تسارعت التحركات الدبلوماسية امس ما بين الرياض والقاهرة والخرطوم والدوحة وطرابلس حيث قام رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني امس بزيارة خاطفة للسعودية لعرض نتائج مباحثات دارفور المنعقدة في الدوحة ، في تزامن مع زيارة مماثلة قام بها كل من وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ومدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان الى الخرطوم بهدف - حسب مراقبين - بحث تداعيات القرار المرتقب صدوره من المحكمة الجنائية الدولية بشأن اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير، حيث أعلن أبو الغيط ان الجهود لوقف صدور القرار المرتقب لم تنجح حتى الآن· واستغرقت زيارة وزير الخارجية القطري الى الرياض بضع ساعات سلم خلالها رسالة إلى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز من الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر · وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة إن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي كان في استقبال الوزير القطري بالمطار ، بحث معه ''الأوضاع في المنطقة خاصة الوضع في الخليج إضافة إلى تطور الأوضاع في السودان خاصة دارفور'' · وأشارت المصادر إلي أن وزير خارجية قطر ، الذي تستضيف بلاده حاليا محادثات سلام بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور ، استعرض مع نظيره السعودي النتائج التي توصلت إليها محادثات الدوحة· وكان وزير الخارجية القطري قد أعرب فجر امس عن تفاؤل حذر بشان محادثات السلام في دارفور الجارية بالدوحة والتي دخلت يومها السادس· وقال المسؤول القطري في اعقاب يوم طويل من المباحثات والجلسات المغلقة بين وفدي الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة ان ''الطرفين لديهما الاهتمام للوصول الى نتائج ايجابية وهناك نوايا طيبة وتقدم'' موضحا ان الامر ''يحتاج الى تثبيت على مسودة معينة وبصيغة معينة''· واضاف الشيخ حمد بن جاسم في تصريحات للصحفيين أنه سيتم على الفور استكمال المباحثات ''· وتابع الوسيط القطري قائلا إن ''الوسطاء سيقدمون الوثيقة للطرفين بشكل نهائي لمعرفة ردة فعل كل منهما بعدما استمع الوسطاء لملاحظاتهما بشأنها''· من جانب آخر ، اكد أبو الغيط للرئيس السوداني عمر البشير امس في الخرطوم أن مصر تدعم كل مبادرة لتحقيق ''السلام والاستقرار'' في السودان· وقال أبو الغيط للصحفيين في مطار الخرطوم عقب وصوله مع مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان ''جئنا ونحن نحمل رسالة من الرئيس حسني مبارك للرئيس السوداني البشير مفادها أنه يدعم كافة الخطوات السودانية من أجل استتباب الامن والاستقرار في كل أجزاء السودان''· وعقد أبو الغيط وسليمان اجتماعا مع البشير شارك فيه مدير جهاز الأمن السوداني صلاح عبدالله قوش· وقال السكرتير الصحفي للرئيس السوداني محجوب فضل للصحفيين عقب الاجتماع ''إن السودان يطرح سؤالا على الدول التى تدعم المحكمة الجنائية الدولية مفاده كيف سيتعامل سفراؤها مع الرئيس البشير في حال صدور قرار من المحكمة''· وتابع ''هل سيكون تعاملهم على أساس أنه متهم من المحكمة أم أنه رئيس كامل السيادة وعلى هذه الدول الإجابة على هذا السؤال''· وأضاف أن أبو الغيط أبلغ البشير موقف مصر المنطلق من عضويتها في الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومساندتها لجهودهما في مجلس الامن الدولي من أجل تأجيل صدور قرار المحكمة الجنائية لمدة عام· ولكنه قال إن هذه الجهود ''لم تنجح حتى الآن في إقناع اعضاء مجلس الامن بتبني المادة 61 من نظام روما لتأجيل قرار المحكمة'' مؤكدا أن ''هذه الجهود مستمرة''· وفي وقت لاحق وصل الوزيران المصريان الى طرابلس حيث نقلا الى الزعيبم الليبي معمر القذافي رسالة من مبارك تتعلق بتطورات الاوضاع خصوصا في السودان وفلسطين· من جانب أخر أعرب السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية عن أسفه لتعنت بعض الدول الكبري في مجلس الأمن تجاه الطلب العربي - الافريقي موضحا أن ''هذه الدول لم تكن لديها إرادة لعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي أو التجاوب مع الطرح العربي - الافريقي بهذا الشأن''· وأكد بن حلي أن الوفد العربي - الافريقي - القطري المشترك أبلغ اعضاء مجلس الأمن الدولي خلال جلسة استماع للوفد ، أن صدور مثل هذا القرار من المحكمة الجنائية معناه ''قلب نظام الحكم في السودان'' لأن مثل هذا القرار يمس رأس الدولة.