لمَ اختار الخطيبي التاو أفقاً لفكر المناضل؟ لأنّ التّاو أولاً فكر الجمع بين المتناقضات، وفكر تمجيد اللّيونة والأنوثة والفراغ. بيد أنّه لا ينبغي أن نفهم من التّمجيد هنا التغليب. يقوم التّاو في الواقع على إعطاء الأهمية لما لم يهتم به في العلاقات، ليس على اعتبار أنّه هو العنصر الأفضل وإنّما فقط باعتبار أنّه الجانب المغيّب الذي ينبغي أن يتمّ إبراز دوره أيضاً، وعليه قد يصنع الإنسانُ بحسب التاو نافذةً من أجمل الإطارات وأنفسها، بيد أنّه لولا الفراغ لما أمكن تسميتها نافذة. فالأمر لا يتعلّق إذن بتغليب عنصر على عنصر آخر، وإنّما إبراز فكرة التكامل التي لا يستقيم من دونها الوجود.