ينتظر أن يتضاعف عدد مستخدمي شبكة الإنترنت في كل من البرازيل وروسيا والهند والصين وإندونيسيا إلى 1.2 مليار مستخدم بحلول عام 2015 الأمر الذي سيعزز نمو شركات الوسائط الإعلامية وشركات الاتصالات الهاتفية بحسب تقرير أصدرته مؤسسة بوسطن كونسلتنج جروب انك الاستشارية. بذلك سيكون في هذه الدول ثلاثة أمثال مستخدمي شبكة الإنترنت في الولايات المتحدة واليابان معاً، بزيادة تبلغ ضعف العدد في نهاية عام 2009، حسب تقرير صدر مؤخراً، وسيتضاعف عدد أجهزة الكمبيوتر الشخصية في الدول الخمس إلى أكثر من 920 مليون جهاز وستعمل الهواتف المحمولة المرتبطة بشبكة الإنترنت على تعزيز النمو بحسب التقرير. ومع انفتاح المستهلكين على الإنترنت فإنهم سيقضون وقتاً أطول على الشبكة الأمر الذي سيشكل مكاسب كبرى لشركات تقديم برامج التسلية والترفيه بحسب التقرير. في ذلك قال جاك لي محلل الإنترنت في جيوتاي جونان سكيوريتيز في شينزن بالصين: “إن أسواق الإنترنت الأسرع نمواً هي تلك الأسواق التي لديها حالياً معدلات اختراق منخفضة واقتصادات راسخة وتقع جميع دول «بريك» وهي البرازيل وروسيا والهند والصين في هذه الفئة. وفرص الإعلان على الشبكة والاقتصاد الإلكتروني في هذه الأسواق هائلة”. إن الديموغرافيات المتغايرة لمستخدمي شبكة الإنترنت ستخلق مصادر جديدة للابتكار في غير العالم المتقدم، بحسب بول سافو مدير ديسيرن انك شركة بحوث الاستثمار المتمركزة في سان فرانسيسكو. وقال سافو إنه مثلما مارس الكوريون الجنوبيون الألعاب الاجتماعية قبل سنوات من إصدار شركة زينجا جيم نتووركس لعبة “فارمفيل” في الولايات المتحدة في مقدور أي دولة نامية أن تبادر أولاً بنشر مفاهيم مثل “ميكروكاش” أو الدفعات الافتراضية الصغيرة بحسب سافو الذي قال: “هُنالك التشكيلة المثالية، وهي أعداد ضخمة من السكان مع اهتمام محلي مكثف وأصحاب مشاريع محليين لديهم الدراية الفنية وكل ما يفعلونه هناك ليس مجرد إيجاد مزيد من المستخدمين والمستهلكين بل إيجاد مزيد من المبتكرين”. وبجانب مجموعة بريك (البرازيل وروسيا والهند والصين) أضافت مؤسسة بوسطن الاستشارية إندونيسيا نظراً لتعداد سكانها الذي يفوق 240 مليون نسمة ونسبة مستخدمي الهواتف المحمولة فيها البالغة 66 في المئة، والتي تزيد على نسبة المستخدمين في الصين والهند بحسب ديفيد سي مايكل معد التقرير. كما قال تاكر جرينان رئيس قسم بحوث الاتصالات الهاتفية الآسيوية في اتش اس بي سي هولدنجز في هونج كونج: “من ضمن الأسواق الثلاث الصين والهند وإندونيسيا نرى أن لإندونيسيا فرصاً أفضل لنمو إيرادات الاتصالات الهاتفية. ولا يزال هناك مجال كبير في مناطق الريف الأندونيسي”. وبحسب بوسطن الاستشارية ستصل نسبة الاشتراكات اللاسلكية في إندونيسيا إلى 100 في المئة من عدد السكان بحلول عام 2015، ما يعني أنه سيكون لبعض المستخدمين أكثر من جهاز واحد. وقال جرينان: “وتعتبر سوق الصين واعدة للغاية. وفي رأيي أن مجال الإنترنت في الصين هو أفضل قطاع فرعي في منطقة آسيا المحيط الهادي كافة”. وجاء في التقرير أيضاً أن عشرين في المئة من سكان الصين يملكون أجهزة كمبيوتر شخصية، وهناك عشرات الملايين غيرهم من المستخدمين للشبكة في مقاهي الإنترنت أو لأجهزة كمبيوتر مشتركة في المنازل أو العمل ما أوصل عدد مستخدمي الإنترنت في الصين إلى 384 مليون مستخدم في نهاية العام الماضي، ما يساوي نحو ثلاثة أمثال عددهم عام 2006. وقال مايكل إنه لن يكون في مقدور شركات الوسائط الإعلامية والاتصالات العازمة على النمو في الأسواق الصاعدة تطبيق الصيغة نفسها في كل دولة بالنظر إلى أن استخدام الإنترنت يتطوَّر بطرق مختلفة تتوقف على الثقافة والتكنولوجيا وإمكانية الحصول على الخدمة مادياً. وأضاف مايكل أنه لم يكن في الهند سوى 7 في المئة من السكان يستخدمون الإنترنت في نهاية عام 2009، وهي النسبة الأقل في الدول الخمس الواردة في التقرير، كما أن المستخدمين الهنود يقضون نصف ساعة على الشبكة في اليوم وأن أنشطتهم الأكثر انتشاراً هي الاستخدامات الإنتاجية مثل البريد الإلكتروني والبحث عن وظائف، وينتظر أن يتغير ذلك مع استفادة شركات الوسائط من زيادة عدد المستخدمين الذي سيبلغ 19 في المئة بحلول عام 2015. وجاء في التقرير أن عدد مستخدمي الإنترنت في البرازيل وروسيا سيزيد بحلول عام 2015 إلى 74 في المئة، و55 في المئة من السكان على الترتيب، من نحو الثلث العام الماضي. وأن توصيلات الإنترنت عالية السرعة ستكون في متناول إمكانات عدد أكبر من السكان، وستزيد سرعة شبكات الهواتف المحمولة لتتيح تطبيقات أكثر تنوعاً بجانب الرسائل النصية والدخول المقيد على الشبكة. (عن واشنطن بوست) ترجمة - عماد الدين زكي