تتخلى بعض الأسر المغربية عن مشاريع السفر والاصطياف في الإجازة الصيفية من أجل القيام بأعمال تجديد البيت والأثاث، وتستغل الكثير من الأسر إجازة الصيف حيث يكون الجيران في إجازة للقيام بأعمال هدم وبناء وتوسيع غرف البيت، وهو ما يصعب القيام به في فترات أخرى من العام خشية ازعاج الجيران أو تأثير هذه الأعمال على دراسة الأطفال لأن البيت يكون في حالة فوضى وينشغل الآباء بأعمال التجديد عن مراقبة أبنائهم. ويتخذ الأمر لدى بعض الأسر شكل عمل جماعي حيث يساهم جميع أفراد الأسرة في أعمال تجديد البيت واختيار الديكورات والتصميمات الجديدة، ويعمد بعض الآباء الى اشراك أبنائهم في عملية تجديد البيت لملء وقت فراغهم ولاقناعهم بأن مدخرات العطلة تم صرفها على أعمال تجديد البيت التي تتضمن إعادة الترميم أو الهدم والبناء من جديد وأعمال الصباغة والكهرباء وتركيب الجبس والأرضيات والحمامات وأعمال السباكة والأسطح والمطابخ وتجديد ديكور الأبواب والنوافذ الخشبية والزجاجية. لقد أصبحت ثقافة تغيير تصميم المسكن وتجديده في الصيف تقليدا سنويا يحرص عليه الموظفون في المغرب حين تسمح لهم الميزانية بذلك، حيث إنهم لا يجدون وقتا أنسب للقيام بأعمال الصباغة وتجديد البلاط وديكور المنزل أفضل من فصل الصيف، وتشغل عمليات إعادة تجديد المنازل حيزا مهما من عمليات المقاولات خلال الصيف، حيث تسعى الأسر الى إنهاء تجديد المنزل بشكل يواكب اهتماماتها وتطلعاتها ويعكس ذوقها وحاجتها من التصاميم العصرية الحديثة، قبل انشغالها بالعمل ودراسة الأبناء. وتسيطر التصاميم الحديثة للمنازل على معظم خيارات المغاربة لاسيما الذين يقومون بتجديد منازل قديمة ورثوها عن آبائهم، حيث يواكب تجديد المنزل أحدث التغييرات العصرية في عالم التصاميم الداخلية للمنازل، ويغلب عليه التطورات التقنية الحديثة كاستخدام الإضاءة والنباتات ووضع أرضيات خشبية وتحويل الجدران الى واجهات زجاجية أو لوحات طبيعية وإدخال التقنيات الحديثة في التحكم بمختلف الأجهزة بالمطبخ والحمام وغرفة المعيشة. ويعتمد المغاربة على الانترنت لاختيار أحدث التصاميم والأساليب المستخدمة في تجديد المنازل، وذلك من خلال الاطلاع على ما تعرضه شركات المقاولات والإنشاءات والتعرف على التوجه العام في التصاميم الداخلية للمنازل الحديثة. إصلاح وبناء وطلاء وتقول عائشة بنعلي “موظفة” إنها اتفقت مع زوجها والأطفال على التخلي عن مشاريع السفر والاصطياف خلال العطلة وتخصيص مدخرات العائلة لتجديد البيت والقيام ببعض الاصلاحات في الكهرباء والحمام والمطبخ وغرف الأطفال، وتضيف: “يقضي أغلب الموظفين عطلتهم في تجديد البيت فلا خيار لهم غير ذلك.. ودائما ما يشتكون من نفاذ العطل دون استغلالها في السفر والراحة، حيث تشغلهم أعمال البناء والاصلاح والطلاء وكل ما أجلوه خلال الأشهر الماضية عن تمضية العطلة وفق ما كانوا يحلمون به”. وتوضح أن هذا التجديد الذي يليه تنظيفا شاملا للمنزل وتأثيث الغرف وغسل الأفرشة والأغطية، يوفر جوا هادئا وصحيا للأسرة طيلة العام القادم ويمكن أفرادها من العيش في بيت يوفر جميع متطلبات الحياة الجديدة. وعن أحدث التصاميم والأساليب المستخدمة في تجديد المنازل والتي يقبل عليها المغاربة بكثرة، تقول بنعلي “يهتم المغاربة كثيرا باعادة طلاء الجدران بالصباغة الحديثة وتركيب آخر صيحات السيراميك المغربي، ورسم لوحات طبيعة على الجدران وتركيب الألمنيوم، وفيما يتعلق بتوزيع الغرف أصبح المغاربة يفضلون تقليص صالون الضيافة لصالح غرف النوم والمعيشة كما يفضلون أن يكون المطبخ وغرفة المعيشة متصلان”. لمسات بسيطة وتتفاوت تكاليف تجديد المنزل حسب مساحة البيت وحجم التغييرات التي تنوي الأسرة القيام بها وحسب نوعية وجودة مواد البناء والطلاء والأثاث ومعدات التزيين والديكور، وتتباين طريقة تجديد البيت حسب المستوى المعيشي للأسرة حيث إن بعض الأسر تكتفي بتجديد جزء من البيت والقيام بلمسات بسيطة وبعضها يقتصد في أجرة العمال ويكتفي باستأجار عاملين ومساعدتهما اثناء العمل، أما البعض الآخر فيستعين بمهندسين وفنيين ويعمد إلى المغالاة في أعمال تجديد البيت وتجهيزه وإعداد الحديقة وسطح المنزل ليتحول البيت إلى مبنى آخر مختلف تماما عن الأول.