محمد حامد (الشارقة)
قبل 5 سنوات من تتويجه بطلاً للدوري الإنجليزي مع ليستر سيتي، في واحدة من أكبر المعجزات في تاريخ الكرة العالمية، كان جايمي فاردي لاعباً في فريق ستوكسبريدج، أحد أندية الدرجة السادسة في إنجلترا، ليس هذا فحسب، بل كان يتدرب ويلعب مع الفريق، وفي الوقت ذاته يعمل بدوام جزئي كعامل في أحد المصانع، مما يعني أنه كان يعيش حلم كرة القدم بعقلية أقرب إلى الهواية، ولم يكن يحلم بأن يصبح بطلاً للبريميرليج، أو منافساً على لقب هداف المسابقة الأكبر والأشهر في العالم.
وحقق فاردي مجداً كروياً ينحني له الإنجليز احتراماً وتقديراً، فقد انتقل من دائرة الأسماء المجهولة إلى صفوف المنتخب الإنجليزي، وقاد ثعالب ليستر للقب البريميرليج موسم 2015 - 2016، ولم تتوقف إنجازات «الثعلب المكافح» عند هذا الحد، بل إنه يواصل تحقيق المعجزات الكروية، وآخرها أنه رفع رصيده التهديفي في البريميرليج إلى 85 هدفاً في 183 مباراة، متفوقاً في معدله التهديفي على نجوم يتمتعون بشهرة كاسحة.
فاردي تفوق بمعدله التهديفي الحالي على النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي أحرز 84 هدفاً في 196 مباراة بالدوري الإنجليزي مع مان يونايتد، وعلى الرغم من أن «الدون» أقرب لمركز الجناح، فيما يقوم فاردي بمهام رأس الحربة، إلا أن النجم البرتغالي يحمل صفة اللاعب الهداف في نهاية المطاف، كما تفوق فاردي على النجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز الذي أحرز 84 هدفاً في البريميرليج، واحتاج إلى 200 مباراة للوصول إلى هذا العدد من الأهداف.
رقمياً أيضاً يتفوق «ثعلب ليستر» على الهداف الإسباني فرناندو توريس الذي احتاج إلى 212 مباراة لكي يسجل 85 هدفاً، فيما فعلها إيدين هازراد وأحرز 85 هدفاً في البطولة الإنجليزية بعد ظهوره في 245 مباراة، مما يؤشر إلى أن فاردي المكافح الذي لا تحاصره الأضواء يظل أفضل رقمياً وتهديفياً من رونالدو وتيفيز وتوريس وهازارد.
جانب آخر، يتعلق بما يمكن وصفه بـ«معجزة فاردي»، وهو أنه ركل الكرة للمرة الأولى في الدوري الإنجليزي، حينما كان يبلغ 27 عاماً، في حين حظي رونالدو وتوريس وهازارد وغيرهم من النجوم بفرصة التدرج في النجومية من العمر الصغير، وصولاً إلى مراحل النضج الكروي، ويظل فاردي أحد صناع إعجاز الثعالب، والأهم أنه يواصل رحلة الإبهار منذ أن وجد لنفسه موضع قدم في كوكب البريميرليج.