أعلن وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله أمس في بنغازي أن ألمانيا تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية للثوار الليبيين، “ممثلاً شرعياً وحيداً”، في الوقت الذي يرفض النظام الليبي الحديث عن احتمال رحيل العقيد معمر القذافي. وقال فسترفيله للصحفيين بعد محادثات مع مسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي بينهم علي العيسوي المكلف الشؤون الخارجية، ان “المجلس الوطني الانتقالي هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي”. وأضاف الوزير الألماني “نأمل ان يكون هناك ليبيا حرة تعيش في سلام وديمقراطية بدون القذافي”. وأعلن أيضاً افتتاح ممثلية دبلوماسية ألمانية في بنغازي معقل الثوار. وكان وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزيير صرح الخميس بأن برلين على استعداد لدراسة المساهمة في قوات لحفظ السلام في ليبيا بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي اذا طلبت منها الامم المتحدة ذلك. ودافع فيسترفيله مجدداً عن موقف بلاده إزاء عدم المشاركة في هجمات عسكرية ضد القذافي، موضحاً أن هذا الموقف يتم احترامه لأن بلاده تفعل الكثير في المجال الإنساني. وفي الوقت نفسه أعرب فيسترفيله عن تأكده من أن نهاية نظام القذافي “مجرد مسألة وقت”، وقال: “يتعين عليه “القذافي” أن يذهب، وسيذهب، وإننا مقتنعون بذلك”. وذكر الوزير الألماني أن القذافي يقود حرباً ضد شعبه، وقال: “هدفنا هو أن تكون ليبيا حرة وسلمية وديمقراطية بدون القذافي”. ومن جانبه، تحدث العيسوي عن “فرص كبيرة جداً” للتعاون بين ليبيا وألمانيا في المستقبل، معربا في الوقت نفسه عن تفهمه لعدم مشاركة ألمانيا في العملية العسكرية. وكان فيسترفيله يرافقه وزير التنمية الألماني ديرك نيبل وصلا امس إلى بنغازي في زيارة مفاجئة. وبمناسبة الزيارة قرر الوزيران مضاعفة المساعدة الإنسانية الألمانية لليبيا إلى أكثر من 15 مليون يورو. وقال فيسترفيله قبل مغادرة برلين: “الناس في ليبيا يريدون مستقبلاً سلمياً وحراً بدون القذافي، هذا أيضاً هدفنا. الديكتاتور يقف على الجانب الخطأ من التاريخ”. وذكر فيسترفيله أنه يتعين على القذافي التنحي ووقف حربه ضد شعبه فوراً، وأضاف: “زيارتنا لبنغازي تظهر أن ألمانيا صديق وشريك للقوى الديمقراطية في ليبيا”. ومن جانبه، قال نيبل إن ألمانيا تريد المساهمة في استقرار الأوضاع في ليبيا في أسرع وقت ممكن. وبذلك تصبح ألمانيا الدولة الثالثة عشرة التي تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي. لكن القذافي الذي يحكم ليبيا منذ 1969، اكد امس الاول مجدداً انه لن يتراجع قيد انملة رغم الانشقاقات وغارات الاطلسي وتعدد الدعوات الدولية له للتنحي خصوصاً من روسيا الحليف السابق له. وقال القذافي، بحسب ما نقل عنه رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج الروسي كيرسان ايليومجينوف “انا لست رئيس وزراء ولا رئيسا ولا ملكا. انا لا اشغل اي منصب في ليبيا. لهذا السبب ليس علي التخلي عن اي وظيفة”. وقد التقى الرجلان في طرابلس حيث لعبا الشطرنج وبث التلفزيون الليبي مشاهد للمباراة ظهر فيها الزعيم الليبي مرتديا برنسا بنيا ويضع نظارات سوداء. واضاف ايليومجينوف “القذافي قال لي انه لا يعتزم مغادرة ليبيا، مشدداً على ان ليبيا وطنه، وانها الارض التي قتل فيها ابناؤه واحفاده”. ويكرر القذافي بذلك ما كان اكده في تسجيل صوتي بث في 7 مايو اكد فيه انه رغم القصف “لن نخضع ابدا، لن تستطيعوا هزيمة شعب مسلح”. وجاءت تصريحات القذافي الاحد أيضا في رد فعل على “الضمانات” التي اعلنت تركيا انها ستوفرها للقذافي في حال قرر مغادرة بلاده. ولا يتوقع ان تلقى محاولة الوساطة التركية تجاوبا من طرف النظام الليبي، شأنها في ذلك شان المسعى الأفريقي و”خارطة الطريق” التي يتوقع ان تعرضها روسيا. إلى ذلك أعلن الحلف الأطلسي أنه “يتخذ التدابير الضرورية لحماية المدنيين” غربي طرابلس. وقال الأطلسي في بيان “على طول الساحل الشمالي الغربي لليبيا، بين طرابلس والحدود التونسية، يرفض ليبيون تخلى عنهم نظام القذافي منذ وقت طويل شرعية هذا النظام، وعبر القيام بذلك فإنهم مهددون بهجمات”. وأضاف البيان أن “الحلف الأطلسي يتابع الوضع من كثب ويتخذ التدابير الضرورية لحماية المدنيين”.