إعداد- عدنان عضيمة:
يقال إن الشخصيات المبدعة ذات التأثير الكبير على مستقبل البشرية تأتي إلى هذا العالم ثم تذهب بصمت· ولا تكاد تنطبق هذه الحقيقة على إنسان كانطباقها على رجل الأعمال الفرنسي إدوار ميشلان (43 عاما) صاحب إمبراطورية صناعة الإطارات· ففي غفلة من الزمان رحل ميشلان يوم الجمعة الماضي على أثر حادث غامض مؤلم على شاطئ الأطلسي الفرنسي قضى فيه غرقاً في أثناء ممارسته لهوايته المفضلة: الصيد البحري بالصنارة· واشتهر هذا الرجل بنشاطه المكوكي من خلال مبادرته العالمية بتنظيم 'ندوة القيادة النظيفة المستدامة' التي أشرفت عليها شركة ميشلان وانعقدت في شنغهاي بالصين في شهر أكتوبر من عام ،2004 وأظهر خلالها أمام نحو ألف صحفي أتوا من أرجاء الأرض حماسته الشديدة للدفاع عن البيئة التي شهدت الكثير من الضرر نتيجة النشاطات البشرية المؤذية· وكان يحرص على التشديد على ضرورة إيلاء المشكلة البيئية حقها من البحث والاهتمام أثناء ممارسة كافة النشاطات البشرية من دون استثناء·
وإدوار ميشلان هو الذي بادر شخصياً إلى التكفل بتنظيم هذه الندوة المتجددة التي تنعقد كل سنتين بعد أن دعا إليها أكثر من ألف من رجال الإعلام والصحافة والخبراء البيئيين العالميين؛ ومن المقرر أن تنعقد دورتها الجديدة في باريس في الفترة بين 9 و12 يونيو المقبل إلا أن قدر إدوار لم يمهله حتى يشارك فيها ويلمع نجمه في مسقط رأسه مثلما لمع في شنغهاي· وتلقّت الأوساط الصناعية الفرنسية خبر وفاة إدوار بصدمة عميقة؛ وأجمعت وسائل الإعلام على وصفه بأنه كان أحد أشهر مسيري ومديري الشركات الكبرى في فرنسا· وكان تسلم مقاليد إدارة إمبراطورية ميشلان من والده فرانسوا عام 1999 ليقودها إلى نجاحات جديدة متوالية تجسدت في إطلاق بضعة نماذج مبتكرة من إطارات السيارات والعربات الثقيلة والخفيفة من أشهرها الإطار الخفيف (بايلوت سبورت-2) الذي سجل مبيعات ضخمة منذ تم إطلاقه عام 2004؛ وهو ذو تصميم جديد تماماً خاص بالسيارات الرياضية ذات الأداء العالي تمّ تطويره انطلاقاً من خصائص إطارات سباقات الجائزة الكبرى (الفورمولا-1) ويتميز بمواصفات بنائية خاصة تساعد على القيادة والتحكم بالسيارة على الطرقات المبللة والجافة مع تخفيض محسوس لمستويات الضجيج داخل السيارة وخارجها· وكان ابتكار (بايلوت سبورت-2) مقدمة لعودة شركة ميشلان للمشاركة في صناعة إطارات سيارات سباقات الجائزة الكبرى بعد انقطاع طويل عن ممارسة هذا النشاط المعقد·
واحتلت ميشلان هذه المكانة الرائدة في تأمين الإطارات المناسبة لكافة أنواع السيارات وبالأخص هذا الإطار الجديد نتيجة تعاونها الوثيق والدائم مع شركائها وزبائنها الذين ينتشرون في العالم أجمع· وتطلب تحقيق هذه الأهداف إقامة الأسس الراسخة للتعاون
والاتصال الفني والتقني الوثيق بين كل العاملين في الشركة· ويعود الفضل في تحقيق هذه التطورات إلى الإداري الناجح إدوار ميشلان·
وتسجّل أوساط الناشطين العالميين للدفاع عن البيئة لشركة ميشلان ورئيسها الراحل إدوار فضلاً كبيراً في مجال البحث عن أفضل الحلول للحفاظ على البيئة من خلال هذه الندوة الدورية التي تنظمها تحت عنوان (تحدي بيبندوم)؛ و(بيبندوم) هو رجل شركة ميشلان الوهمي المصنوع من الإطارات والذي يمثل شعارها الرسمي منذ تأسيسها في بدايات القرن العشرين·