لم يفاجأ كثيرون بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب عدم تجديد التصديق على الاتفاق النووي الإيراني. وحتى إذا كان هذا الاتفاق متعدد الأطراف، فإنه قد حان الوقت لمراجعة أوجه نفاق الغرب الأوروبي والأميركي خاصة في ظل إدارة أوباما التي تحالفت مع طهران وعززت سيناريو توتير الشرق الأوسط بتأييدها لما أسميه موجات «الخراب العربي». الآن يعصف ترامب باتفاق «النقاق» الغربي مع إيران، فالأخيرة لم يمنعها الاتفاق من ممارسة طغيانها في المنطقة، بل يبدو أنه شجعها على فعل المزيد من التدخلات البغيضة في شؤون الدول العربية. لم تسلم دول الجوار العربي من سموم التدخلات الإيرانية، واشتعلت النيران في البحرين واليمن والعراق وسوريا بوقود إيراني وبتخطيط من الحرس الثوري، أي أن الاتفاق النووي لم يكبح جماح التهور الإيراني، ولم يضع حداً لسياسات طهران العدوانية. اليوم تواجه طهران لحظة حقيقة، فمراوغتها للغرب تسقط يوماً بعد يوم، وأقنعتها الواهية تتساقط الواحد تلو الآخر، فبعد أن تصاعدت أدخنة المؤامرات الإيرانية، وبعدما فاحت رائحة الحرس الثوري في كل أزمات الشرق الأوسط، ها هو العالم يعيش لحظة انتباه يقودها ترامب في وجه خديعة كبرى اسمها الاتفاق النووي، أو بالأحرى «اتفاق النفاق» الذي يحاول ترامب الآن وضع حد له، فهذا الاتفاق لم يضع في الاعتبار سياسات طهران، بل ركز على الملف النووي فقط وهذا هو مكمن الفشل، الذي لا مناص من تبديده وتغييره في أقرب وقت ممكن. سليم مراد- العين