معتز الشامي (دبي)

لا مجال إلا الفوز وحصد «النقاط الكاملة».. الأهداف واضحة ومحددة.. والمعنويات تعانق السماء.. والمنتخب في قمة الجاهزية لبلوغ النقطة السادسة من مباراته الثانية للانقضاض على قمة المجموعة السابعة، عندما يخوض المواجهة المهمة اليوم أمام الضيف الإندونيسي، ضمن المرحلة الثانية من التصفيات الآسيوية المشتركة إلى نهائيات كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، بطموحات الفوز ولا شيء غيره، وذلك لضرب عصافير عدة بحجر واحد، أولها الحصول على ثقة الشارع الرياضي، ومحاولة تقديم أداء مقنع، يرضي عنه الجماهير بعد المستوى الذي لا يتناسب مع قدرات الفريق في اللقاء الأول أمام ماليزيا، والذي حسمه «الأبيض» بهدفين مقابل هدف أمام 80 ألف متفرج في كوالالمبور. يضاف إلى ذلك القفز على صدارة المجموعة السابعة التي يحتل منتخبنا مركز الوصافة فيها بـ3 نقاط، خلف تايلاند المتصدر «4 نقاط»، حيث يحتاج «الأبيض» إلى النقطة السادسة قبل السفر لمواجهة تايلاند يوم 15 أكتوبر الجاري، في مباراة قوية تعتبر بمثابة «المفتاح السحري» للاقتراب من التأهل إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من التصفيات المونديالية.
ويدرك الجهاز الفني للمنتخب أن الجماهير التي يتوقع أن تزحف بأعداد كبيرة في لقاء اليوم، تنتظر أن ترى شكلاً مختلفاً وأكثر توازناً أمام منافس لا يملك تاريخاً كبيراً في «الكرة الصفراء»، وبالتالي يكون الفوز مع جمالية الأداء من الأمور المطلوبة، وهو ما شدد عليه الهولندي مارفيك خلال التدريب الأساسي أمس الأول.
وينوي الجهاز الفني إجراء تغييرات بسيطة على تشكيلة المنتخب، خاصة في الدفاع والوسط، حيث يتوقع الدفع بالكمالي والحسن صالح، وكلاهما صاحب خبرة دولية كافية، بالإضافة إلى الدفع بالوجه الجديد عبدالله رمضان، في ظهوره الأول مع المنتخب. وكلف مارفيك لاعبي «الأبيض» بضرورة تقارب الخطوط عند بناء الهجمات، ما يسهل صناعة الفرص لعلي مبخوت، الذي سيلعب مهاجماً وحيداً، وخلفه عبدالله رمضان جناحاً متحرراً، بينما ربما يدفع مارفيك بأحمد خليل، لتجربة اللعب برأسي حربة، خاصة في حال التسجيل المبكر، ما يريح أعصاب المنتخب ويدفع اللاعبين للأداء بثقة أمام الجماهير في لقاء اليوم.
وحذر مارفيك لاعبي «الأبيض» من التهاون بالمنافس الإندونيسي الذي جاء ليقاتل على فرصته، بدليل وصوله إلى الدولة قبل أسبوع، ودخولِ معسكر مغلق استعداداً للمباراة، حيث تطورت الكرة الآسيوية، وأصبحت كل المنتخبات لديها عناصر قوة في أدائها. وركز الجهاز الفني خلال التدريب الأساسي على ضرورة التفاهم في تحركات الوسط دفاعاً وهجوماً، حيث عاب أداء المنتخب في المباراة الأولى، افتقاد التركيز في التمريرات وفقدان الكرة بسهولة، ما فتح الطريق أمام المنتخب الماليزي للتسجيل، وعمل الجهاز على علاج تلك الأخطاء خلال المعسكر الحالي، كما لجأ مارفيك إلى المحاضرات النظرية وعرض أشرطة الفيديو التي توضح سلبيات وإيجابيات أداء اللاعبين بشكل جماعي وفردي.

مارفيك: نواجه منافساً لا يمكن التنبؤ بأدائه وطالبت اللاعبين بالحذر
أكد الهولندي بيرت فان مارفيك، مدرب منتخبنا، جاهزية «الأبيض» لخوض مباراته أمام إندونيسيا اليوم، وقال «أحترم المنافس ولا أستهين به، ولا يمكن التنبؤ بأدائه أو المستوى الذي يظهر عليه، وكان فريقاً غير محظوظ بالفعل أمام ماليزيا وتايلاند، إلا أنه يلعب كرة قدم سريعة، ولديه نزعة هجومية، وطالبت اللاعبين بضرورة الحذر أمامه، والأداء بجدية كبيرة، ويجب علينا أن نفرض أسلوبنا الخاص». وأضاف خلال التجمعات الماضية، قمنا باستغلال كل لحظة ودقيقة في إعداد اللاعبين، وتعويدهم على طريقة اللعب التي نريد تطبيقها، أعرف أن هذا الأمر لن يحدث بين يوم وليلة، ولكننا كنا نحتاج فترات أطول للتجمع، لأننا حالياً نتجمع 5 أو 6 أيام قبل المباريات، وذلك لتدريب اللاعبين على أسلوب اللعب الذي نعتمد عليه حالياً، وأعتقد أن ضغط «روزنامة» الدوري يحول دون ذلك، عموماً نحن نعمل وفق الظروف المتاحة أمامنا، وواثق بقدرات اللاعبين ورغبتهم في الأداء بقوة أمام الضيف الإندونيسي.
وحول تصريح مدرب إندونيسيا بأنه جاء للتسبب في متاعب لـ«الأبيض»، قال «أرى أن تصريحه طبيعي ومنطقي، فكل مدرب يأتي للفوز ولا شيء سواه، ولن يؤثر ذلك على معنويات لاعبي فريقي أو يزيدها، وكذلك لن يقللها، المهم أن نسعى لفرض أسلوبنا، خصوصاً أنني بدأت الاستعداد لهذه المواجهة منذ صافرة نهاية مباراة ماليزيا، وأعرف أن المنتخب لم يقدم أداءً جميلاً، لأنني مدرب أميل للعب الهجومي وجماليات الأداء، وأثق بأننا مع الوقت نصل إلى أفضل مستوى ممكن».
وفيما يتعلق بعدم استدعاء إسماعيل مطر لاعب الوحدة، قال «في المؤتمرات الصحفية لا أناقش اختياراتي من اللاعبين، أو لماذا لم أقم بضم هذا اللاعب أو ذاك، لدي الثقة التامة بجميع اللاعبين في قائمتي والتي تضمنت 9 لاعبين شباب». وامتدح الهولندي قدرات عمر عبدالرحمن، وقال: هو لاعب استثنائي، ويمكنك أن تلاحظ ذلك في لحظة تعمل معه مدرباً، وتطور كثيراً في الفترة الماضية، حيث كان معنا في معسكر البحرين، وكنا حذرين من إشراكه قبل أن يلعب في ناديه، وحالياً لعب دقائق أكثر في المباريات الماضية مع الجزيرة، والآن جاهز 90%». وعما أن يكون عدم تسجيل مهاجمي «الأبيض» في دوري الخليج العربي، بعد انقضاء ثلاث جولات يصيبه بالقلق، وقال: «شيء طبيعي أن يسجل بعض المهاجمين أحياناً ولا يسجل آخرون، وأراه ليس أمراً مقلقاً ولا أمنحه أكثر من حجمه».

ماكمينمي: جئنا للفوز ولن نكون «لقمة سائغة»
أكد الأسكتلندي سيمون ماكمينمي، مدرب إندونيسيا، أنه جاء مع فريقه لإصابة «الأبيض» بأضرار كبيرة وتقديم أداء متميز، والفوز عليه في عقر داره، مشيراً إلى أن مباراة اليوم أمام الإمارات ستكون قوية، وأنه سيقاتل من أجل نتيجة إيجابية، ولن يكون لقمة سائغة أمام أصحاب الأرض.
وأعلن ماكمينمي التحدي لمنتخبنا مبكراً، معتمداً على أن فريقه ليس لديه ما يخسره، وأنه حرر اللاعبين من الضغوط التي واجهتهم خلال مباراتي ماليزيا وتايلاند، خلال سبتمبر الماضي.
وعن لقاء اليوم، قال: المباراة صعبة لأن منتخب الإمارات فريق كبير وعريق، ولديه جهاز فني على مستوى عالٍ من الخبرة والكفاءة، ولاعبون يمزجون بين حيوية الشباب وخبرة الكبار، ومع ذلك أعلن التحدي لنفسي مدرباً وفريقاً جاء لتحقيق الفوز لتعويض خسارتنا أمام ماليزيا وتايلاند، وحاولنا تدارك أخطائنا خلال الفترة الماضية، ونعمل على إعداد أسلحتنا التي نخوض بها المباراة، حيث درسنا منتخب الإمارات بشكل جيد، وتعرفنا على الطريقة التي يؤدي بها، ونعرف تماماً مواطن القوة والضعف لديكم.
وأضاف: «سنعمل على التركيز على جماعية الأداء والتي ستساعدنا في الظهور الطيب، لكي نحسن التعامل مع المباراة بما يساعدنا على تحقيق الفوز».
وعن سر تعرض الفريق لخسارتين خلال المباراتين الماضيتين، قال: «لكل مباراة ظروفها، قدمنا أداءً جيداً أمام ماليزيا، ولكن الظروف والضغوط التاريخية بين البلدين في ديربي له خصوصيته، شكل جانباً سلبياً، حيث وضع اللاعبون أنفسهم تحت ضغوط هائلة، وأمام تايلاند أدينا ولم نوفق، عموماً نحن استفدنا من دروس المباراتين، وجاهزون للقاء الإمارات اليوم بطموحات كبيرة من أجل الفوز، سنكون نداً قوياً وليس منتخباً ضعيفاً، وأعوّل على الروح القتالية للاعبي فريقي وثقتي فيهم كبيرة للغاية.
وتطرق ماكمينمي للصعوبات التي تعانيها الكرة الإندونيسية، خاصة في عدم انتظام المسابقة، وقال: «روزنامة الدوري تضع اللاعبين تحت ضغوط كبيرة وتؤثر على الأداء، لكننا نتمنى تدارك ذلك، واستعداداتنا للمباراة جيدة للغاية، وأعرف أن مارفيك ما زال حديث العهد بالكرة الإماراتية، ونستغل ذلك لمصلحتنا، عبر إرباك خططه داخل الملعب».

«الأبيض» يتفوق بالجبهة اليمنى والاستحواذ أقوى الأسلحة
يعتمد «الأبيض» في تكتيكه الهجومي على الطرف الأيمن، الذي ظهر بصورة طيبة، في افتتاح التصفيات القارية الحالية، وشن منتخبنا عبره أفضل هجماته المؤثرة في تلك المواجهة أمام «النمور»، بنسبة نجاح بلغت وقتها 40%، لكن هذا لا ينفي ظهور العدد الأكبر من المحاولات الهجومية عبر العمق، بما يزيد على نصف إجمالي الهجمات، التي نفذّها «الأبيض» في مباراته الأولى، وأنتج بواسطته هدف الفوز، وعلى المستوى الدفاعي، عانى منتخبنا كثيراً من الطرف الأيسر الدفاعي، الذي تسبب في استقبال الهدف الوحيد في شباكه حالياً، قبل أن يصحح الجهاز الفني الوضع، خاصة أن العرضيات شكلت خطورة فائقة على دفاعاتنا في الشوط الأول أمام ماليزيا، لكن الفترة الثانية شهدت اختفاء الكثير من تلك الخطورة. وبرغم احتلال منتخب إندونيسيا المركز الأخير في هذه المجموعة، واستقباله 6 أهداف في مباراتين، إلا أن خطورته الهجومية تظهر من خلال الهجمات المرتدة المتحركة السريعة، وهي التي منحته هدفيه في هذه التصفيات الجارية، وهو ما يجب أن يفطن له منتخبنا، خاصة أن أقل عدد من التمريرات القصيرة، كفى «النسور» للتسجيل، بعد تمريريتين بينيتين من الجبهة اليسرى والعمق، وفي ظل اعتماد «الأبيض» المتوقع على امتلاك الكرة والضغط المبكر على المنافس، خاصة أن تراجع معدلات الاستحواذ في المواجهة الأولى، التي بلغت 43%، سمحت للمنافس وقتها بالسيطرة على كثير من فترات اللقاء، وهو ما لن يكرره فريقنا أمام إندونيسيا، وبالتالي، لن يُصبح أمام المنافس سوى التركيز الكامل على الهجمات المرتدة الخاطفة.
ومن جهة أخرى، كشفت مباراتا «النسور» في بداية التصفيات، عن قصور دفاعي شديد يظهر بنسبة 83% في الشوط الثاني، خاصة في آخر نصف ساعة، وسكن شباكه نصف عدد الأهداف عبر منطقة قلب الدفاع، مقابل 33.3% من الجانب الأيسر، و16.7% من الجبهة اليمنى، وبدا واضحاً أن الهجوم المنظم، الذي يخلط بين السرعة أحياناً، والإيقاع الهادئ في بعض الفترات، هو السبيل الأفضل لبلوغ شباك إندونيسيا، وهو أمر يجيده «الأبيض» في المرحلة الحالية، في ظل إقامة المواجهة على ملعبه، وتبقى نقطة مهمة للغاية، تشير إلى ارتكاب دفاع «النسور» الكثير من الأخطاء، في مواجهة تمريرات المنافسين العرضية، التي أسفرت عن اهتزاز شباكه بنسبة 50%، وكذلك أحدثت التمريرات البينية السريعة والألعاب الثنائية تأثيراً واضحاً، بالمساهمة في إحراز 33.3% من الأهداف في مرماه.

النصر يتكفل بشراء 1000 تذكرة
قرر النصر شراء 1000 تذكرة لمباراة «الأبيض» وإندونيسيا اليوم، ودعا النادي الجماهير الإماراتية بصفة عامة وجماهير «العميد» خاصة، إلى الحضور وملء مدرجات استاد آل مكتوم، لشحذ همم لاعبي «الأبيض» الذين يحملون لواء الوطن في تصفيات المونديال، مؤكداً أنه يعمل على توفير كل سبل الراحة لجميع الجماهير للاستمتاع باللقاء. من ناحية أخرى قرر الوحدة تسيير حافلات من مقر النادي لتشجيع المنتخب.

منتخبنا بـ «الأبيض» وإندونيسيا «أحمر»
يرتدي منتخبنا الزي الأبيض الكامل، فيما يظهر إندونيسيا باللون الأحمر، خلال مباراة اليوم، جاء ذلك خلال الاجتماع الفني صباح أمس، بقاعة الاجتماعات باستاد آل مكتوم بنادي النصر، وحضره إبراهيم النمر الأمين العام المساعد للشؤون الفنية باتحاد الكرة، ومراقب المباراة اسلاموف دافلاميند ومقيم الحكام لام شي هو، ومسؤولو المنتخبين وممثلو الجهات المعنية، ومنهم إسماعيل راشد مدير المنتخب، وسالم النقبي المسؤول الإعلامي، وحسان فهد رئيس قسم دعم المنتخبات، بالإضافة إلى الطاقم الأردني المكلف بإدارة المباراة بقيادة أدهم المخادمة «ساحة»، أحمد مؤنس «مساعد أول»، محمد بكار «مساعد ثان»، أحمد يعقوب حكماً رابعاً.
وشهد الاجتماع مناقشة بعض النقاط الفنية الخاصة بالمباراة ومراجعة اللائحة الخاصة بالتصفيات، حيث أكد مراقب المباراة أهمية الالتزام بالتعليمات الصادرة من الاتحادين الدولي والآسيوي.