حوار : أكرم يوسف
يملك أكثر من وجه ··
أفضل لاعب في العالم عام 1995
أول أفريقي يفوز بالكرة الذهبية في أوروبا
لعب لأندية موناكو وباريس سان جيرمان وميلان وتشيلسي والجزيرة
وأيضا هو صاحب أجمل هدف ربما في تاريخ كرة القدم
و الوجه الآخر ··
سفير لليونيسيف ويقوم بالكثير من المهام الخيرية لمساعدة الأطفال في العالم والفقراء في ليبريا
و رئيس حزب الكونجرس الديمقراطي من أجل التغيير في ليبيريا
والمرشح في انتخابات الرئاسة في ليبريا العام الماضي
'الملك جورج ' هو صاحب كل هذه الوجوه ·
جورج ويا نجم الجزيرة عام 2002 عاد لزيارة الإمارات مرة أخرى واستعاد الذكريات الجميلة مع زملائه ،واستعدنا معه الكثير من الذكريات عن الجزيرة والانتخابات في هذا الحوار·
لعبت مع الجزيرة بقلبي ··والمدرب أجبرني على الرحيل
لقب واحد ويبدأ عصر البطولات في الجزيرة
* في البداية رغم التأييد الكبير الذي وجدته من الشعب الليبيري إلا انك خسرت معركة انتخابات الرئاسة الأخيرة ؟
**معركة الرئاسة في ليبريا معقدة للغاية ،والحقيقة أننا لم نخسر المعركة بل فزنا مرتين ،ولكنها في النهاية جزء من المؤمراة العالمية ،وتلك هي السياسة ولكننا كنا نعمل من أجل التغيير والسلام والإنسانية وتوفير حياة أفضل للشعب الليبري ،والجميع يعلم أنني فزت في الانتخابات حتى أعضاء الحزب الموجود حاليا في السلطة يدركون أنني حصلت على الأغلبية في الانتخابات ولكن ما حدث حدث،و نحن نحترم ذلك وليبريا تمضي للإمام الآن في سلام بعيدا عن الصراعات وهو ماكنا نسعى إليه ·
* ماذا تعلمت من تلك الانتخابات ؟
** تعلمت الكثير من الأشياء ،في مقدمتها الخداع والحيل والكذب ،وشاهدت العديد من الصور المتناقضة في تلك الانتخابات وأحيانا يكون بجوارك صديق تثق فيه وفجأة تجده في اليوم التالي يتحدث ضدك في كل مكان مقابل بضعة دولارات وهذا يبدو عاديا في لعبة الانتخابات، وفي النهاية أنا سعيد بالتجربة واستفدت منها كثيرا وسنعود مرة أخرى للمحاولة في المستقبل بخبرة أكثر والمهم حاليا أن ليبريا تعيش في سلام ·
* رغم كل ما حدث هل ستخوض انتخابات الرئاسة المقبلة ؟
** نعم بالتأكيد لأنني رئيس حزب الكونجرس الديمقراطي من اجل التغيير( سي دي سي ) ومؤسس هذا الحزب ،والكثير من أفراد الشعب يطلبون مني الترشح مرة أخرى للرئاسة ،وهذا هو حزب الشعب الذي يحظي بالأغلبية ويضم أكثر من مليون شخص ·
*ما الفرق بين مباراة الرئاسة ،ومباراة الكرة ؟
لا يوجد فارق كبير بينهما ،لأنك أحيانا في مباريات الكرة تجد حكماً يحتسب ضدك ركلة جزاء غير صحيحة ،أو يطرد لاعبا من فريقك لم يرتكب شيئا ،وأيضا في مباريات الكرة تحتاج للتركيز والقوة والحماس طوال الوقت ،ونفس الشيء تجده في انتخابات الرئاسة ·
* كيف تقبلت خسارة انتخابات الرئاسة في ليبريا ؟
**نعم أنا لا أحب الخسارة ،ولكن دعني أقل لك مرة أخرى أنني لم أخسر في انتخابات الرئاسة ،ولكن بلغة الكرة عندما يحتسب الحكم ضدك ركلة جزاء غير صحيحة وتخسر المباراة ماذا يمكنك أن تفعل تجاه ذلك ،لاشيء بالطبع لا يمكنني اللجوء للفيفا في لعبة السياسة ·
تجربة الجزيرة
* بماذا تشعر وأنت تتدرب مع فريقك السابق الجزيرة ؟
**أشعر بكثير من السعادة لأنني قضيت هنا أياما جميلة ،وعدت مرة أخرى لرؤية زملائي القدامي وأصدقائي ،والنادي الذي قضيت فيه وقتا رائعا ،وكل زملائي الذين قابلتهم يبادلونني نفس الحب والاحترام وهو ما يضاعف من سعادتي ·
* قبل ثلاثة مواسم كان الجزيرة قريبا جدا الفوز بالدوري والكأس وفي النهاية استقر به الحال في المركز الثاني ولكن بعد رحيلك لم يقترب أكثر مما حقه عندما كنت تلعب معه ؟
* * في عالم الرياضة بشكل عام هناك قررات من المدربين قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة ، وعندما تولى بيت هامبرج تدريب الجزيرة لم يكن لديه إحساس بقيمة المهمة التي نقوم بها من أجل حصول الفريق على بطولة ،وكان يشعر دائما انه ظل لأن جورج ويا ضمن فريقه ،وبدأت محاولاته للتخلص مني وكان يدفعني للرحيل ،وفي الوقت الذي رحلت فيه كان الفريق ثاني الدوري ووصيف الكأس ،وكان أيضا يضم مجموعة رائعة من الوجوه الصاعدة التي تملك الكثير من الإمكانيات وقدمنا سويا عملا رائعا ومعنا جيمس ديبا ،واستفدنا جميعا من تجربة المركز الثاني في الدوري والكأس وتعلمنا من التجربة لعدم تكرار الأخطاء في الموسم الجديد من اجل الفوز بالدوري ولكن المدرب بيت هامبرج أحبطني وكان يدفعني للرحيل ولذلك غادرت ·
*ماذ يحتاج الجزيرة للفوز بلقب ؟
**الجزيرة يحتاج فقط إلى لقب ليبدأ عصر البطولات ،الجزيرة لا يحتاج لتطوير الفريق لأنه بالفعل يملك مجموعة رائعة على المستوى الفردي والجماعي ،إنه فقط بحاجة إلى شخص يحفز اللاعبين ويجعلهم يؤمنون بقدراتهم ويدفعهم للأفضل دائما وتجاوز المواقف الصعبة وإذا خسروا مباراة عليهم ألا يتوقفوا أمامها طويلا ،بل ينظرون للإمام ويفكرون في المباراة التالية لتحقيق الفوز ·
وللأسف المدرب الذي تولى الفريق بعد فيرسلاين وهو بيت هامبرج لم يكن لديه برنامج وكان هدفه جمع المال وإبعادي عن الفريق ،وعندما حضرت إلى الجزيرة لم يكن هدفي البحث عن المال ،لأنني أستطيع تحقيق ذلك بعدة طرق أخرى وكان أمامي عرضا مغريا من فريق مترو ستار الأمير كي وقلت في ذلك الوقت لبطي القبيسي إنني ألعب مع الفريق بقلبي واتصل بي يوسف عبد الله وطلب منى اللعب للجزيرة وعدم الذهاب إلى مترو ستار ،ولم أطلب ملايين الدولارات كما يحدث من بعض النجوم لأنني كنت حريصاً على إقامة جسور من الصداقة مع نادي الجزيرة وجماهير الإمارات والاستفادة من تلك التجربة ،ولو كنت ابحث عن الملايين لكنت ذهبت إلى قطر أو السعودية كما ورفضت عرضا من روما الإيطالي عندما غادرت ميلان لأنني ارفض ارتداء قميص آخر غير قميص ميلان أو اللعب ضد ميلان لأنني أعتبر نفسي أحد أفراد أسرة ميلان ،وعندما حضرت إلى هنا كان بداخلي نفس الإحساس وهو أنني أحد أفراد أسرة الجزيرة، هذا النادي الذي أضاف لي الكثير من الخبرات وعشت معه تجربة سعيدة للغاية ،وكل الناس الذين تعاملت معهم كانوا سعداء بتواجدي وهذا ما لمسته من زملائي اللاعبين ومن المدرب فيرسلاين ،ولكن لسوء الحظ رحل فيرسلاين وجاء هامبرج ودفعني للرحيل وتجاهلني في معسكر هولندا وكلما اتصل به يطلب مني الانتظار حتى مرت خمسة أسابيع وأخبرت بطي ورحلت خاصة عندما طلبني أصدقائي لإنقاذ الشعب الليبيري من الأزمات السياسية والاقتصادية وسط الصراعات والحروب ·
ومن الصعب نسيان تلك التجربة الرائعة مع الجزيرة وعشت أياما جميلة في ابوظبي بعيدا عن الضغوط وكل الناس في كل مكان يشعروني بهذا الحب·
وعندما عدت مرة أخرى لزيارة أصدقائي في الجزيرة وجدت نفس الحب والتقدير لأنني لم أتعامل معهم يوما ما على أنني نجم كبير وكنت قريبا جدا منهم ،ودعني أوجه الشكر لكل أفراد أسرة الجزيرة والشيخ حمدان على الأوقات السعيدة التي عشتها هنا والحب الذي وجدته من الجميع والخبرة التي اكتسبتها ،وفي المستقبل لا أحد يعلم ربما أعمل في الجزيرة مرة أخرى وأحلم أن أرى الجزيرة فريقا عظيما ·
*كم من الوقت يحتاج فريق الجزيرة للفوز ببطولة ؟
**اعتقد أن هذا سيحدث قريبا جدا ،خلال العامين المقبلين·
هتافات عنصرية
* مارأيك في ظاهرة العنصرية ضد صامويل ايتو وأصحاب البشرة السوداء في ملاعب أوروبا ؟
لقد تعرضت لذلك عندما كنت لاعبا في صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي ،وكانت الجماهير تهتف ضدي في بعض الأحيان ،وعلينا أن نتعامل مع هذا الوضع بهدوء لأن ما يحدث ضد الإنسانية والمبادئ والقيم وكم أنا سعيد من موقف الفيفا بمحاربة العنصرية ،وأعتقد أن تصرف ايتو بالخروج من الملعب كان صائبا وكان لابد أن يظهر للناس غضبه الشديد مما يحدث ضده ·
سمعة أفريقيا
*بعد الأداء المتواضع لسفراء أفريقيا في كأس الأمم الأخيرة هل تعتقد أنهم قادرون على تقديم صورة مشرقة للقارة في المونديال ؟
**لايجب أن نبني قناعتنا على أداء المنتخبات الخمس في كأس الأمم الأفريقية ،لأن كأس العالم تختلف تماما عن كأس الأمم الأفريقية وعندي ثقة أن تلك المنتخبات ستظهر للعالم وجهاً مختلفاً الصيف المقبل في ألمانيا لأن الدوافع مختلفة،وفي كأس الأمم الأفريقية الأخيرة كانت مصر الأفضل وقدمت عروضا جيدة وتستحق بالفعل التهنئة على ما قدمته في تلك البطولة من إصرار واستقرار وتنظيم جيد·