساس التي تضم ثلاثة ملايين نسمة فقط في مقاطعات أربع، ولديها عضوان في مجلس الشيوخ وبالتالي لديها ستة أصوات. وكسب التأييد في ولايات كبرى يمنح المرشح عددا أكبر من المندوبين، مما يسهل من وصوله إلى البيت الأبيض. ويحصل الفائز بأعلى نسبة تصويت مباشر على كل أصوات المندوبين في الولاية، ويؤدي ذلك بالتالي إلى تجاهل ملايين الأصوات التي لم تصوت بالضرورة للفائز بأصوات المندوبين، وهو ما يجعل أصوات المندوبين هي الفيصل في انتخاب الرئيس الأميركي.