مصطفى عبدالعظيم (دبي) - اكتظت قاعة تداول سوق دبي المالي أمس بالمستثمرين، في مشهد غاب عنها عدة سنوات، تحت تأثير موجة التفاؤل التي رفعت معنويات المتعاملين بعد قرار مؤسسة مورجان ستانلي الأميركية أمس، بترقية أسواق الإمارات إلى مؤشر الأسواق العالمية الناشئة. وبدا الوضع في السوق أمس مغايراً لما كانت عليه قبل عدة أسابيع عندما كان عدد الحضور في القاعة لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، بينهم موظفون من مكاتب الوساطة. وبينما ظهرت علامات التفاؤل على وجوه المستثمرين الذين حضر بعضهم إلى السوق للمرة الأولى بعد انقطاع دام خمس سنوات، انشغل موظفو شركات الوساطة في تلبية الطلبات الكثيفة من قبل المستثمرين سواء بالبيع والشراء. ورصدت «الاتحاد» خلال تواجدها داخل قاعة تداول سوق دبي المالي حالة من النشاط اللافت للمستثمرين والشركات الذين لم تغادر أعينهم شاشات التداول إلى درجة اعتذار عدد منهم عن الحديث أثناء الجلسة. ودارت عدة نقاشات سريعة بين مجموعات من المستثمرين جاءت بشكل منسق للمرة الأولى للمشاركة في اتخاذ القرار المناسب للاستفادة من موجة الصعود القوية للسوق. وفي حين اقترح البعض البيع بعد مرور ساعة واحدة من التداول للاستفادة من الصعود بالحد الأدنى للعديد من الأسهم، كانت هناك آراء ترفض هذا التوجه وتدعو لعدم البيع في ظل التوقعات بتواصل موجة الصعود لفترات أكبر، مع بدء توجيه الصناديق الاستثمارية العالمية سيولتها للأسواق المحلية خلال الأشهر المقبلة تدريجياً إلى حين تفعيل قرار مورجان ستانلي في مايو 2014. قال المستثمر ناصر علي، الذي لم يبد انشغالاً بمتابعة تحركات الأسهم، إنه يزور السوق بعد انقطاع استمر 5 سنوات. وأضاف «أنا لست هنا من أجل البيع أو الشراء..تكبدت خسائر قاسية بنهاية عام 2008 وبداية 2009، وكانت سبباً في خروجي تماماً من الأسواق». لكن الارتفاعات التي حققها السوق مؤخراً، وسماعه بقرار «مورجان ستانلي» المنتظر منذ عامين ونصف العام، شجعه على الحضور إلى السوق. وقال «عدت لأراجع حساباتي لدى الوسطاء ولتحديث بياناتي». وناصر علي كان واحداً من عشرات اصطفوا أمام مكتب سوق دبي المالي الخاص بتحديث البيانات واستخراج حسابات مستثمرين جدد، التي سجلت ارتفاعاً ملحوظاً منذ بداية العام الحالي. أما أبو نسيم، أحد المستثمرين القلائل الحريصين على التواجد يومياً في سوق دبي المالي منذ سنوات طويلة، الأكثر سعادة بتواجد أعداد غفيرة من المستثمرين، على غير العادة، مبديا سعادته بقوله «السوق اليوم عشرة على عشرة في كل شئ من ارتفاعات ومكاسب مستثمرين وأجواء إيجابية وتركيز»، مذكراً بالأجواء التي كان عليها السوق خلال سنوات الذروة. وقال أبونسيم «أرى وجوهاً جديدة..وأخرى لم تأت إلى هنا منذ سنوات..هذا يدعو إلى التفاؤل بمستقبل التعاملات». ولفت إلى أن الارتفاعات التي شهدتها جلسة الأمس، لاسيما خلال النصف ساعة الأولى كانت بمثابة رد فعل إيجابي ومنطقي لخبر طال انتظاره ويؤسس لبناء مرحلة جديدة من النمو في السوق الذي يترقب قرارات أخرى تعزز مسيرة هذا الانتعاش. بدوره، أشار المستثمر محمد مطر إلى أنه يحرص على التواجد في السوق على فترات متباعدة، لكنه منذ أن تابع الارتفاعات المتواصلة في السوق خلال الأسابيع السابقة، اتفق مع مجموعة من الأصدقاء المستثمرين على التواجد في السوق أمس، لمتابعة انعكاسات قرار ترقية الأسواق على مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة. وقال إن السوق يعكس أجواء مبشرة بالخير لكن يجب أن يواكب ذلك مستويات أعلى من الشفافية والإفصاح لدى رؤساء مجالس إدارة الشركات، خاصة فيما يتعلق بالإفصاح عن الأرباح والممارسات التي تؤثر أحياناً على صغار المستثمرين. وحازت الارتفاعات القياسية لأسهم سوق دبي المالي خلال النصف ساعة الأولى من التعاملات على تركيز كامل من المستثمرين الذين توافدوا للسوق قبل بداية الجلسة بنحو نصف ساعة، لمتابعة تحركات الأسهم عقب قرار الترقية والتواجد مباشرة لدى مكاتب الوساطة لاتخاذ قراراتهم بالبيع أو الشراء تخوفاً من إضاعة الفرصة. واعتذر مستثمرون عن الحديث أثناء الجلسة، ومنهم صالح الهويدي الذي عادت «الاتحاد» لمحاورته بعد انتهاء التداولات. وقال الهويدي إن مستويات التفاؤل لدى العديد من المتداولين مرتفعة للغاية، ويجب أن تستمر السوق في هذا الاتجاه، وإلا تكون بمثابة ردة فعل سريعة على قرار مورجان ستانلي الإيجابي، متوقعاً أن يشهد السوق نوعاً من الهدوء في بعض الفترات.