ساسي جبيل، وكالات (تونس، واشنطن) ناقش الرئيسان الأميركي باراك أوباما والإيطالي سيرجيو ماتاريلا في البيت الأبيض أمس الأول الجهود المشتركة الرامية إلى محاربة تنظيم «داعش» في ليبيا ، فضلاً عن الحاجة لمساعدة الليبيين على تشكيل حكومة وحدة. وشكر الرئيس الأميركي لنظيره الإيطالي مساهمات بلاده في الحرب الدولية ضد التنظيم الإرهابي بما في ذلك العمل للحفاظ على منعه من الحصول على موطئ قدم في ليبيا. وقال أوباما للصحفيين: «سيسمح لنا هذا بمنعه من بناء قدراته العسكرية التصدي لمحاولاته الرامية إلى اكتساب موطئ قدم له في ذلك البلد». في موازاة ذلك ، اجتمعت خلية التنسيق الأمني والمتابعة في تونس أمس، بإشراف الحبيب الصيد رئيس الحكومة وحضور وزراء الدّفاع والداخلية والخارجية وعدد من المسؤولين العسكريين والأمنيين، لتدارس الوضع الأمني والمستجدات في ليبيا والتطورات المحتملة وتداعياتها في ضوء تمدّد تنظيم «داعش» في هذا البلد ومحاولات عناصر إرهابية التسلّل إلى التراب التونسي. واستعرضت الخلية وسائل الوقاية من الإرهاب ومكافحته وملاحقة الإرهابيين في أوكارهم والقضاء على عدد منهم، إلى جانب اكتشاف عدد من الخلايا الإرهابية النائمة وإحباط مخططات إرهابية خطيرة. وأقرّت الخلية تدعيم الوجود العسكري والأمني على الحدود التونسية الليبية، معتبرة أن التهديدات الإرهابية القائمة والمخاطر المحدقة بالأمن القومي في ظلّ الأوضاع الإقليمية المضطربة تتطلب تعميق الوعي بدقة المرحلة وملازمة اليقظة وتفادي كلّ ما من شأنه أن يعيق جهود الوحدات العسكرية والوحدات الأمنية في الحرب على الإرهاب وتأمين سلامة المواطنين وحماية المؤسسات والممتلكات. إلى ذلك، أكد الخبير الاقتصادي التونسي راضي المؤدب في تصريح لإذاعة أكسبريس أف أم أن التدخل العسكري المحتمل في ليبيا سيكون سببا في لجوء مليوني شخص إلى تونس التي كانت احتضنت نحو مليون لاجئ من 65 جنسية إبان دخول قوات «الناتو» إلى ليبيا في العام 2011. وقال الخبير التونسي: إنّ الحرب ضد تنظيم «داعش» في ليبيا ستطول، وهو ما سيؤثر سلباً على الاقتصاد التونسي؛ لأنّ اللاجئين الليبيين سيستهلكون المواد التونسية المدعمة من طرف الدولة، مما سيتسبب في التأثير على ميزانية الدولة التي تعيش إنهاكاً اقتصادياً خلال السنوات الأخيرة. كما حذّر المؤدب أيضاً من اندساس بعض الإرهابيين ضمن اللاجئين الفارين من هذه الحرب المحتملة، داعياً الحكومة للضغط على المجتمع الدولي لمساعدة تونس في إيواء الهاربين من التدخل العسكري. جدير بالذكر أن الآلاف يصلون يومياً عبر المطارات والمعبرين الحدوديين (رأس الجدير، وذهيبة) إلى الأراضي التونسية في موجة هجرة لم يحصل أن لوحظت منذ 5 أعوام. شولتز يحذر من الانعكاسات الأمنية والاقتصادية تونس (أ ف ب) أكد رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز أن استقرار ليبيا يصب في مصلحة المغرب وأوروبا في حين تثير الفوضى فيها حالة من القلق المتنامية لدى جارتها تونس. وقال أمام البرلمان التونسي إن لدى الاتحاد الأوروبي «الهدف نفسه وهو قيام حكومة وحدة وطنية تتولى مهامها بدعم كامل من الشعب الليبي». وأضاف أن على الأوروبيين أن يدركوا كل «التبعات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية لعدم الاستقرار في ليبيا على السلم المدني والنمو الاقتصادي لديكم ولدى جيرانكم». وزار شولتز أمس منطقة سوسة التي شهدت في يونيو اعتداء تبناه تنظيم «داعش» وأوقع 38 قتيلا بين السياح بينهم 30 بريطانيا.