تنظم مصدر،”أسبوع أبوظبي للاستدامة” خلال الفترة من 13 إلى 17 يناير المقبل، وذلك في إطار الجهود الهادفة لدفع وتعزيز الحوار البنّاء الهادف لتحقيق التنمية المستدامة. وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر، المبعوث الخاص لشؤون الطاقة وتغير المناخ، والرئيس التنفيذي لشركة “مصدر” إن “أسبوع أبوظبي للاستدامة” سيشكل استمراراً للجهود التي بدأت في مؤتمر “ريو+20” والذي أكد أهمية الاقتصاد الأخضر كأحد آليات تحقيق التنمية المستدامة والعمل على وضع آلية خاصة بأهداف التنمية المستدامة، والتنويه بدور مبادرة الطاقة المستدامة للجميع من أجل تحقيق أمن الطاقة”. جاء ذلك خلال حفل الاستقبال الذي نظمته “مصدر”، مع معالي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خلال مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الذي اختتمت فعالياته في ريو دي جانيرو أمس الأول. وألقى الجابر كلمةً خلال الحفل رحب فيها بالحضور وأثنى على حكومة البرازيل لاستضافتها وإدارتها للمؤتمر، وأشاد بدور الأمين العام للأمم المتحدة في دعم الجهود العالمية لتحقيق التنمية المستدامة. حضر حفل الاستقبال العديد من زعماء الدول وقادة الوفود، بمن فيهم فخامة جاكوب زوما، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، ومعالي بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، ومعالي الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التجارة الخارجية، ومعالي الدكتور راشد بن فهد، وزير البيئة والمياه، سعيد الطاير نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في إمارة دبي. كما حضر عبدالله بن حمد العطية، رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية ورئيس المؤتمر الثامن عشر للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (COP18) ؛ ومعالي ديبو بيترز، وزيرة الطاقة في جنوب أفريقيا؛ ومعالي إديسون لوباو، وزير الطاقة والمعادن في البرازيل، ودولة جرو هارلم برونتلاند رئيس الوزراء الأسبق في النرويج، ومعالي الدكتور كانديه يومكيلا المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية والرئيس المشارك للمجموعة رفيعة المستوى لمبادرة الطاقة المستدامة للجميع. وحضر كذلك تشارلز هوليداي رئيس مجلس إدارة بنك أوف أميركا والرئيس المشارك للمجموعة رفيعة المستوى لمبادرة الطاقة المستدامة للجميع، وعدنان أمين مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، والدكتور محمد يونس مؤسس بنك جرامين والفائز بجائزة نوبل، والدكتور راجيندرا باتشوري رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والفائز بجائزة نوبل، والسناتور تيموثي ويرث رئيس مؤسسة الأمم المتحدة، وغيرهم من كبار الوفود المشاركة. وكان الحفل محطةً مضيئة في ريو حيث وفرت أبوظبي من خلالها منصة عالمية للتعاون وتعزيز الحوار وتسليط الضوء على الدور الفاعل لدولة الإمارات العربية المتحدة في الدفع قدماً بجهود التنمية المستدامة. وحظي الحدث بإشادة المشاركين والضيوف الذين أثنوا على مبادرات أبوظبي ومصدر. مؤتمرات مهمة وسوف يتضمن “أسبوع أبوظبي للاستدامة” مجموعة من المؤتمرات المهمة، بما فيها الاجتماع الثالث للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) يومي 13 و14 يناير المقبل، والقمة العالمية لطاقة المستقبل والقمة العالمية للمياه خلال الفترة من 15 إلى 17 يناير، والمؤتمر الدولي للطاقة المتجددة، إضافة إلى حفل توزيع جائزة زايد لطاقة المستقبل الذي يقام مساء 15 يناير 2013. وقال الجابر “يأتي إطلاق أسبوع أبوظبي للاستدامة تماشياً مع التوجيهات السديدة لقيادتنا الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتأكيداً على الجهود التي تبذلها استجابةً لضرورة تعزيز العمل من أجل بناء مستقبل مستدام، ويتيح هذا الأسبوع استضافة منصات متعددة الأطراف والمستويات والجوانب للحوار بين جميع أصحاب المصلحة المعنيين”. وتابع “نقوم بذلك لمواصلة الجهود الحثيثة التي بُذِلت خلال مؤتمر “ريو +20” في البرازيل، واستجابةً لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة من أجل اتخاذ إجراءاتٍ عملية ملموسة”. التنمية المستدامة وأضاف “التصدي للتحديات العالمية على صعيد الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة يتطلب وضع حلول عملية وواقعية وقابلة للتطبيق، ونعمل على تحقيق ذلك من خلال مؤتمر قمة الأرض المنعقد هنا في البرازيل، وسنواصل جهودنا في وقت لاحق من هذا العام خلال المؤتمر الثامن عشر للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ الذي يعقد للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط؛ وسنستمر بالعمل في يناير من عام 2013 خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة”. يذكر أن الدكتور سلطان أحمد الجابر عضو في المجموعة رفيعة المستوى التي أسسها الأمين العام للأمم المتحدة لمبادرة الطاقة المستدامة للجميع والتي أطلقها من أبوظبي في يناير 2012 خلال الدورة الخامسة من القمة العالمية لطاقة المستقبل. وأكد الجابر، في كلمته، ضرورة إحداث تحول جذري في الأسلوب الذي تتبعه جميع البلدان في إنتاج الطاقة واستهلاكها، وكذلك في صياغة استراتيجياتها المتعلقة بالطاقة، مضيفاً أن دولة الإمارات العربية المتحدة باشرت بالفعل اتخاذ خطوات فعلية في هذا الشأن. مبادرات عديدة وأضاف “تتضح هذه الخطوات بشكل جلي من خلال المبادرات العديدة التي باشرتها الدولة، بما في ذلك مشاريع “مصدر” للطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، واستثماراتها في مختلف أنحاء أميريكا الشمالية وأوروبا وآسيا والشرق الأوسط”، مضيفاً أنه “على مدى السنوات الأربعين الماضية، استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة أن تجعل من نفسها مركزاً عالمياً للتجارة والتمويل والسياحة، ولاعباً رئيسياً في أسواق الطاقة العالمية”. وخلال كلمته، أشاد الجابر بالتطور الذي تحققه (آيرينا) وبدورها في دعم تقدم الدول الأعضاء، وأثنى أيضاً على “صندوق أبوظبي للتنمية” الذي يساهم في دعم القطاع ونشر مشاريع الطاقة المتجددة من خلال تقديمه مبلغ 350 مليون دولار على مدى سبع سنوات لتمكين (آيرينا) من العمل على تسريع انتشار مشاريع توليد الطاقة من المصادر المتجددة في الدول النامية، حيث تم الإعلان عن بدء تسلم اقتراحات المشاريع المؤهلة للاستفادة من دعم الإمارات لـ “آيرينا” ضمن هذا الإطار. بان كي مون من جانبه، أشاد معالي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بدولة الإمارات العربية المتحدة والتزامها الثابت والراسخ إزاء تحقيق التنمية المستدامة. وقال “أتقدم بجزيل الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة و”مصدر” على تنظيم هذا الحفل، كما أشكر حكومة البرازيل على حسن ضيافتها، والتزام “مصدر” بدعم مبادرة الطاقة المستدامة للجميع يؤكد ريادتها المستمرة في مجال الطاقة النظيفة”. وباعتبارها مساهماً فعال في مبادرة الطاقة المستدامة للجميع، التزمت الإمارات العربية المتحدة بالمساهمة في تلبية احتياجات الطاقة العالمية، وذلك من خلال تقديم المساعدات للبلدان النامية، مثل تونغا وأفغانستان، وعن طريق توفير مشاريع الطاقة المتجددة عبر الشراكة مع بنك التنمية في اليابان، وكذلك عن طريق تكريم روح الابتكار لدى أجيال المستقبل عبر فئة المدارس الثانوية في جائزة زايد لطاقة المستقبل. وستعقد الوكالة الدولية للطاقة المتجددة الاجتماع الثالث لجمعيتها العامة في الفترة من 13 إلى 14 يناير في أبوظبي، حيث يتوقع أن يشارك في الاجتماع 170 وفداً ونحو 1000 مشارك يمثلون الدول الـ 158 من الأعضاء والمراقبين. منصة مشتركة من ناحية أخرى، سيشهد أسبوع أبوظبي للاستدامة أيضاً تنظيم “المؤتمر الدولي للطاقة المتجددة” في أبوظبي والذي سيتعاون مع القمة العالمية لطاقة المستقبل لتوفير منصة مشتركة للحكومات والقطاع الخاص وقادة المجتمع المدني للعمل معاً على تحقيق الهدف المتمثل في تطوير مصادر مستدامة للطاقة. ومن المتوقع أن يساهم هذا التعاون في دعم جهود مصدر لتحفيز التعاون الدولي بهدف تسريع نشر حلول الطاقة المتجددة وتعزيز التنمية المستدامة. وتهدف القمة العالمية للمياه، التي أطلقها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في 17 يناير 2012 إلى تعزيز الدراسات والبحوث اللازمة، وتطوير خطط عمل استراتيجية، وإيجاد الحلول المناسبة للحفاظ على هذا المورد الثمين للأجيال القادمة. وتتولى “مصدر” استضافة القمة العالمية للمياه التي تحظى بدعم وزارة المياه والبيئة، وهيئة مياه وكهرباء أبوظبي، وهيئة البيئة - أبوظبي، ومكتب التنظيم والرقابة، ومركز أبوظبي لخدمات الصرف الصحي. وفي هذه الأثناء، تلقت جائزة زايد لطاقة المستقبل، التي أطلقتها حكومة أبوظبي في عام 2008، طلبات اشتراك من أكثر من 90 دولة. وكرّمت الجائزة على مدى السنوات الأربع الماضية أبرز الابتكارات في مجالات متنوعة بما فيها المباني الموفرة للطاقة، وأجهزة الشبكات الذكية، وتسخير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والوقود الحيوي، والتقاط الكربون وتخزينه، وتخزين الطاقة، ومجالات أخرى متعددة. وفي الدورة الخامسة التي تقام خلال شهر يناير 2013، ستكرم جائزة زايد لطاقة المستقبل الفائزين في خمس فئات تشمل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والمنظمات غير الحكومية، وأفضل إنجاز للأفراد، والشركات الكبيرة، وللمرة الأولى، جائزة المدارس الثانوية التي سيتم منحها لمدارس ثانوية في خمس مناطق هي الأميركتان وأوروبا وأفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا. وسيتم إغلاق باب تقديم طلبات الاشتراك في جائزة زايد لطاقة المستقبل بتاريخ 16 يوليو 2012.