تساءل البعض عندما طرح التقرير الصادر عن المنظمة الدولية لحقوق الإنسان حول وجود انتهاكات لحقوق العمال بالدولة عن حقيقة هذه الاتهامات والواقع أن ما تسمعه وما تراه يؤكد نسبيا هذه الاتهامات ولا يبرر ما أعلنته الجهات الرسمية من أن العمال في الدولة يتمتعون بالمساندة والرعاية باعتبارهم الحلقة الأضعف في العلاقة مع المنشأة!
فالعديد من الشركات تتعمد تأخير رواتب العمال والعديد من الشركات تتعمد حشر عمالها في مسكن لا يرقى للحياة الإنسانية ومعظم الشركات وخاصة البناء لا تحسب لعمالها أي حساب ففي ساعات الاستراحة تراهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، فالشركة لا توفر لهم أي قاعات أو كرفانات ملحقة بمركز العمل للقيلولة وكذلك لا توفر لهم أي أماكن لقضاء الحاجة، وفي الصيف تراهم يبحثون عن الماء البارد في أقرب مسجد أو أقرب بيت مأهول·· والمراقب العادي يرى الحالة المزرية لبعضهم وافتقادهم لأبسط حقوقهم الإنسانية، فبعض الشركات لا توفر لعمالها الرعاية الصحية وبعضها لا توفر لهم الحماية والسلامة وما سمعناه قبل أيام عن حادث الكسارات التي أودت بحياة بعض العمال مثال حي على ذلك·
فواجبنا جميعاً الوقوف مع الحقيقة ولا ننتقد صدور ذلك التقرير فربما كان توقيت صدوره بداية لعلاج قضية إنسانية فلنسعى جميعا لبناء صرح حضاري وإنساني·
حميد أحمد
أبوظبي