مصطفى عبد العظيم (دبي)

كشف السير تيم كلارك رئيس شركة «طيران الإمارات» عن انكشاف مجموعة الإمارات على شركة «توماس كوك» البريطانية التي أعلنت إفلاسها مؤخراً، مشيراً إلى أن الناقلة تقوم حالياً بتقييم حجم هذا الانكشاف الذي وصفه بـ«غير القليل»، متوقعاً انعكاس ذلك في النتائج المالية النصف سنوية للمجموعة التي سيتم الإعلان عنها قبل انطلاق معرض دبي للطيران في شهر نوفمبر المقبل.
وأوضح كلارك أن وحدة «دناتا» التابعة لطيران الإمارات تأثرت بإفلاس «توماس كوك» في السوق الأوروبي عموماً والبريطاني خاصة، لوجود عمليات مشتركة معها حيث تقدم «دناتا» خدمات المناولة الأرضية والتموين لرحلات «توماس كوك»، فضلاً عن التعاون في تقديم باقات وبرامج سياحية مشتركة، لافتاً إلى أن انهيار «توماس كوك» يعكس الأوضاع الصعبة التي تمر بها صناعة السفر العالمية والتحديات الكثير التي تواجهها ولا تقدر على مواجهتها سوى الشركات التي تتمتع بنماذج أعمال مرنة وإدارة تتمتع بالكفاءة.
وتوقع كلارك خلال مشاركته في الجلسة الرئيسة بمؤتمر ومعرض الطيران الذي استضافته دبي أمس بحضور محمد عبد الله أهلي مدير عام هيئة دبي للطيران المدني، والشيخ ماجد المعلا نائب رئيس أول طيران الإمارات لدائرة العمليات التجارية، وعادل علي، الرئيس التنفيذي لمجموعة العربية للطيران، وعدد كبير من رؤساء شركات الطيران في المنطقة، أن تحقق طيران الإمارات نتائج إيجابية للنصف الأول من العام، رغم التحديات الكثيرة التي واجهتها خلال هذه الفترة، ومنها إغلاق مدرج مطار دبي الجنوبي للصيانة وتأثيره على العمليات التشغيلية، وكذلك أوضاع الاقتصاد العالمي غير المواتية والحرب التجارية والأوضاع الجيوسياسية في المنطقة والكثير من مناطق العالم.

رحلات مكسيكو سيتي
وأكد رئيس طيران الإمارات أن الشركة ماضية في مواصلة خططها لافتتاح خط دبي مكسيكو سيتي الجديد عبر مدينة برشلونة الإسبانية باستخدام الحرية الخامسة، رغم ما تقوم به شركة «إير مكسيكو» لعرقلة افتتاح هذا الخط، مؤكداً أن طيران الإمارات لديها موافقات من الحكومة المكسيكية التي تدعم الناقلة في تشغيل هذا الخط في الموعد المقرر في التاسع من ديسمبر المقبل.
وانتقد كلارك الممارسات التي تقوم بها شركات الطيران المنافسة لطيران الإمارات لعرقلة خططها للتوسع تحت مزاعم الممارسات غير العادلة، مؤكداً أن الشركة عندما تقوم بتشغيل خط جديد تعمل على دراسته لفترات طويلة للتأكد من جدوى افتتاحه وفقاً للأسس التجارية، وأوضح أن كثيراً من خطوط الطيران التي تفتتحها الشركة بالاستفادة من اتفاقيات الأجواء المفتوحة لم تكن مخدومة من قبل شركات طيران أخرى مثل خط «اليونان-نيو آرك» في أميركا وخط «ميلان-نيويورك»، مشيراً إلى أن شركات الطيران المنافسة لا تتنبه إلى أهمية هذه الخطوط إلا عندما تقوم طيران الإمارات بالعمل عليها.
وأعرب كلاك عن تفاؤله بشأن عودة النمو لصناعة النقل الجوي نهاية 2020، متوقعاً أن تشهد الأشهر المقبلة تحولات في التحديات الرئيسة التي تواجه الاقتصاد العالمي، مثل الحرب التجارية بين الصين وأميركا والوصول لحلول إيجابية قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وكذلك بعد إغلاق ملف الـ «بريكست»، مشيراً إلى أن عمليات طيران الإمارات في السوق البريطاني حققت نمواً بنسبة 7% رغم ما يثار بشأن تأثير خروج بريطانيا على القطاعات المختلفة.

عودة «737 ماكس»
وفيما يتعلق بطائرة «بوينج 737 ماكس»، قال كلارك «بوضوح هذه الطائرة لن تعود للتحليق مرة أخرى إلا إذا كانت آمنة بنسبة 100%، فلا يوجد مشرع سواء في أميركا أو غيرها سيسمح بالموافقة على إعادة تحليق الطائرة إلا إذا قدمت الشركة المصنعة كل الحجج المقنعة للجهات التنظيمية في مختلف دول العالم بمستويات الأمان المطلوبة، مشيراً إلى أهمية أن تكون الموافقة على إعادة تحليق الطائرة جماعية من كل الهيئات التنظيمية المعنية حول العالم، لعدم تشتيت قرارات المسافرين، فلا يمكن تشغيل الطائرة في الأسواق الأميركية دون أن تطير في الأسواق الأوروبية مثلاً».
وأوضح أن جهود «بوينج» في معالجة خلل الأنظمة الذي أدى إلى قرار وقف هذا الطراز يجب أن تُفضي إلى نتائج وحلول مقنعة للمشرعين عند اتخاذ قرار العودة للتشغيل الذي لا يتوقع أن يكون قبل ديسمبر المقبل، مشدداً على ضرورة الإبقاء على تدخل العنصر البشري في صناعة الطائرات، بالتزامن مع الاستفادة من التقنيات الحديثة في زيادة الكفاءة التشغيلية للأجيال الجديدة من الطائرات سواء فيما يتعلق بتقليل الانبعاثات وزيادة كفاءة استهلاك الوقود.
وفيما يتعلق بتسلم طائرات «777 اكس»، أشار كلارك إلى أنه من غير المتوقع أن تقوم «بوينج» بتسليم أول طائرة «777 إكس» وفق الموعد المحدد في يونيو 2020، مشيراً إلى أنه رغم وجود إمكانية لتأخر استلام المحركات فإن الطائرة بحاجة إلى فترة اختبار تراوح بين 13 إلى 16 شهراً على الأقل قبل بدء التسليم، متوقعاًً أن يؤثر ذلك على خطط الشركة لتوسيع شبكة الخطوط وطرحها لمنتج الدرجة السياحية الممتازة التي كانت ستقدم على هذا الطراز وكذلك طائرات «إيه 380» الجديدة.

العربية للطيران
من جهته قال عادل علي، الرئيس التنفيذي لمجموعة العربية للطيران، إن الشركة في نقاش مع شركتي «بوينج» و«إيرباص» من أجل طلبية من الطائرات تتراوح ما بين 100 إلى 120 طائرة ذات الممر الواحد، مشيراً إلى أنه لم يتم تحديد الطراز حتى الآن.
وأكد أن الشركة لا تزال تنظر بين عدة خيارات لهذه الطلبية بين طائرات «إيرباص» من طرازات «إيه 220» و«إيه 321»، إضافة إلى طائرات «بوينج» من طرازات «737 ماكس» و«737» الجيل الجديد.
ولفت إلى أن العربية للطيران، قد توسعت إلى عدة مدن في الآونة الأخيرة، مثل فيينا وكوالالمبور وبشكيك، موضحاً أن الناقلة تنظر إلى وجهات جديدة مع تسلم الناقلة لطائراتها، خاصة أنها تتيح للشركة إضافة المزيد من الرحلات المتوسطة المدى.
وأشار إلى أن الشركة ستتسلم الطائرة الثالثة من طراز «إيرباص A321neo LR»، يوم الجمعة، من أصل طلبية تتكون من 6 طائرات من هذا الطراز، ومع وصول هذه الطائرة، سيكون هنالك خطوط جديدة، وأوضح أن الناقلة تنظر في عدد من الخيارات تتضمن 3 نقاط في أوروبا وأفريقيا وآسيا.