الشارقة (الاتحاد)

أكد الفنان والناقد التشكيلي الإماراتي علي العبدان، حرص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على أن يشكل المشهد العمراني في الشارقة امتداداً للحضارة العمرانية العربية والإسلامية المنتشرة في بقاع الأرض كافة.
جاء ذلك، خلال جلسة استضافها البيت العربي في إسبانيا، ضمن فعاليات الاحتفاء بالشارقة ضيف شرف الدورة الـ 37 من معرض ليبر الدولي للكتاب مدريد، وأدارتها الكاتبة صالحة عبيد، بحضور نخبة من المثقفين والكتاب والإسبان والإماراتيين.
وفي وصفه لبداية تاريخ الهندسة المعمارية، قال العبدان: «ظهرت العمارة نتيجة لتحايل الإنسان على الفراغ ليحول منه مأوى حضارياً ومساحةً للمنفعة، ومن ثم انتقل بعد ذلك نحو زخرفة المكان، ليضيف بذلك البعد الجمالي للهندسة المعمارية».
وأضاف العبدان: «العمران تجسيد للحياة، وتعبير عن ممارسة الإنسان لوظيفته على هذه الأرض، حيث ابتكر ظروف عيشه وطورها وأضاف عليها الرسومات والزخرفات والألوان التي حقق من خلالها انتصاره على الفراغ من ناحية، وأدخل السكينة والرضا إلى نفسه من ناحية ثانية».
وأوضح العبدان أن الحاجات المتشابهة للبشر على اختلاف الجغرافيا والمعتقد، تجلت في التشابه الكبير بين مكونات العمارة في العالم، وأشار إلى أن الزجاج الملون الذي يستخدم اليوم في المساجد، كان قد استخدم للمرة الأولي في الكنائس، ومن ثم امتد ليصبح سمة معمارية عامة يستخدمها الجميع بمختلف مذاهبهم، وذلك بسبب التأثير الكبير للألوان السبعة المستخدمة في هذا النوع من الزجاج، على استقرار وتوازن النفس البشرية.
وتابع العبدان: «هناك مبان كثيرة في الشارقة تعتبر تحفاً معمارية مميزة، مثل مسجد الإمام أحمد بن حنبل، ومبنى بلدية الشارقة وبيوت الأثرياء والتجار القدامى، ولو بحثنا في الأعمدة التي تحمل أسقف هذه المباني لوجدناها مأخوذة عن أعمدة قصر غرناطة أو القصر الجعفري في بغداد، والتي تشكل بدورها الأعمدة التي شهدتها الحقبة الأخيرة من الحضارة اليونانية».