يتمتع الفنان الإماراتي هزاع الرئيسي بصوت مميز يحمل بين طياته الأداء الصحيح والسليم ليكون امتداداً لمجموعة من عمالقة الفن الإماراتي، وخاصة الفنان ميحد حمد، يملك موهبة في اختياراته، وغالبا ما تنال أغانيه استحسان الجميع، يخطط لنفسه بنفسه، ويطلق عليه جمهوره «حنجرة الإمارات الذهبية»، ويصر على الغناء باللهجة الإماراتية لأنه يراها متربعة على القمة، كما يعتبرها وسيلته لطرق أبواب الأغنية الخليجية والعربية، في هذا اللقاء نلقي الضوء على أمور عدة تخص ساحة الطرب. لم ينكر هزاع الرئيسي، في بداية حديثه مع «الاتحاد»، أنه عاني في البدايات «إلى حد ما»، من تشبيه صوته بصوت الفنان ميحد حمد، مؤكداً أنه انتهى الأمر لاحقاً بعدما استطاع أن يثبت من خلال أدائه وطبقات صوته أنه متميز ومختلف، قائلاً: «وجدت نفسي إلى درجة كبيرة في الأغنية الإماراتية وبرعت في أدائها، وأعتقد أن السبب الرئيسي لتوجهي النوعي هو أن طبقة صوتي مختلفة عن الطبقات الأخرى، خصوصا أن البعض وصفها بأنها امتداد لصوت الفنان القدير ميحد حمد»، وأضاف: «برغم من ذلك أصبح الجميع يعرفني، وحتى لو كان صوتي يشابه صوت ميحد حمد بنسبة 70%، لكن يبقى لدي هوية فنية خاصة تميزني لأن الفنان لا يتكرر وكل شخص لديه «كاركتر» وكاريزما فنية مختلفة عن الآخر»، مؤكداً أن كل أعماله الفنية تكون خاضعة مسبقاً لدراسة دقيقة وقبل قبول أي قصيدة أو لحن لابد من الاطلاع عليهما جيدا للتأكد من ملاءمتها لصوته. الدعم والاحتكار وحول إدارة أعماله والتخطيط إليها، يقول هزاع: «أقوم بالتخطيط الكامل لكل نشاطاتي الفنية، وكل القرارات أتخذها بنفسي وفي بعض الأحيان أقوم باستشارة أحد الأصدقاء من الفنانين المقربين إليّ، وبشكل عام لا أتبع لأي إدارة معينة، بل أغرد وحيداً ضمن نطاق الأغنية الإماراتية التي أتمنى أن أنجح في صناعة هوية خاصة بها مختلفة عما قدم سابقاً»، موضحاً أنه تلقى دعماً واضحاً في مشواره، وقال: «تلقيت منذ بدايتي الدعم الكبير من مسؤولي الدولة، وفي عام 2007 تعاونت مع شركة أغاني وصاحبها علي الخوار، وبالنسبة للاحتكار الهدام فأنا أرفضه كلياً ولست محتكراً من قبل أحد، وستكون إطلالتي المقبلة تحت إدارة أوسع وأشمل في الخطة التسويقية التي خططت لها». وأكد هزاع أنه لا يخاف الارتباط مع أي شركة ضمن مصلحة ظهوره واستمراريته، حيث قال: «لا أخاف هذا الجانب أبداً، لأن الفنان في النهاية هو الأعلم بمصلحته سواء مع شركة أو دونها، فعندما يرى أنها ستخدمه لن يتردد لحظة في الارتباط معها، ولا أخفيك أن الفنان يقع أحيانا بين مطرقة احتكار الشركة له وبين سندان الحاجة لشركة تدعمه وتسوقه»، مؤكداً أن أكثر البنود تخيفه في العقود بند الشرط الجزائي، وقال: «صراحة الشرط الجزائي الذي يترتب عليه دفع مبالغ كبيرة لقاء مخالفة إحدى بنود العقد مثل تجاوز الشركة في نشاط فني معين وعدم الرجوع إليها، من الأمور التي آخذها بعين الاعتبار»، موضحاً أنه لا يمانع في عقود الاحتكار في حالة أن تصب في مصلحة الفنان وخدمة انتشاره خليجياً وعربياً. تسيّد الأغنية الإماراتية يدافع هزاع عن ارتباط صوته وأغنياته باللون الغنائي الإماراتي بشكل خاص، والخليجي بشكل عام، قائلاً: «هذا شيء طبيعي، فالأغنية الإماراتية متسيدة الآن الساحة الفنية الخليجية والعربية وهذا ما لمسته مثلاً في أغنية «أحبك موت» التي حققت نجاحاً كبيراً ووصل صداها إلى الخارج ورددها الكثيرون في المغرب العربي، والدليل على تربع الأغنية الإماراتية قمة الأغنية العربية هو ذلك الإقبال الكبير من الفنانين العرب عليها لدرجة أن بعضهم نجح من خلالها وكثيرون يتمنون أدائها، بكلمات ولحن إماراتي»، مؤكداً أنه يسعى ويعمل من خلال ألبومه المقبل أن يظهر بألوان خليجية أكثر وعربية، وقال: ليس لدي أي مشكلة في ذلك لكن حتى الآن لم أر العمل المناسب الذي سأكون مميزاً به، وقد تلقيت العديد من النصوص إلا أن أحدها لم يقنعني وحقيقة الأمر أني بحاجة إلى دراسة القصيدة واللحن جيداً لأن قناعتي بالأمر أنني عندما أقرر غناء عمل بلهجة عربية فإما أن «يكسّر» الدنيا ويصل لكل العرب وإما فلا داعي له»، من جهة أخرى وعد وعد الرئيسي جمهوره بأنه يخفي بعض المفاجآت في ألبومه والذي سيتنوع بأغان مختلفة. الجسمي وأحلام هناك أكثر من 50 فناناً إماراتياً، لكن الذين اشتهروا عربياً لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة مثل الجسمي وأحلام، فلماذا لم تتكرر هذه الأسماء؟ هنا أجاب الرئيسي قائلاً: «الإمكانيات موجودة ومقومات النجومية موجودة أيضا، إلا أن هناك تقصير من ناحية الإعلام، في ظل عدم قدرة الفنان على تسويق نفسه، وأعتقد أن المشكلة تكمن في أحد جوانبها بهذين الأمرين، أضف إلى ذلك نوعية الخيارات فالبعض يعمل على إرضاء فئة معينة من الجمهور، ناسياً أن الجمهور هو مجموعة من الفئات وعليه إرضائها جميعا»، وأضاف الرئيسي: «المنافسة الشريفة موجودة بين فناني الدولة، والجميل بالأمر أننا نتمنى الخير لبعضنا وكل منا يفرح لنجاح الآخر ولكن بالطبع كل فنان يطمح لأن يكون الأفضل دائما والأكثر انتشاراً، ولكل مجتهد نصيب»، مؤكداً أن الفنانين الإماراتيين حسين الجسمي وأحلام نجحا في الوصول إلى الدول العربية بالأغنية الإماراتية والخليجية والعربية بالنسبة للجسمي، وهما مثالان نفتخر بهما في الإمارات وخارجها. وحول لقبه بحنجرة الإمارات الذهبية، وأنه ما زال يستحق هذا اللقب من الجمهور، قال: «هذا الأمر يعود للجمهور فهو من أطلق هذا اللقب عليّ ولذلك هو المخول للبت به وبالتأكيد شرفني ذلك كثيراً، خاصة أن اللقب يتضمن اسم الإمارات التي أعتز بها كثيراً أينما حللت»، شاكراً في حديثه الملحن والمنتج الإماراتي علي كانو عندما قال له ذات يوم قبل اعتزاله «ليس لدينا في الإمارات إلا أنت بعد ميحد حمد»، حيث أوضح: «هذه شهادة أعتز بها كثيراً من أستاذ كبير في المدرسة الفنية الإماراتية مثل علي كانو ومن الطبيعي أن أشعر بالتميز عن الآخرين عندما أسمع مثل هذه الكلام وهو ما يعطيني دفعا معنويا هائلا لتقديم الأفضل دائما حتى تبقى هذه النظرة في محلها، وهو من الأشخاص الذين نجحت معهم وتميزت أغنياتي التي كانت من ألحانه». الانضمام إلى روتانا وأكد هزاع أن غيابه في الفترة الماضية كانت بسبب تحضيراته وخطته الجديدة، وقال: «نعم في الفترة الأخيرة لم يكن نشاطي كالمعتاد ولكن كنت أجهز لألبوم جديد يرتقي إلى مستوى أفضل الألبومات الخليجية، ويناسب ذوق الناس الذين اعتادوا على مستوى معين من الأغنيات، مؤكداً أنه اجتمع مع مدير شركة روتانا للصوتيات والمرئيات سالم الهندي، وكانت اجتماعات مثمرة، وقال عنها: «الآن انضممت رسمياً لأسرة روتانا وأصبحت أحد أبنائها وهذا شرف كبير لي، لأن روتانا من أكبر وأنجح شركات الإنتاج في العالم العربي، والألبوم سيكون من إنتاجها وتوزيعها»، وقال أيضاً: «شهادتي بالأستاذ سالم الهندي ستكون مجروحة، فلا أنسى كلامه عندما قال لي «أنت الصوت الغير موجود في روتانا ونريد انضمامك إلينا، وحقيقة لاقيت منه كل ترحيب وأتشرف بمعرفتي به». وأوضح هزاع أن موقعه في شركة روتانا يعتمد على مجهوده، وقال: «الأمر يعود لاجتهاد الفنان نفسه وعندما تشعر الشركة أن الفنان نشيط ستدعمه بكل تأكيد، أما أن يجلس الفنان دون بذل أي مجهود فلن تجعله أي شركة ناجحا، فالعمل مبني على التعاون أولا، وبناء على الخطة التي تم الاتفاق عليها مع روتانا فإن هزاع لن يكون مطرباً إماراتياً فقط، بل مطرباً خليجياً وعربياً»، وأكد أنه سيعتمد في ألبومه المقبل فقط على الاختيارات الخليجية، حيث قال: «التصور الحالي هو أن يكون الألبوم خليجيا ولا ننسى أن الأغنية الخليجية مسيطرة على السوق العربي ومستقبلا لابد أن يكون هناك تجارب بلهجات جديدة». «البلاي ستيشن» والزواج تطرقنا في حديثنا، إلى حياته الخاصة بعيداً عن الفن، فقال الرئيسي: «أعيش مثل كل الناس، حياة طبيعية بين الأهل والأصدقاء، وأصحو باكراً على خلاف عادة الفنانين وأمارس رياضة الجري بشكل يومي تقريباً للحفاظ على لياقتي والاهتمام بوزني وأعشق «البلاي ستيشن» وألعبها كثيراً»، أما عن مسألة الزواج ورؤيته عنها، خاصة أنه على أبواب الثلاثين من العمر، فقال: «الزواج قسمة ونصيب ولا يوجد شيء يلوح بالأفق في هذه الفترة والأهل دائما ما يقولون لي حان الوقت وأنا أجيبهم بأن الأمر نصيب». الألبوم الجديد حول تفاصيل الألبوم الجديد وماذا تم إنجازه يقول هزاع الرئيسي: «أنجزنا الألبوم كاملاً تقريباً، وسيتضمن ما بين تسع، أو عشر أغنيات، تعاونت خلالها مع أسماء من خارج الدولة وداخلها، مثل سمو الشيخ راشد بن حمد الشرقي ومن السعودية الشاعر أحمد علوي، والشاعر الكويتي خالد العوضي، وملحنين مثل عصـام كمـال ووليد الشامي».