أحمد سعيد (طهران، وكالات) أعلن مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي، صاحب الكلمة الفصل في الملف النووي الذي يجري التفاوض بشأنه مع القوى العظمى، أن بلاده ستحتاج في نهاية المطاف إلى 190 ألف جهاز طرد مركزي، فيما تسعى واشنطن للحد من هذا العدد وحصره بـ10 آلاف فقط. وأمس حذر مسؤول إيراني كبير دول 5+1 من مغبة فشل المفاوضات الجارية بين بلاده والسداسية الدولية في فينا، وقال علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان أمس للصحفيين «إن إيران ستعود إلى النهج السابق بإنتاج 20% من التخصيب ونصب أجهزة للطرد المركزي من الأجيال الحديثة». وأشار إلى أن بعض ممثلي دول 5+1 هددوا الوفد الإيراني بالانسحاب إذا لم يتراجع عن شروطه حول عدد أجهزة الطرد المركزي، حيث تطالب أميركا بضرورة وجود 3 آلاف جهاز، بينما تطالب إيران بأكثر من ذلك بكثير، إضافة إلى المطالبة الغربية بتحديد نسبة التخصيب والعمل على تدمير احتياطي إيران من اليورانيوم. وأجهزة الطرد المركزي هي الأجهزة المستخدمة لتخصيب اليورانيوم، علماً بأن قدرة التخصيب تشكل إحدى النقاط الخلافية الرئيسية بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى المعروفة بمجموعة 5+ 1 (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين وألمانيا) اللتين تتفاوضان حالياً في فيينا للتوصل إلى اتفاق نهائي في هذا الخصوص. ويعتبر آية الله خامنئي الذي اعتمد موقفاً حازماً من هذا الملف الذي يسمم منذ عشر سنوات العلاقات مع الغرب، أن حق إيران بالطاقة النووية غير قابل للتصرف، حتى أنه أبدى في فبراير الماضي تشكيكه بشأن نتيجة المفاوضات. وصرح خامنئي مساء أمس الأول أن «هدف» الولايات المتحدة هو أن «نقبل بقدرة توازي 10 آلاف وحدة عمل فاصلة، ما يوازي 10 آلاف جهاز طرد مركزي من الطراز القديم التي نملكها أصلاً»، بحسب موقعه على الإنترنت. وتابع «لكن مسؤولينا يقولون إننا نحتاج إلى 190 ألف جهاز طرد مركزي. ربما ليس اليوم، لكن بعد عامين أو خمسة، هذه هي بالتأكيد حاجة البلاد في نهاية المطاف ويجب توفيرها». وأضاف في خطاب أمام مسؤولي البلاد بث على موقعه الإلكتروني، أن القوى الكبرى «تريدنا أن نقبل بقدرة 10 آلاف وحدة عمل فاصلة، لكنهم بدأوا باقتراح 500 أو 1000 وحدة». من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن «عدد أجهزة الطرد المركزي من النقاط الصعبة في المفاوضات»، مضيفاً أنه «تجري مباحثات جدية وصعبة (في فيينا) على أمل التوصل إلى اتفاق ذي مصداقية وشامل وكامل وجدي».وفي يونيو، أكدت فرنسا أن إيران قد يكون لديها «بضع مئات من أجهزة الطرد المركزي» لكن الإيرانيين يطالبون بـ«مئات الآلاف». وتقول إيران إنها تريد الاحتفاظ ببرنامج تخصيب بمستوى صناعي بغية التمكن من إنتاج الوقود الضروري لمحطاتها النووية المقبلة. وانطلقت المفاوضات النهائية حول البرنامج النووي لطهران الخميس الماضي في فيينا، في محادثات ماراثونية تعتبر تاريخية وقد تتواصل حتى الموعد الأقصى المحدد في 20 يوليو. وترمي هذه المفاوضات إلى التوصل إلى اتفاق نهائي يضمن الطابع المدني للبرنامج النووي الإيراني بعد توتر دولي بخصوصه منذ عشر سنوات. ويفترض أن يضمن الاتفاق المنشود احترام إيران لقواعد منع الانتشار النووي والإحجام عن السعي لصنع قنبلة نووية. في المقابل، ترفع العقوبات الدولية التي تحرم البلاد أسبوعياً من مليارات الدولارات من عائدات النفط. وتملك إيران حالياً أكثر من 19 ألف جهاز طرد مركزي، نحو 10 آلاف منها من الجيل الأول (آي آر-1) وهي مشغلة حالياً، ونحو ألف من الجيل الثاني (آي آر-2) الأكثر قدرة بثلاث إلى خمس مرات، لجهة وحدات العمل الفاصلة، لكن لم توضع في الخدمة بعد. من جانبه، أوضح رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن «علينا أن نحدد قدرتنا على التخصيب بحسب وحدة العمل الفاصلة وليس عدد أجهزة الطرد»، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية. كيري ونظراؤه في «5+1» قد ينضمون إلى المفاوضات قال دبلوماسيون أمس، إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظراءه في القوى العالمية الست التي تتفاوض مع إيران بشأن برنامجها النووي ربما يسافرون إلى العاصمة النمساوية فيينا قريباً للانضمام إلى المفاوضات التي فشلت حتى الساعة في التوصل إلى اتفاق. ونبه الدبلوماسيون إلى ضرورة عدم اعتبار مشاركة الوزراء المحتملة في المحادثات قبل انقضاء المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق في 20 يوليو دلالة على أن الاتفاق بات قاب قوسين أو أدنى. وقال دبلوماسي غربي مطلع على المفاوضات لرويترز شرط عدم الكشف عن هويته «يمكن للوزراء أن يساعدوا في بحث تمديد فترة المفاوضات إذا رأوا أن هذا سيعود بفائدة ويمكن أن يساعدوا في إعطاء قوة دفع للتوصل إلى اتفاق بحلول 20 يوليو، وهو هدف مازال قائماً». وأضاف «بالطبع قد يوقع الوزراء أيضاً اتفاقية ولكننا بعيدون عن توقيع أي شيء في هذه اللحظة... هناك فجوات كبيرة بين المواقف». ولم يتضح متى سيحضر الوزراء إلى العاصمة النمساوية إن هم قرروا الحضور، لكن بعض الدبلوماسيين أشاروا إلى احتمال قدومهم قريباً ربما أواخر الأسبوع الحالي، في حين رجح آخرون موعداً متأخراً عن هذا. (براج - رويترز)