بعد تصويب خطأ «الخليج الفارسي» جاءت «الزوجة الجديدة وتقول جارتي!».. وبالفعل إذا «احتشر جارك أبشر بالحشر». وهذه جارتنا تقوم قيامتها بعدما سألتها ابنتها، وهي تذاكر لها درس «أمي جديدة» في كتاب اللغة العربية: أمي، عندما تكبرين مثلها هل يتزوج أبي أماً جديدة؟ بعد حكاية جارتي تمنيت أن يحذف هذا الدرس من كتاب اللغة العربية عندما تصل ابنتي أو ابني إلى الصف الرابع الابتدائي السنوات القادمة. ضحكنا بعد هذه الدعابة الصباحية التي ترفع الضغط، وفي رأسي شيئ يقول: صحيح، هذا الدرس لا يتناسب حتى مع روح اليوم الذي نعيشه، ثم أن القصة على الرغم من جمالها الإنساني إلا أنها تحتاج إلى من يفهمها ويفهم كيفية التعامل مع مثل هذا الموضوع «التعدد» بالشكل الصحيح حسبما جاء في ديننا الإسلامي الحنيف بأسبابه، ولو أنها أدرجت ضمن منهج المرحلة الثانوية، في مادة التربية الأخلاقية أو الوطنية مثلا لكان لها معنى. صراحة لا أتصور مقدار الشبه الكبير بين اليوم والأمس، رحم الله أمهاتنا وجداتنا كن أكثر قدرة على التحمل بحكم ظروف الحياة الاجتماعية والاقتصادية وفي الغالب لم تكن إحداهن بحاجة إلى «برنامج تأهيل النساء لتقبل الزوجة الثانية» لأنها ستصدم وتنهار لو سمعت أن زوجها تزوج عليها. إلى اليوم هذا الموضوع نحن نعرفه كمسلمين، وعلى الرغم من أن هذه حقيقة، نحن نبحث عن حلول، الحلول التي بطريقة أخرى تحفظ لحياتنا الاجتماعية استقرارها. فلو كان الهدف هو حل مشكلات الزواج لدى الشباب وشبه عزوفهم عن الزواج ببناتنا، «الجالسات» في البيوت من دون زواج فهو ليس بالحل. رجالنا صراحة في غالبيتهم العظمى غير قادرين على فتح بيت واحد، فما بالك إذا كان هناك بيتان وما يفعله للواحدة سيفعله للثانية وأولادها! الكثير من إشكاليات الحياة النفسية والمادية يمكن حلها بالوعي، فمثلا، أولادنا إلى جانب توعيتهم بالحياة بحاجة إلى مساعدتهم مادياً، وأوله من قبل صندوق الزواج، جزاهم الله خيراً.. لماذا لا تتغير بعض شروطه، الذي يتقاضى راتب فوق العشرين ألفاً بدرهم واحد لا يحق له الحصول على منحة الصندوق! وماذا يفعل الشباب في بداية حياتهم العملية عندما تطلب بناتنا «الله يهديهن»، سبع ليالٍ وليلتين وليلة، ليلة مغربية وليلة هندية و..، هذه واحدة من الحكايات التي تخرب البيوت بعد فوات الأوان. اللهم احفظ لبيوتنا استقرارها، وكلنا مع جهود وزارة التربية من أجل توعية وتثقيف أولادنا، لكن هناك ما يحتاج إلى المراجعة فبعدما هدأت نفوسنا بتصحيح عبارة الخليج الفارسي فأصبحت الخليج العربي، لا نريد إلا مراجعة المناهج بشكل دقيق.