حسن الورفلي (بنغازي - القاهرة)

استهدفت مقاتلات سلاح الجو الليبي، مساء السبت، ميليشيات مصراتة المتمركزة في مدينة سرت بضربات دقيقة ألحقت بها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح. ونفذ سلاح الجو الليبي أكثر من 10 غارات جوية على تمركزات إرهابيين ينتمون لميليشيات «سرايا الدفاع عن بنغازي» وعدد من المرتزقة الداعمين لحكومة الوفاق شرق مدينة سرت.
وحول أسباب تركيز سلاح الجو الليبي لضرباته على مواقع الميليشيات المسلحة في مدينة سرت، قال العميد خالد المحجوب، قائد غرفة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، إن سلاح الجو يستهدف تمركزات الميليشيات المسلحة التابعة لمدينة مصراتة في مدينة سرت لعدة أسباب أبرزها استهداف قدراتهم ومعنوياتهم.
وأكد المحجوب في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن استهداف سلاح الجو الليبي للميليشيات تهدف لمنع المسلحين من التفكير في أي نشاط هجومي، مشيراً إلى أن القصف يعد تمهيداً لمرحلة مقبلة من العمليات في مدينة سرت والتي ترتبط بعملية تحرير طرابلس.
ولفت المحجوب إلى أن سلاح الجو الليبي تمكن من تدمير واسقاط 21 طائرة تركية مسيرة في ضواحي طرابلس منذ إطلاق عملية طوفان الكرامة في الرابع من أبريل الماضي، مشيراً إلى وجود أكثر من غرفة عمليات للطائرات المسيرة في مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة الليبية.
ويرى مراقبون أن القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية تحاول فتح جبهة جديدة في مدينة سرت، وذلك لإرباك مليشيات مصراتة التي تقاتل في محاور القتال بطرابلس دون الالتفات إلى مدينتهم المجاورة لمدينة سرت. يذكر أن سلاح الجو الليبي كثف من غاراته على تمركزات الميليشيات في سرت على مدار الأيام الماضية.
وفي جنوب ليبيا، كشفت غرفة عمليات الكرامة عن وصول أربع جثث لإرهابيين تم استهدافهم مؤخراً إلى مستشفى العافية في مدينة الجفرة وهم المهدي دنقو، مالك الخازمي، مرتزق تشادي، بالإضافة لجثمان إرهابي رابع رجحت أن يكون للمتطرف محمود البرعصي.
كان طيران «أفريكوم» قد استهدف تمركزات لتنظيم داعش الإرهابي في الجنوب الليبي خلال الأيام الماضية، ما أدى لمقتل ما يقرب من 30 إرهابياً بينهم قيادات بارزة في التنظيم الإرهابي.
سياسياً، قال النائب الأول لرئيس مجلس النواب الليبي فوزي النويري، إن التطورات الدولية لا تراعي المصلحة الوطنية، مشيراً إلى أن جهات خارجية تعمل على تدويل أزمات ليبيا واستمرارها من دون حلول وهذا هو التهديد الأكبر الذي يشكل خطراً على البلاد.
ودعا النويري في بيان له أعضاء البرلمان الليبي للقيام بمهامهم وواجباتهم ومواجهة كل التهديدات، وضرورة الاجتماع لاستكمال ما جاء في بيان اجتماع القاهرة السابق، مؤكداً ضرورة تقديم خريطة طريق لحل الأزمة الليبية بالتشاور مع النخب والأحزاب والقوى السياسية الوطنية.
وأكد أن كل ما دعا إليه يجب أن يتم وفق الثوابت الوطنية والإعلان الدستوري وتعديلاته، على أن يتم هذا الاجتماع خلال شهر أكتوبر القادم.
إلى ذلك، طالب المشاركون في الاجتماع الوزاري بشأن ليبيا المنعقد على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، في نيويورك جميع الدول إلى عدم التدخل في النزاع الليبي. وأعرب المشاركون في الاجتماع عن إدانتهم لاستغلال الصراع من قبل الجماعات الإرهابية والعنيفة المتطرفة، وعن قلقهم على الوضع الإنساني في البلاد، خاصةً على الليبيين الذين يعانون أوضاع هشة، مثل النزوح الداخلي، والمهاجرين واللاجئين.
وأكد المجتمعون على الدور المهم للاتحاد الأفريقي في حل النزاع وتعزيز السلام المستدام في ليبيا وكذلك لجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي في هذه الجهود وعلى دعمهم للجهود الدؤوبة التي يبذلها المبعوث الأممي غسان سلامة لتنشيط العملية السياسية، معبرين عن التزامهم بالعمل بشكل بناء من أجل نجاح العملية السياسية، بما في ذلك مؤتمر برلين الأخير.