دبي (الاتحاد) - وجه عيسى سعدون مدرب المحرق البحريني الشكر إلى لاعبيه الذين تحلوا بالطموح والرغبة في الفوز، وتحقيق إنجاز هو الأول من نوعه للأندية البحرينية، والتي لم يحالفها الحظ للفوز بلقب بطولة الأندية الخليجية منذ انطلاق نسختها الأولى عام 1982، وقال “حققنا إنجازاً تاريخياً هو الأول على مستوى الأندية البحرينية، وسعادتي لا توصف، حيث تمكنا من تحقيق حلم طال انتظاره على مدار 26 نسخة ماضية، ونجحنا في قهر كل الصعاب من أجل العودة باللقب إلى البحرين”. ونجح المحرق في أن يستغل أخطاء الوصل الذي دخل لاعبوه المباراة بثقة زائدة للاحتفال المبكر بالفوز باللقب، مما أدى لأن ينقلب السحر على الساحر، وصب في صالح الضيوف البحرينيين الذي عادوا باللقب الأول والأغلى. وأهدى سعدون اللقب إلى المسؤولين وشعب البحرين وجماهير المحرق، وقال “البطولة هي أقل هدية للقيادات، والجماهير، ونحن نادي بطولات، وتعودنا دائماً على المنافسة، وصنع الإنجازات، وهو ما تحقق على أرض الواقع أمام الوصل”. وأضاف: “كانت مباراة صعبة للغاية، خاصة أننا كنا تحت ضغط طيلة الأيام الماضية، حيث خسرنا في لقاء الذهاب بثلاثية، وأعتقد أن فريق الوصل دخل اللقاء بأريحية وثقة زائدة، كما سبقت المباراة احتفالات وصلاوية باللقب، وكان ذلك واضحاً جداً، وهو ما سعينا لاستغلاله، حيث كان هدفنا هو ضرورة التقدم بهدف سريع منذ البداية، وفرض أسلوبنا، وكلمتنا في الملعب، وطالبت اللاعبين بعدم اليأس أو التفكير في نتيجة مباراة الذهاب”. وقال عيسى سعدون “تمكنا من السيطرة على مفاتيح لعب الوصل، خاصة دوندا وأوليفيرا، فيما كان طرد الحارس ماجد ناصر كلمة السر ونقطة التحول الإيجابية التي أعطت للاعبي فريقي الدافع القوي لمواصلة المباراة بالقوة نفسها، من أجل الفوز، خاصة بعد التقدم بهدف مبكر، مما إنعكس على ارتفاع المستوى خلال الشوط الثاني، الذي شهد سيطرتنا الكاملة على مجريات اللعب”. وأشار سعدون إلى أن المحرق كان قادراً على حسم المباراة في الدقائق الأخيرة بعد أن اتيحت له أكثر من 3 فرص محققة للتسجيل، ولكن الإرهاق والتسرع أثرا على تركيز لاعبيه، خاصة أمام مرمى الوصل، وقال “لم تهتز ثقتي في قدرة فريقي على الفوز بضربات الترجيح، لأننا تحضرنا بشكل قوي لهذه المواجهة، ولم نترك شيئاً للمصادفة” وأضاف: “لم يكن بمقدور أي فريق يلعب بنقص عددي مثل الوصل مجاراة فريق بكامل قوته، ورغم ذلك حالف الحظ فريق الوصل، ووصلت المباراة إلى ضربات الترجيح التي تحضرنا لها جيداً، كما كان تركيز لاعبي فريقي في قمته، وكانت هناك رغبة وإصرار وتحدي في نفوسهم”. وقال: “تفادينا أخطاء مباراة الذهاب، وعالجنا السلبيات التي ظهرت خلالها، وأردنا تقديم مستوانا الحقيقي، حيث تأثر اللاعبون بعض الشيء في المباراة الماضية بالهالة الإعلامية والحضور الكبير للأسطورة الارجنتينية مارادونا، ولكننا نجحنا في عزلهم عن هذا التأثر في لقاء العودة، وطالبتهم بعدم التركيز مطلقاً على تصرفات مارادونا وإنفعالاته خارج الملعب، كما أننا لم نقدم ولو 20 % من أدائنا الحقيقي، ولكننا برهنا أن المحرق نادي بطولات، وقادر على قلب الموازين في أي لحظة وثأرنا لأنفسنا في النهاية”. وأشار مدرب المحرق إلى أن أجواء المباراة صبت لمصلحة فريقه، حيث كانت الاحتفالات هي المسيطرة على فريق ولاعبي وجماهير الوصل، مما إنعكس بالشحن المعنوي الإيجابي على لاعبي فريقه، ولفت إلى أن إنجاز الفوز باللقب الأول في هذه البطولة لنادي بحريني سيدفع بقية الأندية البحرينية للقتال والمنافسة بقوة على هذه اللقب خلال النسخ القادمة. وعن معنى الفوز على مارادونا بالنسبة له كمدرب وطني شاب، نجح في أن يحقق إنجازاً لفريقه على حساب مدرب بحجم مارادونا، قال “شرف لي اللعب أمام فريق يدربه مدرب عالمي، ونجم يعرفه العالم أجمع، وهو أسطورة بمعنى الكلمة، وبالتأكيد هو أمر مريح بالنسبة لي، ولكن الهدف لم يكن مارادونا لأنه في النهاية مدرب مثله مثل أي مدرب آخر في العالم الآن، بل كان الفوز على الوصل في أرض الملعب وليس ماراودنا، ولم نشغل بالنا بالمقارنة الفردية أو الشخصية مطلقاً بل كانت المهمة تتعلق بضرورة الفوز والعودة باللقب وتحدي كل الظروف والصعاب وهذا ما تحقق بالفعل”.