أثار حفيظتي خبر كتب على صفحات الجرائد وبالتحديد في بورصة أرقام الهواتف النقالة عن رقم بيع بمبلغ عشرة ملايين في إحدى الدول العربية، فجن جنوني وتذكرت أقراني البؤساء وأيقنت من لحظتها سبب المعاناة التي يحياها أصحاب الأيادي الممدودة من الفقراء والمساكين والمحتاجين فذرفت ملايين الدموع من مقلتي حسرة وشفقة على كل إنسان يمر بضائقة مادية في عالمنا الإسلامي، أو يستغيث بصفحتكم الموقرة أو غيرها لنشر معاناته علها تجد اليد المعطاءة والقلب النابض لينير لها دربها ويبدد ظلماتها··
تخيلت كم ظلمة تتوارى وكم شعاعا منيرا يمكن أن تنشره هذه الملايين لو سخرت لمستحقيها الذين تكتظ بهم دنيانا عامة وعالمنا الإسلامي خاصة·· من لحظة قراءتي لهذا الخبر أيقنت سبب حزن المكتئبين وولع المكلومين وضيق الأرض بالمشردين· أيقنت سر العداوة والحقد والكراهية والبغض والفرقة الذي تملك نفوسنا وألم بمجتمعاتنا، أيقنت قيمة الأرقام إذا ما قورنت بقيمة الإنسان، أيقنت أن المال أصبح نقمة الزمان فحمدت ربي على ضيق عيشي وتمنيت، بل دعوت ربي له الدوام من دون حقد أو غل أو عدوان وهنيئاً لكم فقركم يا فقراء الأرض وبشراكم بنعم المأوى وخير المآب·
محمود عبدالباقي