السيد سلامة (أبوظبي) - كشفت نتائج أولية لاستطلاع أجراه مجلس أبوظبي للتعليم لقياس مدى رضا أولياء أمور الطلبة عن مستوى التعليم في المدارس الحكومية والخاصة في الإمارة، عن أن 47% من الطلبة يتلقون دروساً خصوصية في مختلف المواد الدراسية، و51% من الطلبة يقضون ساعة أو أقل في الاستذكار والتحصيل الدراسي. كما كشفت نتائج الاستطلاع أن مستويات رضا أولياء الأمور عن تحصيل أبنائهم في مختلف المواد الدراسية “متدنية نسبياً”، حيث كانت أعلى ما يمكن تجاه نتائج التحصيل في مادة التربية الإسلامية حوالي 62,0%؛ في حين كانت أقل ما يمكن عن التحصيل في اللغتين العربية والإنجليزية؛ حيث بلغ متوسط الرضا عن تحصيل الطلبة في هاتين المادتين 57,4% و57,6% على التوالي، وكذلك الأمر بالنسبة لمادة الرياضيات، حيث كان متوسط الرضا عن التحصيل في هذه المادة حوالي 58,1% فقط. وحول معدل الأوقات التي يقضيها الطلبة في الدراسة اليومية والأسبوعية وإنجاز الواجبات البيتية، أشارت النتائج إلى أن حوالي 6% فقط من الطلبة يقضون ما معدله ثلاث ساعات فأكثر يومياً في دراستهم وإنجاز واجباتهم، في حين أن حوالي 51% منهم يقضي ساعة فأقل. يشار إلى أن وحدة البحوث في المجلس بصدد نشر جميع النتائج النهائية المتعلقة ببقية مجالات الاستبيان أولاً بأول بعد اكتمال دورة الاستجابة عليه منتصف يونيو الحالي؛ ليصار في النهاية إلى تجميعها في تقرير واحد متكامل يعرضها بموضوعية وشفافية، مع ما ينتج عنها من توصيات واقتراحات، مؤكداً أن أبواب المجلس مفتوحة لكل رأي يصب في مصلحة تعليم أبنائنا الطلبة. وأكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، أن المجلس يؤمن تماماً بأن العملية التعليمية لا تتم ولا يكتب لها النجاح إلا بمشاركة جميع الأطراف ذات العلاقة، من بيت ومجتمع ومدرسة، وذلك من خلال إبداء آرائهم في تخطيطها ومتابعة تنفيذها وتقييمها. وقال “إن هذه الاستطلاعات تأتي أداة من أدوات التقويم الخارجي لجودة العملية التعليمية، ومن خلال جهة مهتمة وذات مساس مباشر بهذه العملية، وهم الطلبة وأولياء أمورهم”، ما يضفي على الآراء المقدمة هنا صفة الموضوعية والصدق والثبات، وهي سمات وخصائص ضرورية وأساسية في أي استطلاع رأي عملي يراد لنتائجه وتوصياته أن تكون الموجه والمؤشر نحو اتخاذ قرارات عملية وسليمة. وأشار معاليه إلى أن استطلاعات هذا العام جاءت لتقيس آراء أولياء الأمور والطلبة في مجالات مشتركة تتعلق بالبيئة المدرسية من الناحيتين المادية والاجتماعية، ومستوى مشاركة أولياء الأمور في صناعة القرار المدرسي، ومستوى رضاهم عن فاعلية العملية التعليمية وطرائق التدريس وأساليب التعلم، بالإضافة إلى الاستفسار منهم عن مستوى رضاهم عن علاقة المناهج بتقاليد وعادات وثقافة المجتمع الإماراتي، والإرشاد الأكاديمي والمهني ومدى مساهمة المدرسة في إعداد الطالب للمستقبل وسوق العمل، كما تم ترك مساحة للتعبير عن آرائهم بكل حرية وموضوعية من خلال تضمين الاستطلاع سؤالاً مفتوحاً يطلب منهم وضع مقترحاتهم وملاحظاتهم بكل حرية وموضوعية. وأشار الدكتور مسعود بدري المدير التنفيذي لقطاع البحوث في مجلس أبوظبي للتعليم، إلى أن هذه التجربة وعلى الرغم من حداثتها، قد أكدت لمجلس أبوظبي للتعليم اهتمام أولياء الأمور بمثل هذه الاستطلاعات، وحرصهم على المشاركة فيها والاستفسار المستمر عنها وعن نتائجها، وكذلك الأمر بالنسبة لأبنائنا الطلبة في المدارس الحكومية التي استهدفهم استطلاع هذا العام من خلال عينة ممثلة للصفوف من الخامس ولغاية الثاني عشر. وهذا ما تؤكده نسب الاستجابة على الاستطلاعين لغاية الآن من جهة، وحرص الفئات المشاركة على الاتصال المستمر مع وحدة البحوث وفريق العمل المختص في المكاتب الإقليمية الثلاث: أبوظبي، والعين، والغربية؛ وأوضح الدكتور بدري أنه من المتوقع أن تتجاوز نسبة الاستجابة على استطلاع أولياء الأمور النسبة التي وصل إليها استطلاع العام الماضي؛ أي أكثر عن خمسين ألف مستجيب، وكذلك الأمر بالنسبة لاستطلاع الطلبة؛ حيث من المتوقع أن تتجاوز نسبة الاستجابة ربع المجتمع المستهدف؛ وهذه النسب والأرقام تعتبر كافية بل لغايات وأهداف هذا الاستطلاع، لكنه في الوقت نفسه تمنى من الجميع ضرورة المشاركة، لأن رأي كل ولي أمر وطالب يهمنا؛ فرأي ولي الأمر نفسه قد يختلف عن اثنين من أبنائه في المدرسة نفسها، أو أبناء له في مدارس متعددة. وأكَّد أن المجلس سيقوم بنشر نتائج هذه الاستطلاعات أولاً بأول بكل شفافية وموضوعية، وستكون متاحة للجميع من أجل الاطلاع عليها وحتى مناقشتها لمن شاء، بالإضافة إلى تقارير صحفية دورية تواكب عملية التطبيق وصولاً للنتائج النهائية، ليصار في النهاية إلى تقرير جامع لها جميعها، ويربط في الوقت نفسه بين آراء الطلبة وأولياء أمورهم حيال بعض القضايا المشتركة. عينة الاستطلاع أشارت نتائج الاستطلاع فيما يخص العينة المشاركة، إلى أن نسبة مشاركة الإناث (52%) في استطلاع أولياء الأمور أكثر عن أولياء الأمور الذكور (48%). كما أشارت هذه النتائج إلى أن حوالي (90%) من أولياء الأمور الذين استجابوا إلى هذا الاستطلاع والبالغ عددهم لغاية هذا التاريخ حوالي 44 ألف مستجيب يعمل أحدهما (الأب أو الأم) إما في القطاع العام أو الخاص؛ وأن حوالي (26%) منهم يعمل كلاهما (الأب والأم).