ميدان الرولة ليس مجرد نصب تذكاري لشجرة قديمة، إنما ذاكرة للتاريخ ،وساحته كانت ملتقى لأهل الشارقة والإمارات في الأعياد وسباق الخيول والموقع الأثير للسمر والذكريات وتمتد جذوره في وجدان الناس. ولأهمية ميدان الرولة وما يرمز إليه من تاريخ وتراث الأجداد بدأت بلدية الشارقة مشروع تطوير حديقة ميدان الرولة مطلع العام الجاري، بتكلفة تقدر بـ 22 مليون درهم وأنجزت ما يزيد على 20% من المشروع ومن المتوقع أن يتم الإنتهاء من المشروع مطلع العام المقبل. سلطان المعلا مدير بلدية الشارقة أوضح أن مشروع تطوير حديقة ميدان الرولة الذي يعد من أقدم ميادين الشارقة ويعود تاريخه إلى 150 عاماً(في النصف الثاني من القرن التاسع عشر) يعتبر من المشروعات المهمة التي تساهم في الحفاظ على التراث، فكم من لقاءات عقدت بالقرب من شجرة الرولة التي كانت بالميدان وكم من مصالحات وصفقات تجارية تمت تحت ظلالها الوارفة ثم اختفت كل تلك المظاهر ليصبح ميدان الرولة في الشارقة ملتقى للبسطاء ومتنفسَ الباحثين عن الراحة بعد عناء يوم طويل من الكد والعرق، للمئات من العمالة الآسيوية الذين يقصدونه من جميع أنحاء الدولة للقاء الأقارب والأصدقاء خاصة يوم الجمعة ، ثم جاء مشروع التطوير ليعيد إلى الميدان أمجاده التاريخية وذكرياته. وأكد أن مشروع تطوير الميدان يحظى باهتمام خاص من حكومة الشارقة، ويهدف إلى الحفاظ على التراث والطراز الإسلامي اللذين تتميز بهما إمارة الشارقة، ويسير العمل في المشروع وفقاً للخطة والتوقيت الزمني المحدد لها ، مشيراً إلى أنها ليست المرة الأولى التي تعمل فيها حكومة الشارقة على تطوير الميدان ، حيث تم تنفيذ مشروع لتطوير الميدان عام 1976، وأقيم نصب «الرولة» التذكاري، وانتهى العمل فيه عام 1982، ليعتبر بعدها مرفقاً سياحياً. كما أوضح أن التصميم الجديد للحديقة يتميز باحتوائها على 7 نوافير منها ثلاث رئيسية وخمس فرعية، بالإضافة إلى كافتيريا تم تصميمها على شكل شجرة الرولة التي تتميز بها الحديقة وتعد من معالم الشارقة. ونوه إلى أن عملية التطوير تأتي ضمن خطة البلدية الرامية إلى تطوير جميع الخدمات والمرافق التابعة لها. وعن القيمة التراثية والتاريخية لميدان الرولة كان عبد العزيز المسلّم مدير إدارة التراث في الشارقة، قد أشار إلى أن الميدان استمد اسمه من الشجرة، وأقيم على ما تبقى من أغصانها اليابسة نصب تذكاري في قلب الميدان، وهو عبارة عن مجسم نحاسي تم تصميمه على شكل شجرة الرولة كرمز لها. ميدان الرولة شهد العديد من الأحداث القومية، كما يؤكد عبد العزيز المسلم، منها انطلاق جنازة رمزية للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، كما كان مقراً لأصحاب المهارات البدنية يقدمون عروض المصارعة وقوة العضلات وشد السيارات، ويقرعون الطبول في الأعياد، ويأتي الصقارون بصقورهم المدربة، ويقوم حملة البنادق بعرض مهاراتهم في رمي البنادق والتقاطها في الهواء في أجواء كرنفالية افتقدها المكان، كما أصبح الميدان عبر السنوات الماضية مقصد المتسوقين من مهرجان رمضان الشارقة، وأضفى عليه الشهر الكريم طابعاً آخر من الخصوصية والجمال من خلال الإضاءات المنتشرة على جانبيه.