دمشق (أ ف ب) أعلنت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، أمس، أنها بدأت مع منظمة الأمم المتحدة توزيع المساعدات الإنسانية التي قدمتها فرنسا للغوطة الشرقية قرب دمشق. وذكر مصدر في الهلال الأحمر لوكالة فرانس برس «أن سبع شاحنات دخلت أمس مدينة دوما، تضم مساعدات إنسانية غير غذائية، بدأ توزيعها على المستفيدين في بلدات الغوطة الشرقية عن طريق مركز الهلال في دوما». وذكرت المنظمة على حسابها على «تويتر»، «تم توزيع 3840 بطانية و572 سلة من أدوات المطبخ وخيم من المساعدات الفرنسية» إلى الغوطة الشرقية. وكانت المنظمة قد تسلمت السبت خمسين طناً من المساعدات الإنسانية المقدمة من الحكومة الفرنسية إلى الشعب السوري، والمخصصة «للفئات الأشد ضعفاً»، ويستفيد من هذه المساعدات السكان الذين بقوا في بلدات الغوطة الشرقية، أو عادوا اليها، بعد إتمام اتفاقات مصالحة بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة بإشراف روسي، ويعيشون في ظروف إنسانية صعبة.. ولم يعرف عدد المستفيدين من هذه المساعدات. وجاءت الاتفاقات بعد أن شن النظام السوري في مارس وأبريل 2018، هجوماً جوياً وبرياً مكثفاً غير مسبوق على الغوطة الشرقية لدمشق التي كانت محاصرة لمدة خمس سنوات، وعانت من نقص فادح في المواد الغذائية والأساسية. وكانت طائرة شحن روسية ضخمة من طراز «انطونوف 124» تابعة للجيش الروسي ومحملة بالمساعدات الفرنسية هبطت السبت في قاعدة حميميم في غرب سوريا آتية من مطار شاتورو (وسط فرنسا). وهي العملية الإنسانية المشتركة الأولى بين دولة غربية وروسيا التي تدعم الرئيس السوري عسكريا منذ 2015. وقالت باريس إنها حصلت من موسكو على «ضمانات» بألا يعرقل النظام السوري وصول المساعدات، وألا يتم تحويل المساعدات او استخدامها لأهداف سياسية. وبلغت قيمة المساعدة التي قدمتها فرنسا 400 ألف يورو. وهي تتضمن أيضاً مواد طبية (مضادات حيوية وأجهزة إنعاش وأمصالاً وضمادات وغيرها) مخصصة لنحو 500 مصاب في حالة خطيرة و15 ألفاً آخرين إصاباتهم طفيفة. وفي جنوب البلاد، دخلت 38 شاحنة تابعة للهلال الأحمر السوري إلى الأحياء، التي يوجد فيها مقاتلون معارضون وافقوا على اتفاق تسوية مع قوات النظام، لتوزيع المساعدات، وفق ما شاهد مراسل لفرانس برس. وبرغم رفع العلم السوري في تلك الأحياء وإجلاء مقاتلين رافضين للتسوية منها، إلا أن قوات النظام لم تنتشر فيها حتى الآن. وقال أحد أعضاء المجلس المحلي في تلك الأحياء لفرانس برس إن القافلة تحمل تقريباً خمسة آلاف حصة غذائية، وسيتم توزيعها على المدنيين خلال الأيام المقبلة. وأورد الهلال الأحمر السوري على حسابه على تويتر أن «38 شاحنة محملة بسلات غذائية وأكياس من الطحين من منظمة الأغذية العالمية توجهت إلى 11 منطقة في درعا».